تقاريرتنميةسياحةسياسةهام

افتتحه أردوغان بعد 100 عام من الإغلاق.. “قصر يلدز” تحفة معمارية كبرى في إسطنبول

افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، قصر “يلديز” آخر قصور الدولة العثمانية، بعد الانتهاء من أعمال ترميم استمرت 6 أعوام، واستمرار إغلاقه لأكثر من 100 عام.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها بمراسم الافتتاح “أنا على ثقة أنه مع إحياء قصر يلديز من جديد، سيزداد الجذب التاريخي والثقافي والسياحي لإسطنبول بشكل أكبر”.

وأعلن أردوغان أنّ القصر سيفتح أبوابه للزوار مجانا اعتبارا من اليوم وحتى نهاية آب/أغسطس المقبل.

قصر يلدز

يعد قصر يلدز، الواقع في قلب ولاية إسطنبول التركية، أحد أبرز المعالم التاريخية والسياحية في تركيا.

يقع القصر على تلة مرتفعة في منطقة بشكتاش، مطلاً على مضيق البوسفور، ويعكس في تصميمه وديكوراته مزيجاً فريداً من الطراز العثماني والأوروبي.

يعود تاريخ بناء القصر إلى عام 1790، حيث شيده السلطان سليم الثالث وقدمه هدية لوالدته السلطانة مهري شه.

ومع مرور الوقت، اكتسب القصر أهمية متزايدة، خاصة خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني الذي اتخذه مقراً لحكمه عام 1876.

عام 1890، أمر السلطان عبد الحميد الثاني بتوسيع القصر وتجديده، حيث قام المعماري الإيطالي دارانجو بتنفيذ أعمال التوسعة والتجديد. وكان الهدف من هذه التوسعة هو تهيئة القصر لاستقبال الإمبراطور الألماني وليام الثاني.

يتميز قصر يلدز بتصميمه الفريد الذي يجمع بين الطراز العثماني التقليدي والأسلوب الأوروبي الحديث، ومن أبرز معالمه:

  • صالة الاحتفالات الكبرى: تعتبر القلب النابض للقصر، وتتميز بسقفها المزين بالألواح الذهبية البراقة وأرضيتها المفروشة بسجادة ضخمة تبلغ مساحتها 406 أمتار مربعة.
  • الصالة الصدفية: وهي قاعة الطعام الرئيسية في القصر، سميت بهذا الاسم بسبب أبوابها المزينة بالصدف والمنقولة من قصر تشيراغان. تم تصنيع مفروشات هذه القاعة في ورشة خاصة داخل القصر بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني.
  • الأثاث والديكورات: يجمع أثاث القصر بين الطراز العثماني والأوروبي، حيث نجد مدافئ كبيرة الحجم، وكراسي فخمة مزخرفة، وطاولات ضخمة من الخشب المتين. كما تتميز الإضاءة والثريات بتصاميمها الفريدة.
  • المسجدان: يحتوي القصر على مسجدين صغيرين عند مدخله، أحدهما هو مسجد الحميدية الذي يجمع في تصميمه بين الطراز المغربي والعثماني مع لمسات أوروبية.
  • المسرح: يضم القصر مسرحاً مزيناً برسوم ونقوش يدوية مميزة، وسقف مضاء بنجوم ذهبية، ومقصورة خاصة للسلطان.

ظل قصر يلدز مقراً للحكم العثماني لأكثر من 33 عاماً خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني، وقد استقبل القصر العديد من الشخصيات المهمة والزعماء الأجانب، ما يعكس أهميته السياسية والدبلوماسية.

الأهمية السياحية

يعد قصر يلدز اليوم من أهم المعالم السياحية في إسطنبول، حيث يقدم للزوار فرصة فريدة للتعرف على التاريخ العثماني وروعة العمارة والفنون في تلك الحقبة. كما يوفر القصر جولات إرشادية وإرشادات صوتية للزوار، كما يسمح بالتصوير في بعض أقسامه.

بالإضافة إلى القصر نفسه، تعد حديقة يلدز المحيطة به من أجمل الحدائق في إسطنبول، وتوفر للزوار مساحة خضراء رائعة للاسترخاء والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

يمثل قصر يلدز شاهداً حياً على عظمة الدولة العثمانية وتراثها الغني، فهو ليس مجرد معلم سياحي، بل هو متحف حي يروي قصة حقبة مهمة من تاريخ تركيا والشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى