منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. لباس التقوى زينة المؤمن في الدنيا والآخرة

ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على موضوع التقوى وأهميتها في حياة المسلم، مشيرة إلى مفهوم التقوى وكيف وضع الإسلام ضوابط لجميع جوانب الحياة.

كما تطرقت الخطبة إلى آثار التقوى على القلب واللسان والسلوك، وكيف تنعكس على طريقة اللباس خاصة للمرأة.

وتناولت كذلك أهمية التقوى في مناسبات الزواج، محذرة من الممارسات غير الإسلامية والإسراف.

واستهلت الخطبة بقوله تعالى “يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ۖ ولباس التقوىٰ ذٰلك خير ۚ ذٰلك من آيات الله لعلهم يذكرون”, وبحديث للنبي صلى الله عليه وسلم “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحى فاصنع ما شئت”.

وجاء فيها “لقد وضع لنا ديننا العظيم الإسلام ضوابط معينة لجميع جوانب الحياة، من المأكل والمشرب إلى الأقوال والأفعال، ومن اللباس إلى التسوق والترفيه. وقد أخبرنا الله عز وجل عنها في القرآن الكريم، وعلمنا إياها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم خلال حياته. ونسمي مراعاة هذه التدابير بالتقوى”.

وأوضحت أن “التقوى هي مخافة الله وهي الإقبال على الخير والبعد عن الشر وهي أن نحمي أنفسنا من جميع أنواع المعاصي والمحرمات، وهي أن نعي أن ربنا يرانا ويراقبنا في كل لحظة ويطلع على كل ما نفعل، هو أن نقضي العمر دون أن ننسى الموت والبعث والحساب والجنة والنار”.

وأشارت إلى أنه “عندما تستقر التقوى في قلوبنا تصبح قلوبنا مركزا للخير، وتطهرنا من المشاعر السيئة مثل الرياء والغرور والكبر. وعندما تنعكس التقوى على ألسنتنا تصبح كلماتنا صادقة وجميلة. وتبعدنا عن الأخلاق السيئة مثل الغيبة و النميمة والكذب و الافتراء. وعندما توجه التقوى عقولنا تتحول سلوكياتنا إلى لطف و لباقة، ورحمة وعدل، ومودة ومحبة. ولا يمكن للشرور التي تظلم عالمنا مثل القسوة والظلم والعنف أن تجد لها مكانا في حياتنا”.

ولفتت إلى أنه “عندما تتجلى التقوى في طريقة لباسنا، فإننا نحافظ على كرامة أجسادنا. لأن كل إنسان ذكرا كان أو أنثى له خصوصية جسدية. وقد أمرنا ديننا الإسلامي الحنيف بستر ما يجب ستره من أجسادنا وعدم كشفه للآخرين حتى لا تمس هذه الخصوصية. وبالنسبة للمرأة فإن المواضع التي يجب سترها عند حضور الرجال الأجانب وعند الخروج من بيتها هي جميع البدن ما عدا الوجه والكفين والقدمين. وأما لبس الملابس الضيقة أو الكاشفة التي تكشف عن الأطراف فهو انتهاك لكرامة الجسد الذي هو أمانة ربنا، ولا ينبغي أن ننسى أن الحجاب أولا وقبل كل شيء أمر من الله تعالى، وليس اختيارا شخصيا. التستر زينة المؤمن، وهو ضرورة فطرية. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه (إن الله -عز وجل- حليم حيي ستير يحب الحياء والستر)”.

وأضافت أنه “عندما تتجلى التقوى في حفلات الخطبة والزواج والزفاف، فإن بيوتنا تبنى على السلام والسعادة والمحبة، يسمح الإسلام بالمتعة في حفلات الزفاف ضمن الإطار المشروع. أما حفل الزفاف الذي يزعج الناس بالأصوات الصاخبة، ويشرب فيه الخمر، وتنتهك فيه الخصوصية، وتغلق الطرق، وتقام فيه الاحتفالات بأسلحة تحول الفرح إلى حزن، فهذا ليس في ديننا ولا يتوافق مع الأخلاق الإسلامية. كما أن الإسراف في الإنفاق على الزواج يتسبب في معاناة الزوجين وأسرتيهما من العديد من الصعوبات المالية والمعنوية. وهذا يجعل شبابنا إما لا يتزوجون أبدا أو يؤخرون زواجهم. وتحذير نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة واضح جدا (إن أعظم النكاح بركة أيسره مئونة)”.

ووأكدت على أهمية أن “نسعى إلى أن نجعل وعي التقوى هو السائد في كل لحظة ومجال من حياتنا. ولنبتعد عن كل أنواع الأقوال والمواقف والسلوكيات الخاطئة التي تضر بكرامتنا وتتنافى مع شرف الإنسان. ولا ننسى أن إيماننا وأعمالنا الصالحة وأخلاقنا الحسنة وإحساسنا بالمسؤولية هي التي ستجعل دنيانا مزدهرة وآخرتنا جنة”.

وختمت الخطبة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى”.

زر الذهاب إلى الأعلى