
الذكرى الـ 79 لقصف أمريكا هيروشيما بقنبلة نووية.. صدى المأساة يتردد في غزة اليوم
تصادف، اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ 79 للقصف النووي الأمريكي على مدينة هيروشيما اليابانية، الذي وقع في 6 آب/أغسطس عام 1945، خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
في ذلك اليوم، قامت القاذفة الأمريكية “إينولا جاي” بإسقاط قنبلة نووية تحتوي على اليورانيوم المخصب فوق المدينة اليابانية.
انفجرت القنبلة على ارتفاع 600 متر فوق مستشفى شيما، الذي كان قد شُيد عام 1933، ما أدى إلى دمار هائل وخسائر بشرية فادحة في المدينة.
وفقاً للتقديرات، أسفر الهجوم عن مقتل حوالي 140 ألف شخص بحلول نهاية عام 1945، كما لقي عشرات الآلاف حتفهم على الفور نتيجة الانفجار الهائل، بينما توفي آخرون لاحقاً بسبب التعرض للإشعاع النووي أو نتيجة الإصابة بحروق شديدة.
كان تأثير القنبلة مدمراً بشكل لا يُصدق، حيث عادلت قوتها التفجيرية 13 ألف طن من مادة TNT، ونتيجة لذلك، تم تدمير 70% من مباني المدينة، حيث سويت بالأرض في لحظات.
وبعد 3 أيام منذ ذلك ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناغازاكي اليابانية، لتقتل على الفور أكثر من 39 ألف شخص.
تقام سنوياً مراسم إحياء ذكرى هذا الحدث المأساوي في هيروشيما، حيث يجتمع الناجون وذووهم مع مسؤولين محليين ودوليين للتذكير بفظاعة الحرب النووية والدعوة إلى السلام العالمي.
يُذكر أن هذا الهجوم كان الأول من نوعه في التاريخ، حيث استُخدم السلاح النووي ضد مدنيين، حيث ترك أثراً عميقاً على الوعي العالمي حول مخاطر الأسلحة النووية، وأدى إلى نقاشات مستمرة حول ضرورة نزع السلاح النووي ومنع انتشاره.
واليوم، تحل ذكرى الإبادة التي شهدتها هيروشيما، مع العدوان الإسرائيلي وبدعم أمريكي ودولي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى والمنكوبين.
وبدعم أمريكي، يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدواناً مدمراً على غزة، خلَّف أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
ويرى مراقبون أن سيناريو هيروشيما يتكرر اليوم في غزة، فمرتكب الجريمة والإبادة واحد، سواء أكان الاحتلال الإسرائيلي أو الولايات المتحدة الداعمين لبعضهما البعض في الجرائم والانتهاكات.
في في ذكرى مأساة هيروشيما، تتحدث صور حرب الإبادة في غزة عن وجه الشبه مع ما حصل لليابانيين والإبادة التي تعرضوا لها بعد قصف الولايات المتحدة لهم بالقنبلة الذريّة.
ولفت مغردون على منصات التواصل إلى حجم القصف الإسرائيلي على غزة والذي يقدر بآلاف الأطنان من القنابل، مؤكدين أن “هذه الأرقام ليست من هيروشيما التي يعرفها الجميع والتي تحل اليوم ذكراها التاسعة والسبعين، بل من غزة التي يتجاهلها العالم”.
ولفت البعض الآخر، إلى أن “أكثر من 80 ألف طن من القنابل الأمريكية الدقيقة والذكية أْسقطت على غزة توازي قنبلة هيروشيماالنووية، سوت بالأرض مئات الآلاف من الوحدات السكنية بشكل كلي، ودمرت مربعات سكنية بالكامل. كما دمرت المستشفيات والمرافق الصحية وآبار المياه، في انتهاك سافر للقانون الدولي والإنساني والأعراف الإنسانية”.
وكان اللافت للانتباه، اليوم، احتجاج عدد من اليابانيين أمام تذكار القنبلة الذرية في هيروشيما، احتجاجًا على دعوة الاحتلال الإسرائيلي لحضور حفل مؤتمر السلام، مطالبين بعدم حضورهم الحفل لاستمرارهم في إبادة الفلسطينيين بقطاع غزة.
وتبقى ذكرى هيروشيما شاهدة على الدمار الهائل الذي يمكن أن تسببه الأسلحة الفتاكة والحروب الشاملة، ففي حين أن العالم يحيي هذه الذكرى الأليمة، فإن مأساة غزة الحالية تذكرنا بأن دروس التاريخ لم تُستوعب بعد، حسب مراقبين.
ويرى المراقبون أن التشابه المأساوي بين الدمار في هيروشيما وما يحدث اليوم في غزة يثير تساؤلات عميقة حول قيمة الحياة البشرية في عيون صناع القرار العالميين،مشيرين إلى أن الصرخات التي تعالت من هيروشيما قبل 79 عامًا ما زالت تتردد اليوم في أنحاء غزة، مذكرة العالم بأن الطريق نحو السلام الحقيقي والعدالة الشاملة ما زال طويلاً وشاقًا، لكنه يبقى الهدف الأسمى الذي يجب أن تسعى إليه الإنسانية جمعاء، حسب تعبيرهم.