أكد مدير عام مركز ديوان الأزهر للعلاقات الدولية في إسطنبول محمد العقيد أن “زمن الانقلابات في تركيا مضى إلى غير رجعة”، مشيداً بـ”قدرة الشعب التركي على التصدي لأي محاولة انقلاب تستهدف تغيير الإرادة الشعبية الحرة”.
كلام العقيد جاء في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا” بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016 ويوم “الديمقراطية والوحدة الوطنية”.
وقال العقيد “تأتي ذكرى انقلاب تموز في كل عام لتجدد رفض الشعب التركي للانقلابات العسكرية وتؤكد على المسار الديمقراطي والحرية في البلاد، خاصة أن محاولة الانقلاب التي أفشلها الشعب التركي بتصديه للدبابات والمتمردين عن الجيش بسلاح الشعب وتقديم الأرواح، حتى تنعم تركيا بالحرية بقيادة الرئيس أردوغان الذي واجه محاولة الانقلاب وحكومته خاصة مدير الاستخبارات وقتها ووزير الخارجية الآن هاكان فيدان بكل حسم، لإنقاذ تركيا من مسار يرجعها للخلف سنوات بل عقود، ودعم ذلك المسار أيضا البرلمان التركي الذي تعمدت قوى الانقلاب الفاشل قصفها بالطائرات”.
وأشاد العقيد بـ”البطولات في نقل صوت وصورة الرئيس أردوغان عبر الهاتف ليخاطب الشعب ويطالبهم بالنزول والتصدي لقوى الانقلاب الفاشلة، وإصراره على الصعود إلى الطائرة والقدوم إلى إسطنبول بل وعقد مؤتمر صحفي في مطار إسطنبول لمخاطبة الشعب، لتستمر مسيرة التنمية والحرية في تركيا في توقيت فرق يمثل عنق الزجاجة الذي خرجت منه تركيا، لتكون قوة إقليمية مؤثرة بما قدمت تركيا لعدد من الدول الإسلامية والعربية من دعم مثل ليبيا والصومال وقطر وغزة”.
وأكد أن “زمن الانقلابات في تركيا مضى إلى غير رجعة، بصلابة ذلك الشعب وقيادته الحكيمة وإصراره على الحرية ونيل حقوقه واختيار من يمثله، ورفض أي عمليه قفز على السلطة وتغيير الإرادة الشعبية الحرة”.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودةمن الجيش، تتبع لتنظيم “غولن” الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّيالبرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار “أتاتورك” الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 251 شهيدًا وإصابة ألفين و196 آخرين.