الذكرى السنوية 23 لأحداث 11 سبتمبر.. يوم بدأت كذبة الحرب على الإرهاب
تصادف، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ 23 على أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، وهي الأحداث التي غيرت وجه العالم وأثرت بشكل كبير على السياسة الدولية والعلاقات بين الدول، والكذبة التي اتخذتها واشنطن لشن الحرب بحجة القضاء على الإرهاب.
ورغم مرور كل هذه السنوات، لا تزال هناك أسئلة وشكوك حول طبيعة هذه الأحداث والدوافع الحقيقية وراءها.
الرواية الرسمية الأمريكية تدّعي أن تنظيم القاعدة، بقيادة أسامة بن لادن، هو المسؤول عن هذه الهجمات، ولكن الولايات المتحدة اتخذت هذه الأحداث كذريعة لشن “الحرب على الإرهاب” وفق زعمها وادعاءاتها، والتي شملت غزو أفغانستان والعراق وتدخلات عسكرية في دول أخرى.
وعلى مر السنين، ظهرت العديد من النظريات البديلة التي تشكك في الرواية الرسمية، فبعض هذه النظريات تدعي أن الهجمات كانت “عملية تحت علم كاذب” نفذتها عناصر داخل الحكومة الأمريكية نفسها. ومن بين الأسئلة المطروحة: كيف انهار مبنى مركز التجارة العالمي رقم 7 رغم عدم اصطدام أي طائرة به؟ لماذا لم يتم العثور على حطام الطائرة التي يُفترض أنها اصطدمت بمبنى البنتاغون؟ كيف تمكن المهاجمون من اختراق أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية بهذه السهولة؟
وتساءل مراقبون “إذا افترضنا صحة النظريات البديلة، فما هي الدوافع المحتملة للولايات المتحدة من وراء هذه (التمثيلية)؟”.
بعض التحليلات تشير إلى استخدام الأحداث كذريعة للتدخل في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى للسيطرة على الموارد النفطية، إضافة إلى زيادة الإنفاق العسكري وتحفيز الاقتصاد الأمريكي من خلال صناعة الأسلحة.
كما تشير إلى تمرير قوانين مثل “قانون باتريوت” الذي يسمح بمزيد من المراقبة للمواطنين وتقييد للحرياتـ إضافة إلى دوافع واشنطن في تنفيذ مشروع “الشرق الأوسط الكبير” وإعادة رسم خريطة المنطقة، والأهم تحويل الانتباه عن قضايا داخلية أو أزمات اقتصادية.
ويرى مراقبون أنه بغض النظر عن صحة الرواية الرسمية أو النظريات البديلة، فإن آثار أحداث 11 أيلول/سبتمبر لا تزال ملموسة حتى يومنا هذا، ومنها: تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية وزيادة التدخل العسكري في الخارج، تصاعد الإسلاموفوبيا في الغرب، تشديد إجراءات الأمن والمراقبة على المستوى العالمي، وتغييرات جذرية في أنظمة الحكم في العديد من دول الشرق الأوسط.
ووسط كل ذلك، وبعد 23 عاماً، لا تزال أحداث 11 أيلول/سبتمبر محل جدل ونقاش، ورغم صعوبة الوصول إلى حقيقة مطلقة، فإن طرح الأسئلة والبحث عن إجابات يبقى أمراً ضرورياً لفهم هذه الأحداث المفصلية في التاريخ المعاصر وآثارها المستمرة على عالمنا اليوم، وفق مراقبين.