العمل الإنساني القطري.. تشهد له ولنتائجه الإيجابية أكثر من 100 دولة (تقرير)
تُعد دولة قطر من أهم الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي حول العالم، فمن خلال مبادراتها المتعددة، أكدت قطر على ريادتها في هذا المجال و على محورية الإنسان في جميع سياساتها، في حين تُظهر قطر اليوم انفتاحاً أكبر على العالم أكثر من أي وقت مضى.
يمتد التزام دولة قطر بالعمل الثنائي ومتعدد الأطراف، خاصة في المجال الإنساني إلى مختلف أنحاء العالم.
ويؤكد مهتمون بالملف الإنساني أن فكرة العمل الخيري أصيلة وراسخة في المجتمع القطري، سواء من حيث غاياتها الكبرى أو آلياتها التنظيمية.
ويستند فعل الخير في المجتمع القطري إلى ثقافة مجتمعية راسخة قوامها التعاليم الدينية السمحة بإعمار الأرض بالخير والصلاح، انطلاقًا من مبدأ خلافة الخالق للإنسان في الأرض.
وتُضاف إلى ذلك عادات وتقاليد المجتمع المتوارثة عبر الأجيال والتي أصبحت بمثابة موجهات لسلوك أفراد المجتمع نحو “فعل الخير” بمفهومه الشامل الذي يحقق مصالح المجتمع وتضامنه.
وأشار مراقبون إلى وجود إرادة سياسية عُليا طموحة لاستثمار الإرث الحضاري لدولة قطر في مواكبة التوجّه العام نحو مزيد من التمكين للعمل الخيري في الدولة، وضمان انخراطه الفعّال والمسؤول في جهود النهضة الوطنية، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق التضامن الدولي.
ولفتوا إلى أن حصول دولة قطر على جائزة “الأكثر تميزاً في العمل الإنساني”، يؤكد على أهمية جهودها الإنسانية والتزامها الراسخ بمساعدة المتضررين من الكوارث.
وفي حزيران/يونيو 2024، حصلت دولة قطر على شهادة تقدير من الصليب الأحمر الفلبيني تقديرا لمساهماتها القيمة في الأعمال الإنسانية، حيث تشير الشهادة إلى أنه في مواجهة تحديات غير مسبوقة، أظهرت دولة قطر تعاطفا ملحوظا في تعزيز الاستجابة الإنسانية للصليب الأحمر الفلبيني لتقديم المساعدات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها.
وتم تقديم هذه الجائزة في العاصمة الفلبينية مانيلا، في 30 أيار/مايو 2024، وهي موقعة من رئيس ومدير عام الصليب الأحمر الفلبيني.
وتُعتبر دولة قطر من الدول الرائدة في العالم في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وقد وصلت “أيادي الخير” القطرية إلى المجتمعات الأكثر عرضة للمخاطر والكوارث والفقر في مختلف أنحاء العالم.
وتواكب دولة قطر كل الاحتياجات الآنية لمناطق الحروب والنزاعات، وآخرها السودان، وذلك انطلاقا من مسؤولية قطر الأخوية، وواجبها الأخلاقي والإنساني تجاه الشعب السوداني.
وعلى صعيد ذي صلة، قدمت دولة قطر 12 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية في منطقة القرن الإفريقي، حيث يواجه الملايين من الناس خطر المجاعة والجفاف وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وذلك خلال مؤتمر “الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة في منطقة القرن الأفريقي”، الذي استضافته دولة قطر إلى جانب كل من إيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، على هامش أعمال الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2022، حسب تقارير إعلامية قطرية متطابقة.
وتشير الأرقام الحكومية إلى أنه منذ عام 2012 وحتى 2019، قدمت دولة قطر مساعدات بقيمة 6.75 مليار دولار لأكثر من 100 دولة حول العالم.
هذه الجهود تتسق مع دعم احتياجات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أشادت بالنهج القوي الذي تتبعه دولة قطر في مجال العمل الإنساني، بما يجعلها مثالا يحتذى على مستوى المنطقة والعالم.
وبين فترة وأخرى تؤكد المفوضية أن المساهمات التي قدمتها دولة قطر لمفوضية اللاجئين تجاوزت 382 مليون دولار أمريكي، خلال عقد من الزمن، الأمر الذي يجعلها واحدة من كبار المانحين للمفوضية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتوافقاً مع رؤية دولة قطر الوطنية 2030، وتكاملاً مع استراتيجية التنمية الوطنية والاستراتيجيات القطاعية الأخرى، وخطط ومبادرات التنمية الدولية ومحدداتها كالتأهب والاستجابة للكوارث والأزمات، فقد تبنّت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية نهجاً تشاركياً يضمن إسهام جميع أصحاب المصلحة في إعداد أول استراتيجية للقطاع الخيري، بشقيه التنموي والإنساني، بالتنسيق والتعاون الوثيق مع منظمات العمل الخيري ومؤسسات القطاع الحكومي الخاص، والجهات العلمية والبحثية.
وقد خرجت هذه الاستراتيجية باعتبارها استراتيجية قطاعية مستقلة تتآزر وتتكامل مع باقي الاستراتيجيات الوطنية بهدف تحقيق تنمية وطنية شاملة، سعياً للوصول إلى رؤية مشتركة تتمثل في: “قطاع خيري مهني ومستقل يمثل رافدًا مهما من روافد التنمية الوطنية، وركيزة متينة داعمة للمكانة الدولية لدولة قطر”.
وبهذا تنطلق هذه الاستراتيجية من الإرادة الحرة للمجتمع القطري الذي يعتبر العمل الخيري جسراً لخدمة المجتمع القطري في تعزيز مشاركته وتحقيق تنميته وضمان تماسكه وتمتين أواصر تضامنه مع الشعوب المحتاجة للتخفيف من معاناتها، ودعمًا لجهود التواصل الحضاري نحو عالم يسوده السلام، والتفاهم، والتسامح، والاستقرار.
ويتجسد كل ذلك في رسالة الاستراتيجية “قطاع خيري يكرّس الإرادة نحو المشاركة المواطنة، ويجسد قيم التضامن الاجتماعي تجاه المُحتاجين من داخل وخارج قطر”.
ويؤكد مراقبون، أنه وسط كل هذه الجهود الإنسانية، نجد أنفسنا أمام قصة إنسانية مشرقة تجسد قدرة دولة قطر على تحويل ثقافتها الغنية بالتعاليم السمحة والضاربة في عمق التاريخ إلى إرث خير وعطاء عالمي، وفق تعبيرهم.