مقابلاتهام

عالم فلسطيني يحذر من “الديانة الإبراهيمية”: مشروع ضلالي يبرر طرد الفلسطينيين من أرضهم

أكد الشيخ مهدي جرار من رام الله في الضفة الغربية المحتلة، رفضه ما وصفه “الديانة الإبراهيمية المزعومة”، مشددا أنها “لا تمت بصلة إلى النبي إبراهيم عليه السلام سوى بالاسم فقط، وهي تحمل أهدافًا ضلالية تهدف إلى زعزعة القيم الدينية وخلط الأوراق المتعلقة بحقيقة الأديان وجوهر التوحيد”.

كلام الشيخ جرار جاء في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، تحدث فيه عن رأيه في ما يسمى “الديانة الإبراهيمية”.

وأضاف الشيخ جرار قائلا “انتسبت الديانة الإبراهيمية المزعومة حديثاً لسيدنا إبراهيم عليه السلام بالاسم واللقب فقط، أما بالجوهر فهي تركيبة ضلاليه ذات أهداف تهديمية غايتها زعزعة القيم الدينية وخلط الأوراق، فحقيقة الأديان وجوهره التوحيد”.

وأشار إلى أن “هذه الديانة لا تنتمي لأي من الأديان السماوية فكريًا أو عقائديًا”، واصفًا إياها أنها “مشروع سياسي يسعى إلى دمج ملفق بين اليهودية والمسيحية والإسلام”.

وأوضح الشيخ جرار قائلا “هذه الديانة المزعومة الإبراهيمية لا تنتسب للأديان بأي مقومات ذهنية فكرية ولا عقائدية، بل هي منحى سياسي له خاصية الدمج الملفق  للأديان الثلاثة (اليهودية المسيحية والإسلام)”.

وأضاف أن “النبي إبراهيم لم يكن يهوديًا أو مسيحيًا، بل كان مسلمًا حنيفًا يبشر بالتوحيد”، مؤكدًا أن “البشر لا يمكن أن يصلوا إلى مرتبة الألوهية، وتأليه بعض الشخصيات مثل المسيح كان نتيجة انحراف في الوعي البشري في حين أن الإسلام المحمدي هو خاتم الأديان”.

وتابع موضحا أن “النبي إبراهيم عليه السلام لم يكن يهودياً أو مسيحياً، كان مسلماً حنيفاً يؤمن ويبشر بالتوحيد (أن لا إله إلا الله)، وأي بشري لن يصل للتأليه مهما كانت مكانته، فالعقل البشري بوعيه الانحرافي هو الذي ألّه عيسى وغيره واعتبره ابنُ الله، والإسلام المحمدي هو خاتمة الأديان”.

وأكّد الشيخ جرار أن “الترويج لما يسمى بالديانة الإبراهيمية يخدم المشروع الصهيوني من خلال منحه حقًا تاريخيًا ودينيًا في أرض فلسطين”، مبيناً أن “الخدمة السياسية والعقائدية التي قدمها مروجو الديانة الإبراهيمية للكيان الصهيوني حقه التاريخي واللاهوتي بالوجود بأرض كنعان، علماً أن النبي موسى جاء هادياً ومبشراً لبني إسرائيل في بلاد النيل”.

ولفت إلى أن “الادعاء اليهودي بالتواجد في الأرض التي عاش فيها النبي إبراهيم، وما تلاه من شتات، يُستخدم لتبرير إقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي في ما يسمى أرض الميعاد على حساب الشعب الفلسطيني”.

وأشار في السياق ذاته إلى “ادعاء اليهود أنهم تواجدوا وعاشوا بنفس المكان الذي عاش ومات به النبي إبراهيم وأنهم تشتتوا في بقاع الأرض فيما بعد نتيجة الحروب والكوارث خوفاً من القتل والتنكيل بهم كونهم أصحاب دين وشريعة سماوية مستهدفين ممن حولهم من الطامعين والغزاة”.

وختم الشيخ جرار حديثه بالتأكيد أن “هذه الديانة ليست سوى نزعة استعمارية تهدف إلى تبرير طرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وشرعنة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي تحت غطاء التعايش السلمي”، مضيفا “نستنتج من تلك الفحوى أن تلك الديانة المسماة الإبراهيمية التركيبية ما هي إلا نزعة شيطانية استعمارية أجازت لليهود أرض فلسطين لقيام الكيان الصهيوني في أرض الميعاد الموعودين بها أي فلسطين، حيث تبتغي تجميع اليهود وطرد شعب فلسطين صاحب الأحقية بأرضه ووطنه وأن حقهم (اليهود) بالتآخي مع جيرانهم العرب يعطيهم الأحقية بالتطبيع والتعايش سوياً دون رفضهم ومقاومتهم ككيان مغتصب”.

زر الذهاب إلى الأعلى