
معركة “ملاذكرد”.. يوم تحول مسار التاريخ الإسلامي في الأناضول بوحدة الأتراك والعرب والأكراد (تقرير)
تصادف، اليوم الإثنين، الذكرى السنوية الـ 953 لمعركة “ملاذ كرد” التي وقعت في 26 آب/أغسطس 1071، والتي تم وصفها أنها “المعركة التي غيّرت مسار التاريخ”.
تُعَدّ هذه المعركة نقطة تحوّل في تاريخ المنطقة، حيث أسهمت في تغيير وجه الأناضول وفتح الباب لدخول الإسلام وانتشاره في المنطقة.
وقعت هذه المعركة الفاصلة بين الدولة السلجوقية بقيادة السلطان ألب أرسلان والإمبراطورية البيزنطية بقيادة الإمبراطور رومانوس الرابع ديوجينيس.
أهمية المعركة
- فتحت الباب أمام دخول وانتشار الأتراك والإسلام في الأناضول.
- أدت إلى تعزيز الهيمنة التركية في العالم الإسلامي.
- غيّرت موازين القوى في المنطقة لصالح المسلمين.
- مهدت الطريق لتأسيس الدولة السلجوقية في الأناضول.
- أثرت بشكل كبير على مستقبل الإمبراطورية البيزنطية وأضعفتها بشكل ملحوظ.
تفاصيل المعركة
القوات المتحاربة: الجيش السلجوقي بقيادة السلطان ألب أرسلان والذي ضم الكثير من الأعراق أبرزهم الأتراك والعرب والأكراد تحت راية واحدة، وقدر عدده بحوالي 50 ألف مقاتل، والجيش البيزنطي: بقيادة الإمبراطور رومانوس الرابع ديوجينيس، وقدر عدده بحوالي 200 ألف مقاتل.
سبب المعركة
كان ألب أرسلان يستعد لمواجهة الفاطميين في مصر، لكنه غير وجهته عندما علم بتحرك الجيش البيزنطي نحو شرق الأناضول، حيث سعى الإمبراطور البيزنطي لتحقيق نصر سريع لتثبيت حكمه وإضعاف الدولة السلجوقية.
مجريات المعركة
- استخدم السلاجقة تكتيك “طوران” (المعروف أيضًا بتكتيك الهلال أو الكماشة).
- استمرت المعركة لحوالي نصف يوم.
- انتهت بهزيمة الجيش البيزنطي وأسر الإمبراطور رومانوس الرابع.
العبقرية العسكرية للسلطان ألب أرسلان
– تميز بالخبرة العسكرية منذ صغره، حيث شارك في الحملات العسكرية منذ سن 13 عامًا.
– نجح في تطبيق تكتيك “طوران” بفعالية كبيرة.
– تمكن من هزيمة جيش يفوق جيشه عددًا بأربعة أضعاف.
النتائج والتأثيرات
- الانتشار السريع للإسلام في الأناضول: حيث تقدم المسلمون بسرعة إلى داخل الأناضول تحت قيادة السلاجقة، كما تأسست دولة سلجوقية جديدة في منطقة إزنيك بعد أقل من 10 سنوات من المعركة.
- تغيير التوازن السياسي في المنطقة: حيث تعززت مكانة العالم الإسلامي بقيادة الأتراك، وأدت إلى إضعاف الإمبراطورية البيزنطية بشكل ملحوظ.
- التأثيرات طويلة المدى: ساهمت في تشكيل الهوية الثقافية والدينية لمنطقة الأناضول، مهدت الطريق لقيام الدولة العثمانية لاحقًا.
تبقى معركة ملاذكرد محطة تاريخية فاصلة في تاريخ المنطقة والعالم الإسلامي، فقد غيرت مسار التاريخ وأثرت بشكل عميق على الجغرافيا السياسية والثقافية للمنطقة.
وحتى يومنا هذا، لا تزال آثار هذه المعركة ملموسة في النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي لتركيا والشرق الأوسط.
الأتراك والأكراد والعرب حاربوا صفا واحدا ضد العدو
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه “في معركة ملاذكرد حارب الأتراك والأكراد والعرب جنبا إلى جنب ضد العدو وامتزجت دماؤهم الطاهرة فوق ثرى الأناضول”.
كلام أردوغان جاء في كلمة ألقاها خلال مشاركته، الإثنين، في ولاية موش شرقي تركيا في احتفالات الذكرى السنوية الـ 953 لانتصار السلاجقة على البيزنطيين في معركة ملاذكرد عام 1071.
وشدد أردوغان أن “معركة ملاذكرد كانت الخطوة الأولى نحو فتح إسطنبول (عام 1453) ونقطة تحول استراتيجية مهدت الطريق لتحرير القدس (عام 1187)”.
وأضاف الرئيس التركي أن “ملاذكرد هي انتصار المسلمين الأتراك بمشاركة الأكراد والعرب والمسلمين من الأقوام الأخرى التي اعتنقت الإسلام ضد العدو”.
وتابع “دماؤهم الطاهرة امتزجت معا في هذه الأرض تحت راية السلطان السلجوقي ألب أرسلان”.
ولفت إلى أنه “رغم مرور 953 عاما على المعركة إلا أن روح ملاذكرد القوية لا تزال تتدفق في تركيا والعالم التركي والإسلامي”.