تقاريرهام

معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي بنسخته التاسعة.. رحلة في عالم المعرفة والثقافة العربية (تقرير)

في أجواء نابضة بالحياة، شهدت ولاية إسطنبول التركية خلال الفترة من 10 إلى 18 آب/أغسطس 2004، الدورة التاسعة من معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، تحت شعار “الكتاب مستقبل”.

وبلغ عدد زوّار المعرض نحو 140 ألف زائر، حيث بلغ عدد زواره في اليوم التاسع والأخير 18 ألف و693 زائراً، حسب الجهة المنظمة للمعرض.

وامتدت فعاليات المعرض على مساحة واسعة  تقدر بعشرة آلاف متر مربع، وضم أكثر من 300 دار نشر من 30 دولة مختلفة، مقدما  مختارات ضخمة  من الكتب العربية، تجاوز  150 ألف عنوان،  تغطي  مختلف  التخصصات  والمجالات،  من  الأدب  والتاريخ  والفكر، إلى  العلوم  والفنون  والطباعة.

وإضافة للجهات المنظمة ترعى غرفة التجارة في إسطنبول ووزارة الثقافة والسياحة التركية المعرض، وبشراكة إعلامية مع وكالة “الأناضول” الإخبارية، في حين يؤكد منظمو المعرض أنه “أكبر معرض للكتاب العربي خارج العالم العربي”،

وشهد المعرض حضورا هاما من الشخصيات السياسية والعلماء والمثقفين من مختلف الدول العربية وتركيا وغيرها، بقيادة داوود غول والي ولاية إسطنبول، الذي  أطلق  افتتاح  المعرض  رسميا  على يده،  مظهرا  التقدير  والدعم  للثقافة  العربية  من  قبل  الحكومة  التركية.

ونقل الوالي غُل تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمشاركين، مؤكداً أن هذا الحدث وأمثاله سيزيد الأخوّة بين البلدان.

كما أشار غُل إلى أن تنظيم المعرض للمرة التاسعة يظهر وجود إرادة وتصميم واستدامة على إقامة الفعالية في إسطنبول.

ورحّب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، مهدي الجميلي بوالي إسطنبول داوود غل، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي محي الدين القره داغي، والوفد المرافق له. في حفل الافتتاح.

واعتبر أن المعرض بعد أن كان مولوداً في السنوات الماضية، بلغ هذه السنة رشده واشتد عوده، بوصوله إلى الدورة التاسعة، وأصبح منارة وقبلة، لمحبي اللغة العربية من العرب والأتراك ودول جوار تركيا وأوروبا وغيرهم، واصفاً إياه بأكبر تظاهرة ثقافة عربية خارج حدود الدول العربية.

كما وجه الجميلي التحية لأهل غزّة الذين يخطون بدمائهم أعظم الدروس، ومع التحية وجه لأهل غزة ألف اعتذار لهم، على الخذلان والعجز.

وختم الجميلي كلمته بالشكر لجميع أعضاء اللجنة المنظمة للمعرض، والشخصيات الرسمية والسياسية والاعتبارية والزوار، على حضورهم.

من جهته، تحدث القره داغي في كلمته الافتتاحية، عن أهمية الكتاب والقراءة، مشددًا على دورهما في تعزيز الثقافة والمعرفة.

وتطرق إلى الفوائد العديدة للقراءة، مثل توسيع مدارك العقل والفكر، وتعزيز العلم لدى الإنسان، مما يساهم في بناء مجتمعٍ واعٍ ومثقف، حسب تعبيره.

ولم يقتصر المعرض على  عرض الكتب  فحسب،  بل  تضمن  فعاليات  متنوعة  ثرية  لاقت  استحسان  الزوار،  من  بينها محاضرات  وندوات فكرية اجتمعت  فيها  شخصيات  متخصصة  في  مختلف  العلوم  والفروع  لنقل  المعرفة  وحوارها  مع الجمهور، منها:

  • ندوة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو (أنصار المسرى)، حيث امتلأت القاعة والممرات بالحضور.
  • محاضرة للدكتور محمد العوضي بعنوان: (التوحش الحضاري، نموذج ومكونات).
  • محاضرة للدكتور عبد الرزاق مقري بعنوان (الاستنهاض الحضاري وتحدي العبور).
  • محاضرة للدكتور محمد الصغير بعنوان (أثر دراسة السيرة النبوية في واقع الأمة الإسلامية).
  • محاضرة للدكتور علي القره داغي (القراءة وبناء الأمة وفق فقه الميزان).
  • محاضرة للدكتور صهيب السقار (امرأة ضد النساء).
  • محاضرة للدكتورة ندين مصطفى السليمي، تلاها حفل توقيع كتبها في جناح الدار العربية للعلوم.
  • محاضرة الشيخ أحمد السيد، تلاها حفل توقيع كتبه في جناح منار الفكر.
  • محاضرة للكاتب والمؤرخ محمد إلهامي بعنوان: (حكايات مجهولة من قصة فلسطين).
  • محاضرة للكاتب كريم الشاذلي بعنوان: (مدرسة الحياة).
  • محاضرة للمهندس خالد الصعيدي بعنوان: (ضع بصمتك).
  • محاضرة للدكتور مشهور فواز بعنوان: (جهود الغزالي والجيلاني الفقهية والتربوية في تحرير بيت المقدس).
  • محاضرة للأستاذ سليم الأراكاني بعنوان: (مسلمو الروهينغا.. بين الإبادة والتهجير والنضال).
  • محاضرة للدكتور أحمد اليوسف بعنوان: التدين في الألفية الثالثة.
  • محاضرة للدكتور علي الخولي بعنوان: أثر الثقافة الثالثة.
  • محاضرة للدكتور محمد محمود مصطفى بعنوان: بين الحرب والزلزال والطوفان (رحلة البقاء).
  • محاضرة للأستاذ شنغين علي أوغلو بعنوان: (الحياة الجامعية.. فرصة ذهبية).
  • محاضرة للدكتور عبد الكريم بكار بعنوان: (الوعي الإصلاحي).
  • محاضرة للأستاذ عبد الكريم الخطيب بعنوان: (كيف نقرأ التاريخ).
  • محاضرة للدكتور نزار كريكش بعنوان: (بناء الشبكات الفاعلة تقديم لكتابه عالم ملئ بالشبكات).
  • محاضرة للدكتور أحمد القربي بعنوان: (المشاركة السياسية والمدنية وكيفية تعزيزها في الحالة السورية).
  • ندوة بعنوان: (أوراق عن فلسطين).
  • ندوة للأستاذ علي المسعودي والأستاذ سمير عطية والدكتور أحمد حسين بكر بعنوان: (سعاد الصباح.. التجريب والتجربة والأثر).
  • محاضرة للشيخ غازي التوبة بعنوان: (الحضارة الغربية كيف نتعامل معها؟).
  • محاضرة للأستاذ عبد الله حسين أوغلو والمهندس حسام مرعي بعنوان: (تفعيل دور الشباب في العمل التطوعي).
  • محاضرة للدكتور محمود سعيد الشجراوي بعنوان: (جولة رائعة في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك).
  • محاضرة للشيخ الدكتور حسين عبد الرزاق بعنوان: حاجة الأمة إلى طلبة علم (يهدون بالحق وبه يعدلون).
  • محاضرة لأخصائية علم النفس الإرشادي زهور السباعي بعنوان: (استثمارات الذكاءات المتعددة للتميز الوظيفي).
  • محاضرة الروائي والشاعر الدكتور أيمن العتوم تلاها حفل توقيع لروايته الجديدة في جناح دار الغوثاني.
  • محاضرة للأستاذ استيف اسكندريان والأستاذ ماهر الملاخ بعنوان: (الرسائل الخفيفة الموجهة للأطفال والشباب في الإعلام الجديد).
  • محاضرة للأستاذ بسام بنيان بعنوان: (القارئ لا يهزم.. نحن أمة اقرأ لماذا لا نقرأ.. هيا بنا نقرأ).
  • محاضرة للدكتور فهمي إسلام جيوانتو بعنوان: (مقاصد الشريعة ودورها في صياغة المستقبل)
  • أمسية شعرية للشاعرين مصطفى مطر وإبراهيم حافظ.
  • أمسية شعرية للشعراء: (حسن الجنيد- أنس الدغيم- أيمن الجبلي- محمد حاج بكري).
  • أمسية شعرية للشاعر حيدر هوري والشاعرة ريمان ياسين والشاعر حسن قنطار.
  • ورشة للأستاذة صبا شرقاوي بعنوان: (صناعة القصة الرقمية).
  • محاضرات لمعالجات في منصة نفسجي بعنوان: (أسرار تربوية للتعامل مع عناد ومشاكل طفلك).
  • حفلة فنية وإنشادية للمنشد عمار صرصر.
  • حفلة فنية إنشادية للمنشد براء العويد.
  • عرض مسرحي لفرقة Teatro Scene بعنوان: (في انتظار غودو) صمويل بيكيت.

كما تم تنظيم حفلات توقيع الكتب لقراءة أكثر تفاعلا مع الكتاب ومؤلفه، في سياق يشجع على التواصل بين الكاتب وقرائه.

وتم كذلك عقد أمسيات شعرية للاحتفاء بالشعر العربي من خلال  أنشطة متعددة تشجع على مشاركة الجمهور، إضافة إلى فعاليات فنية  متنوعة تثري المعرض بأبعاد فنية تتيح للزوار الاستمتاع بفنون الموسيقى والرسم والأداء  المسرحي.

وتم وضع ركن مخصص لتعزيز تعلم اللغتين العربية والتركية من خلال مسابقات  ودورات  تدريبية، متيحا للزوار الفرصة للاطلاع على ثقافات  اللغتين والتواصل مع متحدثيه.

وعلى هامش المعرض، نظّم صحفيون من جنسيات عدة وقفة تضامنية مع صحفيي غزة الذين يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأطلقت إدارة المعرض مبادرة لزوّاره للتبرع بالدم، بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر التركي في البهو الخارجي لصالة المعرض

وكرمت اللجنة المنظمة للمعرض المتطوعين من مختلف الأقسام، تقديرا لجهودهم الحثيثة في إنجاح  المعرض  وتوفير الخدمات  للزوار.

وأكد المنظمون أن معرض إسطنبول  الدولي للكتاب  العربي سيبقى منارة  للعالم  العربي، وأنه  سيستمر  في  مهمته  في  نشر  الثقافة  العربية وتقوية الروابط  بين  الحضارات.

كما أكدوا أنه للعام التاسع على التوالي، واصل معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي مهمته في تعزيز التفاعل بين الثقافات ومد جسور الثقافة والمعرفة بين الحضارات، مشيرين إلى أنه على مدى 9 أيام، شكّل المعرض في دورته التاسعة نقطة التقاء لأبناء الجاليات العربية في تركيا، ولمحبي الكتاب العربي من أنحاء العالم؛ واستقبل زوارا من أكثر من 50 دولة.

وأغلق المعرض بختام  مميز، حافلا  بالأنشطة والتفاعل بين القراء والناشرين، ليفتتح  الباب أمام  العشرية الأولى من المعرض، في حين تواصل  اللجنة المنظمة مهمتها في تقديم محتوى غني ومميز يجذب المزيد من الزوار والناشرين.

وفي السياق، شارك رئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا، مهدي الجميلي والمنسق العام لمعرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، الدكتور محمد أغير أقجا بالإضافة إلى الفريق التنظيمي للمعرض، في حفل تكريم المتطوعين في الحفل الختامي لفعاليات معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي في دورته التاسعة والذي حمل شعار (الكتاب مستقبل).

ويعد معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي رحلة في عالم  المعرفة والثقافة  العربية، وفرصة للاطلاع  على مختلف الآراء ووجهات  النظر،  ومنصة لحوار الثقافات وتبادل  المعرفة، ودليلا أن الكتاب سيظل مستقبل العالم، حسب آراء المشاركين فيه.

ويعتبر معرض إسطنبول الدّولي للكتاب العربي أكبر تظاهرة ثقافيّة، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وأكبر معرض دولي للكتاب العربي خارج الدّول العربيّة. وهو معرض غير ربحي يسعى لإحياء اللغة العربية في تركيا، وتوثيق الصِّلات بين الإخوة العرب والأتراك. ويقام سنويًا بشكل دوري في مدينة إسطنبول في تركيا، حسب الموقع الرسمي للمعرض.

زر الذهاب إلى الأعلى