منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. سنة نبينا بوصلة نجاة ودليل حياة للبشرية جمعاء

ركزت خطبة الجمعة، اليوم، في عموم مساجد تركيا على ذكرى المولد النبوي الشريف المرتقبة غداً، مسلطة الضوء على أهميةاتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ظل التحديات العالمية الراهنة.

واستهل الإمام خطبته بآية من سورة آل عمران، مؤكداً على فضل الله في إرسال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية، مشددا على أهمية الأخلاق في الإسلام ومستشهداً بأحاديث نبوية تبرز مكانة الأخلاق في الدين.

وفي سياق الأحداث الجارية، أشار الإمام إلى المآسي الإنسانية في مناطق الصراع، خاصة في غزة، داعياً المسلمين إلى التمسكبتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نشر السلام والرحمة.

وجاء في خطبة الجمعة “سنحتفل مساء الغد بذكرى تشريف نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أرسل رحمة للعالمين، والحمد لله ربالعالمين الذي أوصلنا إلى المولد النبوي الشريف مرة أخرى، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي نتشرفبأن نكون أمته”.

واستشهدت الخطبة بقوله تعالى “لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابوالحكمة”.

وأشارت إلى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله”.

وأضافت “لقد خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم، وهو خاتم النبي الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وقد أكدرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم على أن الإيمان والعمل والأخلاق الذي لا يمكن فصلها عن بعضها البعض؛ وأن الأخلاقالحميدة يجب أن تشمل كل جانب من جوانب الحياة، وبين أيضا أن الإنسان لا يكون متدينا وعبدا صالحا إلا بقدر أخلاقه”.

وتابعت “إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هو خير قدوة للبشرية جمعاء، ذكرنا بمسؤولياتنا تجاه ربنا وأنفسنا وبيئتنا، لقد نصحنابأن نرعى عائلتنا باعتبارها أمانة من الله، ولقد أرشدنا إلى طرق الحياة الفاضلة والأخلاقية والشريفة، وعلمنا الحق والحقيقة والعدلوالرحمة، ووصلت النساء والمسنون معه إلى الكرامة الحقيقية التي يستحقونها، وابتسمت وجوه اليتيم واللطيم معه، ولقد وجدتالبنات الموءودات المحتقرات الحياة معه صلى الله عليه وسلم”.

وجاء في خطبة الجمعة “من المحزن أننا نعيش في زمن تداس فيه القيم الإنسانية تحت الأقدام، ويذبح فيه الأطفال الأبرياء بلارحمة، وترتكب فيه كل أنواع الشرور علانية، وتكون ضحايا الظالمين الذين اسودت قلوبهم وتبلدت ضمائرهم هم دائما الأجساداللطيفة والرقيقة، وفي مثل هٰذه البيئة لا يمكننا أبدا أن نؤدي مسؤوليتنا تجاه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بإحياء مولده وتذكرذكراه فقط”.

وأضافت “واجبنا اليوم أن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الاتباع، وأن نتمسك بالقرآن وسنته التي هي أعظم ما ترك لنامن إرث، وأن نوصل أخلاق نبينا الجميلة ورسالاته الخالدة للبشرية من أجل منع قتل نارينات أخريات وقتل الأبرياء في جميعأنحاء العالم وخاصة في غزة، وأن نبين بإصرار أن الإسلام دين السلام والقرآن الكريم دليل الحياة، والنبي محمد صلى الله عليهوسلم هو الملاذ الوحيد الذي يمكن أن تلجأ إليه البشرية، وأن نعيد النظر  في تقوانا وتديننا، وليس في ديننا وقيمنا الدينية، وألا ننسىأن سنة ذلك النبي المبارك هي بوصلة النجاة ودليل حياة للبشرية جميعا، عندها ستنتهي القسوة والظلم في عالمنا، وسيعيش الناسمعا في أمان وأخوة، ولن يتمكن أحد من الإضرار بحياة أي أحد وممتلكاته وعرضه وعفته، ولن تذبل أرواح الأبرياء في ربيعحياتهم”.

وزادت “سنحتفل هٰذا العام، كما في كل عام، بالأسبوع الذي يتضمن ليلة المولد النبوي الشريف، تحت عنوان أسبوع المولد النبويالشريف، وقد حددت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا هٰذا العام موضوع أسبوع المولد النبوي الشريف بـ (نبينا وبناء الشخصية)، وسنحاول فهم وشرح الحياة المثالية لنبينا صلى الله عليه وسلم من خلال البرامج التي سنقيمها طوال الأسبوع، ونحن في انتظاركمفي البرامج التي سننظمها لجميع شرائح مجتمعنا، وبهذه المناسبة أدعو الله عز وجل أن يجلب أسبوع مولد النبي صلى الله عليهوسلم الخير لأمتنا الحبيبة وللعالم الإسلامي والإنسانية جمعاء”.

واختتمت خطبة الجمعة بقوله سبحانه وتعالى “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”.

زر الذهاب إلى الأعلى