فيديومقابلاتهام

برلماني لبناني: الدعم التركي ليس بغريب على لبنان وفلسطين وكل القضايا المحقة

النائب في البرلمان اللبناني الدكتور عبد الرحمن البزري

حذّر النائب في البرلمان اللبناني الدكتور عبد الرحمن البزري من “التحديات الخطيرة التي يواجهها لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي الحالي”، مشيرا في ذات الوقت إلى أن “الدعم التركي ليس بغريب على لبنان وفلسطين”.

كلام البزري جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا” من مدينة صيدا جنوبي لبنان.

وقال البزري إن “هذه الحرب الإجرامية التي يقوم بها العدو على أهلنا وشعبنا في لبنان وفي كل المناطق للأسف كانت متوقعة وكان هناك تصعيد متدرج، ومن المؤسف أن الحكومة اللبنانية لم تكن مستعدة رغم الكثير من الإنذارات التي كانت تأتي بالقراءة السياسية والقراءات الإعلامية من أن هناك تصعيد عسكري وإجرامي متزايد، وأن هناك عدوان سوف يكبر ويتسع على لبنان، لذلك الخطة التي وضعتها الحكومة وناقشتها حتى مع المجلس النيابي وتم وضع ملاحظات عليها، لكنها وللأسف بقيت خططاً دون أن يتم تكملتها بالعدة اللازمة، فعندما حصلت الواقعة لم يكن هناك أحد مستعد للأسف وبالتالي بقيت الخطة مجرد خطة”.

وأضاف أن “القطاع الصحي تحمل جزءًا من الأعباء لأنه مستعد بطبيعته نتيجةً لتكرار الاعتداءات العدوانية الإسرائيلية علينا، وبرز كقطاع متماسك في عملية تفجير أجهزة البيبجرات والوكي توكي والتي أدت إلى سقوط آلاف الجرحى”.

وتابع أن “الوضع اليوم مختلف، هناك عدوان كبير ونوعية الإصابة مختلفة وهناك إصابات خطيرة تحتاج إلى التدخلات وهناك مستشفيات تغلق بسبب خطورة وضعها أو بسبب تعرضها للقصف، كما أن هناك المسعفين الذين استشهدوا وفقدوا حياتهم وهم يقومون بواجبهم، وبالتالي هناك وضع صحي ضاغط وهناك وضع اجتماعي ضاغط، لأننا الآن حتى في مدينة كصيدا تعودت على استقبال الناس وعلى استضافتهم، لدينا تقصير واضح في عدة الاستقبال من الفرش والشراشف وهذه أمور أساسية يجب أن تكون مؤمنة، ولدينا أيضا تقصير واضح في المواد الغذائية ولدينا تقصير واضح في مواد التنظيف ولدينا تقصير واضح في عديد من الأمور التي نحتاجها، ولم نتكلم بعد عن الحاجيات المختلفة المرتبطة بالأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة والحوامل، أي أن الأساسيات غير موجودة، لذلك نحن في واقع اجتماعي اقتصادي صحي صعب ونحاول أن نعوضه بتماسكنا الوطني”.

وقال البزري أيضا إن “من ما أظهرته هذه الحرب إضافة إلى بشاعة ووحشية العدوان الإسرائيلي وعدم استعداد الدولة، أظهرت  مقدار تماسك المجتمع اللبناني الذي ذهب جميعه بغض النظر عن انتماءاته السياسية والمذهبية وتميزه ومشاربه، اتحد لمواجهة تداعيات هذا العدوان، وهذه من عناصر القوة الموجودة في لبنان ومن عناصر القوة التي اعتمدنا عليها في التجارب السابقة في العدوان السابق”.

وأكد قائلا “علينا أن نبني على الإيجابيات التي ظهرت، ومما لا شك فيه أن الجميع سارع إلى التبرع إلى الاستقبال وإلى القيام بما يلزم، فهناك استضافات في كل المناطق اللبنانية وإن كان بنسب متفاوتة، ومن هنا يجب تحويل هذا التناغم والتجاوب والتعاطف إلى القوى السياسية التي غيّر بعضها من خطابه وبعضها صمت بانتظار القراءات السياسية وبعضها الآخر كان متضامنا ومتقدما، وبالتالي هذا الاختلاف السياسي يجب أن نطوره لكي يصبح حقيقة شعبية، لأن المشكلة عندما تطول ربما قد تصبح أكثر صعوبة على الناس”.

وأشار إلى أن “ما يهدد لبنان ثلاثة أخطار: الخطر الأول والأهم هو العدوان الإسرائيلي، الخطر الثاني هو الغياب الواضح لمؤسسات الدولة، لكن الخطر الثالث هو أن نعمل على عدم تفكك الجبهة الداخلية، وبالتالي كل ما طال العدوان وكل ما كانت الجبهة الداخلية متماسكة كل ما استطعنا أن نتحمل”.

وفيما يتعلق بالموقف التركي، أكد البزري أن “الموقف التركي لطالما كان داعما للشعب فلسطيني، ولطالما كان متعاطفاً مع المقاومة، و كان دائما ينظر إلى علاقات جيدة مع الدول العربية ولديه أصلاً علاقة مميزة مع لبنان”.

وتابع أن “الموقف التركي موقفها هام، والسبب هو أن تركيا دولة وازنة في المنطقة وفي العالم الإسلامي وفي المؤسسات الدولية، وهي قادرة أن تستعمل الكثير من أوراقها السياسية للضغط لتخفيف شدة العدوان على الشعب اللبناني”.

وزاد قائلا “يجب التذكير بأن التركيا كانت تقف دائما وسابقا إلى جانبنا، وأكبر مثال على ذلك هو المستشفى التركي للحروب والحوادث الذي قدم في عهدي عندما كنت رئيس بلدية بالمفاوضات مع أصدقائنا وإخواننا في تركيا، حيث تمكنا من أن يكون هذا المشفى في مدينة صيدا”.

وأعرب عن أسفه من “السياسات اللبنانية الداخلية”، قائلا إن “هذه السياسات الخاطئة هي التي أخرت بدء العمل بهذا المستشفى،  لكن تركيا لم تتخلى عنه وأعادت ترميمه مرة ثانية ونحن بصدد تشغيله قريباً، وقد تواصلنا مع السفير التركي في لبنان لإخباره بمقدار التطور وهو ما زال يقدم أيضا مزيدا من الخدمات”.

وختم البزري قائلا “تركيا ليست غريبة عن دعمنا وليست غريبة عن دعم القضايا المحقة وليست غريبة عن دعم القضية الفلسطينية”.

اقرأ أيضا.. الوزيرة لولوة الخاطر: قطر تنسق مع تركيا لإنشاء ممر بحري لمساعدة وإغاثة لبنان

زر الذهاب إلى الأعلى