أجمع مراقبون أن الشذوذ الجنسي على ظاهرة تحاول ماكينات إعلامية غربية الترويج لها، تنشأ نتيجة انحرافات أخلاقية، لافتين إلى ضرورة محاربتها كونها ليست مرض أو شيء يولد به الشخص.
ولفتوا إلى أن الشذوذ الجنسي هو انحراف أخلاقي وسلوكي ناتج من استحداث سبل لذة متنوعة على نفس السياق، مثل الدمى الجنسية والألعاب الجنسية التي تهدف فقط لإشباع اللذة، حسب تعبيرهم.
ومؤخراً وفي سياق الدعم اللامحدود للشذوذ الجنسي والشاذين جنسياً، اجتمعت بعض المؤسسات الإعلامية الغربية أو المدعومة من الغرب، وأصدرت بياناً مشتركاً تحت عنوان “لا حياد في معركة الحريات”، وهدفهم في هذا البيان هو الدفاع عن الشذوذ الجنسي وكل انحراف أخلاقي وسلوكي تحت مسمى “الحريات”، وفق مراقبين.
وكان اللافت للأنظار أن هذه المؤسسات لم تجتمع للتحذير من الفساد الأخلاقي الذي يدعو إليه بعض الناس، ولم تجتمع لرفض الممارسات المنحرفة التي يستوردها بعض الحمقى من الخارج للمجاهرة بها في مجتمعاتنا، ولم تجتمع لرفض الأفكار الفاسدة التي يحاول البعض تمريرها إلى الأطفال، بل اجتمعت هذه المؤسسات للدفاع عن ما يسمونه “المثلية” ورفضهم لكلمة “الشذوذ الجنسي”، وفق ذات المراقبين.
وأعرب الغاضبون عن سخطهم من استمرار الترويج للشذوذ بسبب وبلا سبب قائلين “الشذوذ الجنسي انحراف اخلاقي مقزز لا يمكن أن تجده حتى بين الحيوانات والكائنات الأخرى”، لافتين إلى أن “العالم الغربي يدمر أخلاق البشرية”.
وأيدهم كثيرون بالقول “الشذوذ الجنسي هو انحراف أخلاقي وسلوكي واجتماعي، ولا يجب على أحد أن يحاول تحوير الفطرة الطبيعية للإنسان واستبدالها بالشذوذ”.
وحول ذلك، قال الحقوقي عبد الناصر حوشان لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الشذوذ هي تعبير عن الشذوذ الجنسي بين جنسين متماثلين ذكور مع ذكور وإناث مع إناث، واسمها المجامعة خلاف الطبيعة في القانون السوري إذا كانت بين الرجال، وهي ناتجة عن عدة أسباب منها الانحلال الأخلاقي ومنها فرط الشهوة للجنس مع آخر من نفس الجنس، ومنها بيولوجي ناتج عن اضطراب هرموني يسبب زيادة في الهرمونات الجنسية الذكرية والأنثوية، فيميل صاحبه إلى ممارسة الجنس حسب الفرط الهرموني”.
وتابع أن “هي ممارسة محرمة في كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، ولكن بعض الدول التي سيطرت عليها لوبيات الحركات النسوية المتطرفة دفعت المشرعين في تلك الدول لتقنين وتشريع الشذوذ تحت اسم تشريع المثلية، وسمحت بزواج المثليين رسميا، ولكن اغلب دول العالم ما زالت تحظر هذه الممارسات”.
وتتعالى الأصوات للتحذير من أن غالبية من يُشرعون الشذوذ الجنسي تجد أن لديهم تجاوزات تحرش في الأطفال، إما لفظياً أو جسدياً، ويُقال إنه يُوجد أصوات تدعو إلى منح الأطفال حرية اتخاذ قراراتهم بمثل هذه الأمور، وهو شيء غير مُستغرب؛ فما بُني على باطل فهو باطل، انحراف الفِطرة هذه مآلاته، ولن يتوقَّفوا عن قذارتهم التي تُصادم الفطرة السليمة التي فُطِر الإنسان عليها، حسب وصفهم.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد العربي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الشذوذ الجنسي ليس جديدا على تاريخ الإنسانية، فها هو القرآن الكريم يذكره أنه كان مرضا ساريا في قوم النبي لوط قبل آلاف السنين، لذلك نقول إن الإنسان فيه الجسد والعقل والروح والنفس متفاعلة متكاملة داخل ذاته وفي سلوكه، وإن للجسد حاجاته الجنسية إلى النصف الآخر ذكر- أنثى من أجل استمرار النسل البشري، وأن فيه حاجاته الأخرى من طعام وشراب ومأوى وأمان… الخ”.
وأضاف “وبالعودة إلى الغريزة الجنسية عند الإنسان وكيفية ممارستها، فهي بين ذكر وأنثى كما ذكرنا ويجب أن تكون مضبوطة بمعايير أخلاقية واجتماعية قيمية مصدرها غالبا اعتقادات الجماعة والمجتمع، وهي عندنا نحن العرب مأخوذة من الأديان، ومرتبطة بالسلام الاجتماعي، وهي الرابط والضامن لوجود العائلة واستمرارها”.
وتابع “في العصر الحديث سعى الغرب المستعمر عبر نزعته لتدمير المجتمعات وعبر نظرية الحرية الفردية، إلى التنظير بأن الفرد منفصل نفسيا وجسديا عن الآخر ذكرا وأنثى وأن لهذا الفرد حق أن يمارس ما يريده جنسيا سواء امرأة وامرأة سحاق أو رجل ورجل لواطة، وأن ذلك طبيعي ولا إدانة مجتمعية له ومحمي بالقانون عند بعض الدول الغربية، وأصبح هناك تنوع في ذلك وصل إلى تبادل الجنس مع حيوانات وأدوات، ولهم فيها فنون كثيرة”.
ولفت إلى أن “المستهدف بالمباشر مؤسسة الأسرة بصفتها صانعة الوعي الاجتماعي والموقف العام من النفس والحياة والمستقبل، وحتى الموقف من الدين ولأجل إقصائه من التأثير في حياة الناس”.
وختم أن “المثلية بتنوعها تستهدف الانسان بصميم إنسانيته وتحوله إلى مجرد أداة متعة مزيفة، فتشوهه وتقضي على المحاكمة العقلية له وتجعله مجرد أداة لغرائز غير مضبوطة وغير صحيحة وتصبح مرضية في كثير من الأحيان”.
رافضون آخرون نبّهوا إلى أن الشذوذ الجنسي لم يعد مجرد محاولة تبرير انحراف شخصي يعيشه البعض بل تعدى إلى أكثر من ذلك بكثير، حيث انتقل إلى مرحلة لوبي يمتلك نفوذاً ويتمتع بأيديولوجية يحاول من خلالها إلغاء الفطرة البشرية القائمة على التزاوج بين المرأة والرجل، حسب كلامهم.
وفي السياق، قال الكاتب معاذ عبد الرحمن درويش لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “المثلية الجنسية ليست وليدة العصر وإنما قديمة قدم الإنسان، ود ذكر الله في كتابه العزيز قوم لوط، واعتبر القرآن الكريم فعلتهم جريمة وذنب عظيم كونها تخالف الفطرة البشرية السليمة، وهذا ما ينفي نفيا قاطعا على أنها ليست مرض أو شيء يولد به الإنسان كما يحاول البعض التبرير لها أو تشريعها في المجتمعات، هذا من الناحية الدينية”.
وتابع “أما من الناحية العلمية فلا يوجد هناك أي دليل طبي يؤكد تلك التبريرات التي لا توافق العقل السليم كما لم توافق الفطرة السليمة، فالمشكلة ليست في تلك الظاهرة المنحرفة بذاتها بقدر ما هي بالماكينة الإعلامية التي تحاول أن تفرضها واقعا على البشرية بأكملها”.
ووسط كل ذلك، أكد ساخطون من الترويج لهذه الظاهرة البعيدة كل البعد عن المجتمعات كافة، على أن الشذوذ الجنسي هو انحراف ومرض نفسي، وعلى المجتمع أن يقاوم تضليل الذات وتضليل الأفراد الذي تمارسه جماعات دعم الشواذ، مشيرين إلى أن قطع أجزاء من الجسم وتكبير حجم الصدر وحقن الهرمونات وقص اللحية، لن تحول الرجل إلى امرأة بل ستجعل منه أقل من شخص، وفق تعبيرهم.