فيديومقابلاتهام

برلماني لبناني: على العالم كبح جماح الاحتلال الإسرائيلي ووقف الإبادة في فلسطين ولبنان (مقابلة)

النائب في البرلمان اللبناني وعضو كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبد الله تحدث في مقابلة مع "وكالة أنباء تركيا"

أكد النائب في البرلمان اللبناني وعضو كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبد الله، أن “العدوان الإسرائيلي مستمر على لبنان منذ 28 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولكنه أخذ أبعادا أكثر خطورة منذ أسبوعين”.

كلام النائب عبد الله جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا”.

وقال النائب عبد الله إن “العدوان الإسرائيلي على لبنان مستمر منذ 28 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وليس فقط منذ أسبوعين كما يعتقد البعض، وهذا العدوان قد تفاقم وأخذ أبعاداً أكثر خطورة في الأسبوعين الأخيرين، ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي بعد أن اعتبر أنه حقق أهدافه في غزة، قرر استكمال عدوانه على الضفة الغربية ولبنان”.

تداعيات العدوان على لبنان

وأضاف “هذا المسلسل العدواني مستمر، وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية والصحية كبيرة جداً، فلبنان ليس قادراً على تحمل هذه التداعيات، خاصة أن البلاد ما زالت تعاني من آثار أزمة اقتصادية حادة، والمؤسسات الدستورية والعامة في لبنان تعاني من الترهل الشديد، ولم نتمكن من إجراء أي إصلاحات بسبب عدم التوصل إلى تسوية سياسية داخلية”.

وتابع أن “الإجرام الإسرائيلي المستمر يهدف إلى دفع مجتمعات بأكملها إلى النزوح من خلال ضرب الجنوب والضاحية والبقاع، والاحتلال الإسرائيلي يوجه رسالة لحزب الله والمقاومة اللبنانية بشكل عام، وقد استهدف أيضاً قيادات من الجماعة الإسلامية وغيرها من فصائل المقاومة، والهدف هو محاولة خلق شرخ بين المجموعات السياسية والمسلحة وبين البيئة الحاضنة لها”.

الجهود الدبلوماسية لإيقاف العدوان

ولفت النائب عبد الله إلى أن “حجم الاعتداء الإسرائيلي لا يقابله رد لبناني مماثل، وحتى الآن، لم تستهدف المقاومة اللبنانية المدنيين الإسرائيليين، وحتى الصواريخ الجديدة التي بدأ حزب الله باستخدامها تستهدف فقط المنشآت العسكرية ومراكز المخابرات الإسرائيلية، ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تغطية جرائمه في فلسطين ولبنان من خلال محاولة إظهار المقاومة كقوة إرهابية تستهدف المدنيين أمام الرأي العام العالمي”.

وزاد قائلاً “نحن نعتقد أن هذا العدوان سيستمر طالما أن المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، لا يكبحون جماح الاحتلال الإسرائيلي ولا يعملون على إيقاف الإبادة الجماعية التي يمارسها نتنياهو وقوات الاحتلال الإسرائيلي، فالاحتلال الإسرائيلي يرى هذه الفرصة التاريخية لإعادة رسم خريطة المنطقة، بدءاً من إنهاء مشروع حل الدولتين وصولاً إلى ضرب كل خط مقاوم لها، بدءاً من لبنان وانتهاءً بإيران وغيرها”.

وأضاف قائلا “يبدو أن شعار (وحدة الساحات) الذي طُرح يشوبه بعض الخلل، وربما هناك حسابات لتجنب جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، وهو ما يحاول الإسرائيلي استدراج الجميع إليه، لكن في الوقت نفسه، نرى أن الدول التي تدعي أنها لا تريد حرباً إقليمية لا تفعل شيئاً لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان”.

وقال أيضاً “نحن كلبنانيين نحاول أن نجمع ما نستطيع من إمكانياتنا في محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية، ونأمل أن يكتب لها النجاح، وفي الوقت نفسه، نرى أن المجتمع اللبناني بأكمله قد تجند لمساعدة النازحين، وكل حسب إمكانياته”.

المساعدة التركية

وأشار النائب عبد الله إلى أن “هناك دور مهم لأصدقاء لبنان في هذه الأزمة، ونود أن نشكر تركيا حكومة وشعبا ومؤسساتٍ أهلية على مساعداتها السخية، فنحن بحاجة ماسة للمساعدات، ولكننا بحاجة أشد إلى موقف سياسي داعم وفاعل في المجتمع الدولي وفي المعادلة الإقليمية يمكنه أن يحصن لبنان، وهناك مسؤولية علينا كلبنانيين نحاول القيام بها، وهناك مسؤولية على أصدقاء لبنان أيضاً”.

الواقع الصحي الحالي في لبنان

وفيما يتعلق بالوضع الصحي في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، أوضح النائب عبد الله قائلاُ “شهدنا مشهداً مؤثراً عندما استهدف الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأشخاص في يومين متتاليين، ولكن القطاع الاستشفائي والطبي اللبناني أظهر التفاتة وطنية رائعة، حيث رأينا أطباء من طرابلس والشمال يأتون إلى بيروت لمساعدة زملائهم، وهذا كان نموذجاً للالتفاف الوطني اللبناني”.

التضامن الأهلي والمجتمعي

وتابع في ذات السياق قائلا “في كل أنحاء لبنان، نرى نفس المشهد من التضامن المجتمعي والإنساني،  جميع شرائح المجتمع اللبناني تحتضن النازحين، لأن هذه التجربة تتكرر مع كل اللبنانيين، وليس فقط مع أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وللأسف، الإمكانيات المتاحة ليست كافية لتلبية كل الاحتياجات، خاصة مع نزوح نحو مليون شخص خلال أيام قليلة”.

وتابع أنه “فيما يخص اللحمة الداخلية، لا أخشى على ذلك، فأنا متأكد أن اللبناني، عندما يدرك أن العدو الحقيقي هو الاحتلال الإسرائيلي، يتجاوز كل الخلافات الداخلية، وهذا ما نشهده على الأرض، حيث نجتمع بكل أطيافنا السياسية، رغم تناقضاتنا، لمواجهة العدوان الإسرائيلي وإغاثة النازحين”.

وختم النائب عبد الله قائلاً “الوقت الحالي ليس مناسباً لفتح ملفات الخلاف الداخلية، فهذا ما يريده الاحتلال الإسرائيلي، والمطلوب من جميع القوى السياسية والمعنيين بالشأن العام أن يترفعوا عن الخلافات الآن، لأن الأولوية يجب أن تكون لحماية الوحدة الوطنية، ونأمل أن تؤدي هذه الأزمة إلى إعادة إحياء المؤسسات اللبنانية، بدءاً من رئاسة الجمهورية والحكومة اللبنانية وغيرها”.

زر الذهاب إلى الأعلى