ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. جرح عميق مازالت يؤلم قلب لبنان واللبنانيين
تصادف، اليوم الأحد، الذكرى السنوية الرابعة لانفجار مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت المأساوي، في الرابع من آب/أغسطس عام 2020.
ففي مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، هز انفجار ضخم العاصمة بيروت، مخلفاً وراءه دماراً هائلاً وخسائر بشرية فادحة تجاوزت 200 قتيل وآلاف الجرحى.
ورغم مرور 4 سنوات، لا يزال اللبنانيون يحملون في ذاكرتهم صور الدمار والخراب التي خلفها الانفجار، حيث تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض، وتشرد الآلاف من سكانها.
ولا تزال آثار الانفجار بادية للعيان في العديد من المناطق، مما يذكر الجميع بهذه الكارثة الإنسانية.
وعزت السلطات اللبنانية الانفجار إلى اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه، في المرفأ الذي جرى فيه تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم دون إجراءات وقائية.
ووسط عرقلة التحقيقات، يواصل أهالي ضحايا الانفجار تمسّكهم بـ”مسيرة العدالة والمحاسبة رافضين الاستسلام”.
واليوم، دشن ناشطون ومغردون لبنانيون على منصات التواصل الاجتماعي وسم هاشتاغ بعنوان “انفجار مرفأ بيروت”، للتذكير بالحدث التاريخي والمأساوي، وفق وصفهم.
واستذكر رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي ضحايا الانفجار، وقال في تصريح “تبقى ذكرى شهداء 4 آب الذين سقطوا في زلزال انفجار مرفأ بيروت ماثلة امام اعيننا لنؤكد بأننا لن نرضى ان تدفن هذه الجريمة في الأدراج وأن لا غنى عن إحقاق الحق، وأننا لن نقبل بشعار (عفا الله عما مضى)، هذا الشعار الذي أوصل لبنان الى ما وصل إليه.. رحم الله جميع الشهداء”.
وقال رئيس تيار المردة اللبناني سليمان فرنجية “أربع سنوات والجرح لا يزال نازفاً ولا بدّ من الوصول الى الحقيقة الكاملة بكل مسؤولية ومن دون تسييس”.
وقالت الإعلامية اللبنانية ريما مكتبي في “انفجرت السما، وانكسر القلب ولا زال مكسورا”.
وكتب النائب فؤاد مخزومي “أربعة أعوام على انفجار مرفأ بيروت الكارثي، والحقيقة لا تزال مغيبة والعدالة لا تزال مقيدة، ونحن لا زلنا نطالب بكشف الحقيقة كاملة ومحاسبة الفاعلين والمتورطين في أحد أكبر الانفجارات غير النووية التي وقعت في العالم.. وحدها العدالة من شأنها أن تخفف حزن أهالي الضحايا والجرحى والمتضررين، وأن تجعل هذا اليوم المشؤوم من تاريخ لبنان والذي استهدفت فيه عاصمتنا الحبيبة، ذكرى خالدة مهما طال الزمن”.
من ناحيته، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي و”اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط “آن للحقيقة أن تنكشف وللعدالة أن تتحقق في قضية انفجار مرفأ بيروت، إنصافا للشهداء والمصابين والمتضررين، إنصافا لكل اللبنانيين”.
وكتب النائب اللبناني طوني فرنجية قائلا “عسى أن ننتقل إلى مرحلة يكون فيها القضاء مستقلاً والتحقيق شفافاً لنصل إلى الحقيقة الكاملة التي ستكشف أن المجرم وقاتل الأبرياء والأطفال هو واحد.. عدالة السماء تبقى أقوى من عدالة الأرض”.
ووصف كثيرون انفجار مرفأ بيروت أنه “جرح عميق في قلب بيروت، سيبقى محفوراً في ذاكرة الأجيال القادمة”.
وعلى الرغم من مرور أربع سنوات، لا تزال التحقيقات جارية لتحديد المسؤولين عن هذه الكارثة، وسط اتهامات واسعة للطبقة السياسية اللبنانية بالتقصير والتلاعب بالتحقيقات.
وفي كل عام، يخرج اللبنانيون إلى الشوارع للمطالبة بالكشف عن الحقيقة ومعاقبة المسؤولين عن الانفجار. كما ويؤكدون على حقهم في معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة، وتقديم الجناة إلى العدالة.
وأدى انفجار المرفأ إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، حيث تسبب في تدمير البنية التحتية للمرفأ، وهو شريان الحياة للاقتصاد اللبناني. كما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وتفاقم أزمة النقص في الدواء والمحروقات.
ومع حلول الذكرى السنوية الرابعة، تتجدد النداءات للمجتمع الدولي لتقديم المساعدات للبنان، لمساعدته على التعافي من هذه الكارثة. ويؤكد الخبراء أن لبنان بحاجة إلى دعم مالي وفني لإعادة إعمار المرفأ والبنية التحتية المتضررة، وكذلك لمساعدة المتضررين على إعادة بناء حياتهم.
ورغم كل الصعاب والتحديات، يصر اللبنانيون على التمسك بالأمل، والتطلع إلى مستقبل أفضل لوطنهم. فهم يرون في هذه الذكرى فرصة للتذكير بضرورة الوحدة والتكاتف، والعمل معاً لبناء لبنان جديد.
إن انفجار مرفأ بيروت يظل ندبة عميقة في تاريخ لبنان، وهو يذكرنا بأهمية الحفاظ على السلام والاستقرار، ومحاسبة المسؤولين عن أي جرائم ترتكب بحق الشعب اللبناني، بحسب مراقبين.