
أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال الأيام الثلاثة الماضية جولة رسمية في عدد من الدول الأوروبية بدعوة من قادتها، شملت مملكة السويد ومملكة النرويج وجمهورية فنلندا، حيث كان ملف التطورات في غزة وعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر عليها، الملف الأبرز الذي كان حاضرا مع أمير قطر إلى جانب ملفات أخرى.
أمير قطر يحمل قضية غزة إلى السويد
بدأ أمير قطر جولته من العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث كان في استقباله على أرض المطار وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، والسفيرة القطرية في السويد نادية بنت أحمد الشيبي، والسفير السويدي في قطر جوتام بهتاشاريا، إلى جانب عدد من أعضاء السفارة القطرية.
وأكد رئيس وزراء مملكة السويد أولف كريستيرسون أن “زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السويد مثلت فرصة لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وفي منشور على حسابه في منصة “إكس”، قال كريستيرسون “نتقدم بالشكر لسمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على زيارته للسويد، حيث كانت فرصة لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، واستعراض الابتكارات السويدية والحلول الخضراء”.
وشهدت الزيارة سلسلة من اللقاءات الهامة، بدأت باستقبال وزير الخارجية السويدي في مقر إقامة أمير قطر في ستوكهولم.
وخلال هذا اللقاء، تم استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما حضر أمير قطر مأدبة عشاء أقامها رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون في مقر إقامته “ساغر هاوس”، بحضور ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا ورئيس البرلمان السويدي أندرياس نورلين، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين.
وفي سياق متصل، التقى أمير قطر، رئيس البرلمان السويدي في مقر البرلمان “ريكسداغ”، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، مع التركيز على تبادل الخبرات في مختلف المجالات.
وشكلت المباحثات الرسمية مع رئيس الوزراء السويدي في مقر رئاسة الوزراء “روسنباد” محطة هامة في الزيارة، حيث تم بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية القطرية السويدية خاصة في مجالات الاستثمار والاقتصاد والطاقة والتعاون الدولي، إضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الوضع في غزة.
واختتم أمير قطر زيارته للسويد بحضور مأدبة غداء أقامها الملك كارل السادس عشر غوستاف والملكة سيلفيا تكريماً له في القصر الملكي بستوكهولم.
وقبل مغادرته إلى النرويج، كتب أمير قطر على حسابه في منصة “إكس”، مشيراً إلى أهمية المباحثات التي أجراها مع القيادة السويدية، مؤكداً على “العلاقات الممتدة لخمسين عاماً بين البلدين والتطلع لتعزيز الشراكة المتبادلة”.
أمير قطر يزور النرويج ويناقش التعاون الثنائي والوضع في غزة
وتابع أمير قطر جولته إلى مملكة النرويج، حيث كانت المواضيع المتعلقة بملف غزة وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في صدارة أجندته وجدول أعماله.
وخلال زيارته، حضر أمير قطر مأدبة عشاء أقامها رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره، تكريماً له وللوفد المرافق في العاصمة النرويجية أوسلو.
وحضر المأدبة عدد من أعضاء الوفد الرسمي القطري، إلى جانب وزراء وكبار المسؤولين النرويجيين.
وعقد أمير قطر ورئيس الوزراء النرويجي جلسة مباحثات رسمية في مقر الضيافة الحكومي في أوسلو، حيث تناولت المحادثات سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الاستثمار والاقتصاد والطاقة والتعاون الدولي.
كما ناقش الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز بشكل خاص على آخر تطورات الوضع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي إطار الزيارة أيضاً، حضر أمير قطر مأدبة غداء أقامها الملك هارالد الخامس والملكة سونيا في القصر الملكي في أوسلو، بحضور ولي العهد الأمير هاكون، حيث شارك في المأدبة أعضاء الوفد القطري وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين النرويجيين.
وقبل مغادرته إلى جمهورية فنلندا، كتب أمير قطر على حسابه في منصة “إكس” مشيراً إلى “المباحثات المثمرة التي أجراها مع الملك هارالد الخامس ورئيس الوزراء”.
وأكد على “مناقشة سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون الدبلوماسي والإنمائي بين البلدين”، معرباً عن تطلعه لـ”الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى تلبي الطموحات المشتركة للبلدين في الحاضر والمستقبل”.
أمير قطر يختتم جولته بزيارة فنلندا ومباحثات حول غزة
بعد النرويج، وصل أمير قطر إلى جمهورية فنلندا في المحطة الأخيرة من جولته الأوروبية، حاملاً معه عدة ملفات هامة للنقاش، أبرزها التطورات في قطاع غزة.
ورحب الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، بزيارة أمير قطر إلى فنلندا، لافتاً إلى أن “هذا العام يصادف الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.
وفي منشور على حسابه الرسمي في منصة “إكس”، قال ستوب “أرحب ترحيباً حاراً بسمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في فنلندا”.
وأضاف قائلا إن “الحوار الوثيق بين بلدينا أمر مهم، خاصة في ظل الوضع الأمني في أوروبا والشرق الأوسط”.
ولاحقا عقد أمير قطر جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب في القصر الرئاسي في العاصمة هلسنكي، تناولت المحادثات سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الاستثمار والاقتصاد والطاقة والتعليم والتعاون الدولي.
كما ناقش الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز بشكل خاص على آخر تطورات الوضع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وخاطب الرئيس الفنلندي أمير دولة قطر قائلا “دولة قطر هِيَ واحدةٌ من أنجحِ الدول الحديثة في التاريخ الحديث، لقد نَمَتْ مِن دولةٍ ناميةٍ إلى واحدةٍ من أنجح الدول في العالم، ولا يوجد الكثير من الدول التي يمكنها القيام بذلك”.
وأضاف “أود أن أشكركم على جهودكم في الشرق الأوسط، وخاصةً الآن مع الحرب الدائرة بين إسرائيل وفلسطين، والجهود التي بذلتموها لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار ومحاولة إيجاد صفقة للرهائن، إنها واحدة من أهم الصراعات التي تحدث في العالم”.
والتقى أمير قطر أيضا رئيس البرلمان الفنلندي يوسي هالا أهو، في مقر البرلمان في هلسنكي.
خلال اللقاء، تم استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل.
وحضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق للأمير وعدد من أعضاء البرلمان الفنلندي.
كما عقد أمير قطر اجتماعاً مع رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو، في مقر رئاسة الوزراء كيسارانتا.
تناول الاجتماع آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها، خاصة في مجالات الاستثمار والطاقة والتعليم والتعاون الدولي. وتطرق النقاش أيضاً إلى أبرز القضايا الإقليمية والدولية، مع التركيز على الوضع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت وزيرة خارجية جمهورية فنلندا لوكالة الأنباء القطرية “قنا” إن “فنلندا تثمن زيارة سمو الأمير وتجمعنا أجندة قوية للغاية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
وأضافت “زيارة سمو الأمير تشكل فرصة مهمة لاستعراض العديد من الإمكانات التي يمكن البناء عليها بين الجانبين”.
وفي ختام جولته، كتب أمير قطر على حسابه الرسمي في منصة “إكس” مشيراً إلى “المباحثات الموسعة التي أجراها في هلسنكي مع الرئيس ستوب ورئيس الوزراء أوربو”.
وأكد أنه “تم بحث سبل تعميق روابط الصداقة والتعاون بين البلدين”، معرباً عن “الحرص المشترك على تعزيز العلاقات وتوسيع آفاق التعاون المثمر لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين”.
توقيع العديد من الاتفاقيات والشراكات
في إطار جولة أمير قطر، وقعت دولة قطر وكل من فنلندا والنرويج والسويد العديد من الاتفاقيات والشراكات.
في فنلندا، وقعت غرفة قطر خطاب نوايا مع نظيرتها الفنلندية، بهدف زيادة حجم التجارة والاستثمارات وتنويع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأكد رئيس غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني على “قوة العلاقات المتطورة بين الدولتين”، مشيراً إلى “نمو حجم التبادل التجاري بنسبة 8% خلال السنوات الثلاث الماضية”.
كما تم توقيع 3 مذكرات تفاهم إضافية بين قطر وفنلندا، شملت مجالات السلام والمصالحة وحل النزاعات، والتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، والتعليم والتدريب المهنيين والتقنيين.
وأشادت الأمين العام لغرفة التجارة الدولية في فنلندا بايفي بوجن هيموا بزيارة أمير قطر، معتبرة إياها “بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين”.
وفي النرويج، اجتمعت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي لولوة بنت راشد الخاطر، مع نظيرها النرويجي لاستعراض العلاقات الثنائية وبحث القضايا الإقليمية والدولية.
كما وقعت قطر والنرويج مذكرتي تفاهم وبنوداً إضافية لتجنب الازدواج الضريبي والتهرب المالي.
أما في السويد، فقد شهدت الزيارة توقيع عدة مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متنوعة، بما في ذلك المشاورات السياسية، السلام والمصالحة، التعاون العسكري، والتعاون الإنساني والإنمائي.
كما وقعت غرفة قطر مذكرة تفاهم مع مجلس التجارة والاستثمار السويدي لتعزيز الاستثمارات المتبادلة.
وأشاد العديد من المسؤولين والشخصيات في الدول الثلاثة بأهمية زيارة أمير قطر، معتبرين إياها فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات.
وأكد مسؤولون من فنلندا والنرويج والسويد على أهمية هذه الزيارات في تعميق العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، مشيرين إلى تطلعهم لمزيد من التعاون في المستقبل.