خطبة الجمعة في تركيا.. ذكرى استشهاد الحسين ويوم 15 تموز الملحمي
ركزت خطبة الجمعة، اليوم، في عموم مساجد تركيا على ذكرى الانقلاب الفاشل في تركيا، الذي يصادف 15 تموز/يوليو الجاري، واصفة بأنه يوم الانتصار الملحمي على الإرهاب.
واستهلت الخطبة بقوله تعالى “وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون . ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون”، وبقول نبينا صلى الله عليه وسلم “بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين.. بئس العبد عبد هوى يضله”.
وجاء في الخطبة “يصادف يوم الإثنين المقبل الذكرى الثامنة لانتصارنا الملحمي على المنظمة الإرهابية فتح الله غولن بعون ربنا سبحانه وتعالى، وبصمود دولتنا وشجاعة أمتنا. وكما في كل مرحلة من مراحل التاريخ، وقفنا مرة أخرى رجالا ونساء، صغارا وكبارا كتفا بكتف في ليلة 15 من تموز المصحوبة بالصلوات التي صدحت أصداؤها من المآذن؛ وتوافدنا إلى الميادين بروح الوحدة والتضامن والتكاتف، وكما قال شاعرنا الوطني (كنت أقول جيل عاصم! هو الجيل الحقيقي ….هنا لم ينتهك عرضه ….ولن ينتهك). وكما عبر الشاعر فقد أحبطنا معا الألعاب القذرة التي أرادوا أن يمارسوها على بلدنا وأمتنا. إن 15 من تموز هو المثال الأخير على أن أمتنا الحبيبة لن تخضع لأحد ولن تنحني أبدا للظالم. وأن 15 من تموز هو مقاومة مجيدة انتصرت فيها العزيمة والشجاعة على الذل والجبن”.
وتابعت “المنظمة الإرهابية فتح الله غولن التي نفذت انقلاب 15 من تموز، استغلت إيماننا وعبادتنا وقيمنا الوطنية والروحية، واستهدفت استقلالنا ومستقبلنا. ولقد ظهرت بشكل حقيقي وهددت سلامة وطننا غير القابل للتجزئة، وبقاء دولتنا، وحياة أمتنا. ولقد استخدمت أبسط مفاهيم ديننا العظيم الإسلام لمصالحها الخاصة. ولقد لجأت إلى كل أنواع الحيل والفخاخ من أجل انتزاع شبابنا من أسرهم؛ وانتزاع حب الوطن ووعي الانتماء للوطن وللأمة من قلوبهم”.
وأضافت “يوم الثلاثاء القادم هو يوم العاشر من محرم يوم عاشوراء. وقد أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بصيامه وصيام إما يوم قبله أو يوم بعده. كما أن عاشوراء هو اليوم الذي استشهد فيه حفيد نبينا صلى الله عليه وسلم الحسين الذي أثنى عليه بأنه سيد شباب أهل الجنة، والذي كان يحبه النبي ويسميه زهرته وريحانته في الدنيا، وأكثر من سبعين مسلما معظمهم من أهل بيت المصطفى في كربلاء”.
وزادت أنه “على الرغم من مرور قرون من الزمن، إلا أن ألم هذا الحدث الرهيب ما زال ماثلا في قلوبنا. إن الذين قبلوا بإيقاع الظلم بحق فلذة كبد سيدنا علي وسيدتنا فاطمة كانوا وسيظلون مدانين في الضمير الجماعي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم”.
وأشارت إلى أن “المتربصين بوطننا الجنة أولئك الذين يريدون أن يفسدوا علينا المحبة والأخوة ببذر بذور الفتنة بيننا لم يتخلوا عن أطماعهم الغادرة اليوم كما فعلوا بالأمس لذلك وحتى لا نقع في هذه الفخاخ الغادرة مرة أخرى فلنجتهد في تعلم العلم الديني الصحيح من أهل الاختصاص والثقة ولنوفر لأبنائنا قرة أعيننا ولشبابنا ضمانة مستقبلنا تعليما دينيا سليما ومتوازنا وشفافا في ضوء القرآن والسنة لنكن يقظين من الذين يريدون إثارة الفتنة والفساد أولئك الذين يريدون كربلاء جديدة في جغرافية أمتنا دعونا لا نفرط في وحدتنا وتضامننا ولنحافظ على حكمة أناضول التي هي أساس أمتنا وبقاء حياتنا الدينية”.
وختمت الخطبة بالدعاء بالرحمة والامتنان والشكر لشهدائنا الأبرار وفي مقدمتهم سيدنا الحسين وأهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذين شربوا كأس الشهادة في سبيل الدين والوطن والمقدسات من بدر إلى ملاذكرد ومن جناق قلعة إلى النضال الوطني، ومن 15 تموز إلى يومنا هذا وقدامى محاربينا الأبطال الذين قضوا نحبهم و أتمنى الصحة والعافية والرفاهية لجميع محاربينا القدامى الأحياء وأن يجعل ربنا سبحانه وتعالى دولتنا دائمة ووطننا الحبيب سعيدا ولا يترك فرصة لمن يستهدفون وحدتنا وتضامننا وسلامنا وأمننا وسلامتنا وأرجو أن تكون قواتنا الأمنية منتصرة دوما في نضالها من أجل الحق والحقيقة”.