منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا دعوة للاهتمام بالعلم والعمل.. هما سلاح المؤمن في الحياة

ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أن العلم والتعليم هما ركيزة أساسية لبناء الفرد والمجتمع، مشيرة إلى أن الإسلام يشجع على طلب العلم والمعرفة، ومن هنا تأتي ضرورة ربط العلم بالأخلاق والقيم الإسلامية.

وجاء في خطبة الجمعة “في الآية التي قرأتها  يتضرع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل إلى الله عز وجل في قوله تعالى (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم  إنك أنت العزيز الحكيم)”.

وأضافت “وفي الحديث الذي قرأته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من سلك طريقا يبتغي فيه  علما سهل الله له طريقا الى الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع)” .

وتابعت “إن ديننا العظيم الإسلام قد فرض على كل مسلم ومسلمة رجلا وامرأة واجب اكتساب العلم كفرض عين. وقد أمرنا الله عز وجل بالقراءة والتعلم ابتغاء مرضاته بقوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق)”، وقد أثنى نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم على من كان على طريق العلم، واستعاذ بالله من علم لا ينفع، لأن الإنسان من خلال العلم يتعرف على نفسه وعلى ربه وعلى بيئته، ويتعلم الغاية من الخلق بالمعرفة، ويتزود بالأخلاق والفضيلة والخير والتقوى بالتعليم، وبالحكمة يميز الحق من الباطل، والخير من الشر، والصواب من الخطأ”.

وأضافت “إن من أسماء ربنا الحسنى (العليم)، فهو مصدر العلم نفسه، و هو الذي يعلم الناس ما لا يعلمون بالعقل الذي أعطاه، والكتب التي أنزلها، والأنبياء الذين أرسلهم، ولذلك فإن المعرفة تبلغ معناها الحقيقي إذا كانت ممزوجة بالوحي، ومزينة بالأخلاق النبوية، ومستخدمة لخير البشرية، ويقود الإنسان إلى السلام والسعادة في الدنيا والنعيم الأبدي في الآخرة، والمؤمن الذي يكون في مقام تعلم وتعليم الحق يؤدي مسؤوليته بقدر ما يستطيع أن يجمع بين القرآن والعقل، والسنة النبوية والحياة، والإسلام والإنسانية”.

وأشارت إلى أن “العلم والتعليم ليسا مجرد اكتساب المعلومات فقط، فالغاية من العلم والتعليم والتربية والتثقيف هي الأخلاق الحميدة والأعمال الصالحة وتربية إنسان صالح يكون نافعا للمجتمع والإنسانية،  وهي بناء عالم يستطيع الجميع العيش فيه بسلام، إذا اجتمعت المعرفة والتعليم مع الحكمة وتمجدت بالأخلاق فلن يجد الأشرار والشرور مكانا في المجتمع و ستسود الرحمة بدلا من العنف وستسود المحبة بدلا من الكراهية، إذا تم استخدام العلم والتربية والعلوم والتكنولوجيا من أجل المصالح والمطامع الشخصية سيتم تجاهل القيم الإنسانية والأخلاقية، وستحدث إبادة جماعية ومجازر غير مسبوقة بأسلحة وقنابل مروعة، كما يحدث في غزة ومناطق أخرى كثيرة من العالم اليوم”.

وتابعت ” سيلتقي الملايين من أطفالنا بمدارسهم يوم الإثنين المقبل، فالمدارس مؤسسات لها مكانة مهمة في تنمية هوية وشخصية أطفالنا وتربيتهم وتنشئتهم، ومعلمونا من جهة أخرى هم شخصيات استثنائية تجمع أبناءنا على العلم والإيمان والأخلاق الحميدة والمعرفة الصحيحة والأصيلة وبناء المستقبل، فالتعليم مهنة أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ذكرنا بأهمية التعليم بحديثه الشريف (إنما بعثت معلما)، إنها مسؤوليتنا المشتركة أن نربي أطفالنا وشبابنا ليكونوا جيلا نافعا لأمتهم والإنسانية، فلنسع جاهدين من أجل خلاص أبنائنا ونور أعيننا كما نسعى جاهدين من أجل نجاحهم العلمي، ودعونا لا ننسى أن الجيل الذي تلقى تعليما جيدا وفقا لظروف العصر وتربى على الأخلاق الحميدة سيكون أعظم مكاسبنا وأشد قوتنا التي لا تتزعزع”.

وجاء فيها “في يوم الإثنين المقبل، وفي نفس التوقيت، ستبدأ دوراتنا القرآنية للفئة العمرية من 4-6 سنوات التابعة لرئاسة الشؤون الدينية في التعليم والتدريب، كما يتواصل هذا العام التسجيل في دوراتنا للفئة العمرية من 7-10 سنوات ودورات التعليم عن بعد، والتي ستبدأ في 16 من أيلول/سبتمبر الجاري، ونرحب بأبنائنا الأطفال والشباب والرجال والنساء من جميع الأعمار في دورات القرآن الكريم والمساجد، ويمكنكم الحصول على معلومات مفصلة حول هذا الموضوع من مكاتب الإفتاء في المحافظات والمناطق، وبهذه المناسبة آمل أن يكون العام الدراسي الجديد مفيدا لطلابنا ومعلمينا ومدرسي دورات القرآن الكريم وأسرنا وأمتنا الحبيبة”.

وختمت الخطبة بدعاء نبينا صلى الله عليه وسلم “اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما”.

زر الذهاب إلى الأعلى