منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. رسول الله قدوتنا بالإيمان والعلاقات الاجتماعية والمعاملة

أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، أنه في ظل التحديات التي تواجه مجتمعاتنا المعاصرة من تراجع القيم والأخلاق، يبرز دور سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كمنارة هداية، فآداب المعاملة التي جاء بها الرسول الكريم لا تزال ذات أهمية بالغة في بناء مجتمعات متماسكة وسعيدة.

وتهدف خطبة الجمعة إلى تسليط الضوء على هذه الآداب، وكيف يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية.

وجاء فيها “يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى في الآيات الأولى من سورة الحجرات قوله تعالى (يٓا أيها الذين اٰمنوا لا تقدموا بين يدي اللٰه ورسوله واتقوا اللٰه  ان اللٰه سميع عليم، يٓا أيها الذين اٰمنوا لا ترفعٓوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون)”.

وأضافت “تعلمنا هذه الآيات أن أحكام الله ورسوله أهم وأولى من قراراتنا وأهوائنا وآرائنا وأفكارنا، وتذكرنا بأن مواقفنا وسلوكياتنا يجب أن تكون وفق أوامر الله ورسوله، وتحثنا بأن ننقل سنة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى كل جانب من جوانب حياتنا”.

وتابعت أن “قدوة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم لنا لا تقتصر على أصول الإيمان والعبادة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا أيضا في علاقاتنا الاجتماعية التي نعرفها بآداب المعاملة، والآداب هي قواعد المجاملة وآداب المعاملة التي تؤسس للسلم الاجتماعي والطمأنينة الاجتماعية، والتي أمرنا بها ربنا سبحانه وتعالى، وجعل رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوة لنا فيها”.

وأشارت إلى أنه “في الحياة المتميزة لنبينا صلى الله عليه وسلم كان كل عمل صالح وأكل وشرب يبدأه بـ (البسملة) وينهيه بـ (الحمد لله). وكان يحيي أهله والأطفال والشباب والكبار وكل من يعرفه ومن لا يعرفه، وذكر أن السبيل إلى محبة بعضنا البعض هو التحية، وعندما تلقى التحية وترد على النحو الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها تكتسب صفة العبادة والدعاء”.

ولفتت إلى أن “من أجمل أسماء الله الحسنى (السلام)، والسلام هو الشعار المشترك للمسلمين وهو وسيلة لزيادة الرأفة والرحمة والسلام بين الناس، ولا تختلف التحية التي نلقيها عند الانصراف من مجلس ما عن التحية التي نلقيها عند وصولنا إلى ذلك المجلس”.

وجاء في الخطبة أيضاً “قال نبينا صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وأمرنا أن نتكلم بالخير دائما، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يتكلم بصوت عال بحيث يشوش على الناس ولا يقاطع المتكلم، وكان لا يعد وعدا لا يستطيع الوفاء به، وكان دائما يفي بوعده في موعده، وكان ينهى أشد النهي عن التجسس على بيوت الناس واستراق السمع إلى أحاديث الناس الخاصة، وقد كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من أهل العفاف، وكان ينصحنا بقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم  للناس)”.

وتابعت أنه “وفقا لديننا الإسلامي الحنيف، فإن هناك آدابا للزيارة، فمن الآداب أن نعلم الشخص الذي سنقوم بزيارته مسبقا، وأن نستأذن لدخول البيت، وأن نعود دون تردد إذا لم يتمكن أهل المنزل من استقبال الضيوف، ومن حسن الخلق عدم رفع الصوت على كبارنا وأمهاتنا وأبائنا، ومعاملة أزواجنا بحنان و لطف، وإظهار الرحمة لصغارنا، ومن حسن الخلق إكرام الضيف، وتجنب الأقوال والأفعال التي تزعج الجار، كما أن من حسن الخلق في قنوات التواصل الاجتماعي التي نستخدمها اليوم بكثرة أن نبتعد عن السلوكيات التي نهى عنها الإسلام كالكذب والغيبة والبهتان والتشويه والرياء وانتهاك حدود الخصوصية، وأن نتصرف بوعي أن ربنا سبحانه وتعالى يرانا ويسمعنا في العالم الافتراضي”.

وزادت “فلنسع إلى أن تكون قواعد الآداب التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي السائدة في كل جانب من جوانب حياتنا، ودعونا نظهر الحساسية اللازمة لأبنائنا في اختيار دروس الآداب والقرآن الكريم وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم والمعارف الدينية الأساسية في مناهج التعليم، ودعونا نظهر هذه الحساسية حتى يرضى عنا ربنا ونبينا وأهلنا وبيئتنا، ولتكن دنيانا مليئة بالسلام والسعادة،  ولتكن آخرتنا الجنة”.

وفي ختام الخطبة تم التذكير بنقطة مهمة وهي حرائق الغابات وخطر الحرائق مستمر، داعية إلى الابتعاد عن السلوكيات التي من شأنها أن تسبب الحرائق في المناطق المفتوحة، وخاصة في الغابات، والاستماع إلى تحذيرات السلطات المختصة.

زر الذهاب إلى الأعلى