تقاريرهام

نجم الدين أربكان.. فاتح قبرص ومنقذ المسلمين الأتراك من الإبادة الجماعية على يد اليونان (تقرير)

تحتفل تركيا وجمهورية شمالي قبرص التركية، اليوم السبت،  بالذكرى السنوية الـ 50 لـ”عملية السلام” العسكرية التي أطلقها الجيش التركي بعيد انقلاب عسكري في الجزيرة مدعوما من اليونان تسبب بأعمال إبادة جماعية ضد أتراك قبرص.

وفي 20 تموز/يوليو 1974 أطلقت تركيا “عملية السلام” في الجزيرة بعد أن شهدت انقلابا عسكريا قاده نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث.

وجرى الانقلاب بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدفت المجموعات المسلحة الرومية سكان الجزيرة الأتراك بأعمال قتل وإبادة وحرق للمنازل والممتلكات.

وبدأ الجيش التركي عملية عسكرية ثانية في 14 آب/أغسطس 1974، ونجحت العمليتان في تحقيق أهدافهما.

وفي 13 شباط/فبراير 1975، تم تأسيس دولة قبرص التركية الاتحادية في الشطر الشمالي من الجزيرة، وانتخاب الراحل رؤوف دنكطاش رئيسا للجمهورية التي باتت تعرف باسم جمهورية قبرص التركية.

وتقع جمهورية شمالي قبرص التركية، في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص، وهي ذات أغلبية سكانية من أصول تركية، وعلى الرغم من إدارة هذا الجزء من جزيرة قبرص كدولة مستقلة، إلا أنه لا تعترف باستقلاله أي دولة أو مؤسسات دولية إلا تركيا. لذلك تدير جمهورية شمالي قبرص علاقتها الخارجية عن طريق تركيا، وكذلك يرتبط اقتصاد الجمهورية بالاقتصاد التركي بشكل كامل وتستعمل فيها العملة التركية كعملة رسمية.

وتمتد أراضي جمهورية شمالي قبرص التركية على مساحة 3.335 كلم مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 220 ألف نسمة.

حركة قبرص الشمالية

خلال تعرض أتراك الجزيرة المسلمين للاضطهاد والظلم والإبادة الجماعية على يد القبارصة الروميين المدعومين من اليونان، توجه عام 1974 كان رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد، إلى العاصمة البريطانية لندن، ليجري لقاءات دبلوماسية مع حلفائه الغربيين.

وخلال غياب أجاويد، اجتمع نائبه البروفسور نجم الدين أربكان بشكل عاجل مع الحكومة التركية وقائد الجيش التركي، واستطاع أن يقنعهم بالتدخل العسكري في قبرص بأسرع الوقت.

وفعلا تم اتخاذ القرار بالتدخل العسكري مباشرة لوقف ما يتعرض له المسلمون هنام من ظلم وحماية الشعب القبرصي التركي.

يقول الكاتب أحمد صالح في مقال له بعنوان “أربكان.. وراء نيل حقوق القبارصة الأتراك” إن “القوات التركية استطاعت بكل أصنافها أن تقوم بعدة هجمات عَجز اليونانيون عن التصدِّي لها، وكان التحرك التركي في ذلك الوقت من الأحداث التي أبهرت العالم، كونها أول دولة تتشجع وتهاجم دولة أوروبية”.

ويكشف أرشيف الوثائق البريطانية أن الذي قام بحركة تحرير قبرص هو نجم الدين أربكان.

وقد استطاع الباحث والمؤرخ التركي مصطفى صدقي بيلجين عضو هيئة الندريس في جامعة “كاهرامان مرعش” أن يدخل أرشيف الوثائق البريطانية، ويتوصَّل إلى عدد كبير من الوثائق التي تتناول مواضيع لم تُذكر من قبل حول ما يتعلق بالأحداث التي جرت قبل وبعد حركة تحرير قبرص.

وبدأت هذه الوثائق بالظهور بعد عام 2006، حيث استطاع بيلجين خلال هذه الفترة أن يدققها، ويستخرج منها المعلومات الخاصة بقضية قبرص.

وتُظهِرُ الوثائق أن “المباحثات التي أجراها أجاويد في زيارته إلى لندن في ذلك الوقت أنه كان يبحث عن حل للموضوع، دون الدخول في حرب، ورفضه لحركة التحرير”.

وتُظهر الوثائق أيضًا أن نجم الدين أربكان كان أكثر فاعليةً ورغبة، وتوضِّح التقارير التي أرسلها السفير البريطاني في ذلك الوقت أن “أربكان كان ينوي أخذ قبرص كلها، وأن رئيس أركان الجيش التركي في ذلك الوقت سميح سنجار قدَّم كل المساعدة لأجل هذه الغاية”.

وفي عام 2008، اعترف الرئيس الأول لجمهورية قبرص التركية رؤوف دنكتاش أن “الذي أعطى الأمر بالتدخل العسكري الفوري بعد تدهور الأوضاع في قبرص هو نجم الدين أربكان نائب رئيس الوزراء التركي حينها ورئيس حزب السلامة”.

حقق أربكان واحدا من أكبر الإنجازات التاريخية المعاصرة بتحريره جزيرة قبرص الشمالية من الأيدي اليونانية وإنقاذ المسلمين الأتراك هناك.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى