“مهما قمنا بعمل جيد لخدمة النازحين إلا أننا نشعر بانكسار في داخلنا”، بهذه الجملة عبّر أعضاء فريق شبابي جامعي تطوعي في العاصمة اللبنانية بيروت عن شعورهم وإحساسهم خلال عملهم على مساعدة النازحين المدنيين الفارين من مختلف المناطق اللبنانية التي تتعرض منذ نحو 3 أسابيع لعدوان مكثّف يشنه عليها الاحتلال الإسرائيلي.
إنه فريق شبابي يختلف عن الجمعيات والمؤسسات بالعمل الإنساني والخيري، حيث تكون أعضاءه من مجموعة من الطلاب الجامعيين الذين رفضوا أن يجلسوا متفرجين على أزمة النزوح الكبرى التي يعشها لبنان حاليا، وهي هي الأكبر في تاريخ البلاد حسب مسؤولين رسميين.
بدأ الفريق عمله من فكرة أنه “لابد من خدمة أهلنا النازحين ووطنا الذي يعيش محنة تجعلنا نشعر بالانكسار في داخلنا”، فهب الطلاب متحدين للوقوف إلى جانب المدنيين الفارين من وحشية عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
منذ نحو 3 أسابيع وأعضاء الفريق يصولون ويجولون بين مراكز الإيواء والمنازل في بيروت، يسجلون احتياجات النازحين ثم يعملون على تأمينها بمساعدة المتبرعين وعوائلهم وأصدقائهم، ثم يعودون للنازحين مقدّمين لهم ما يحتاجونه من طعام أو دواء أو أي حاجة خاصة.
خلال هذه الأسابيع الثلاثة تحول الفريق إلى نموذج حيّ عن همّة الطلاب الجامعيين الذين يسخّرون طاقاتهم لخدمة بلدهم وأهلهم وقت الأزمات.
رنا المصري الطالبة الجامعية ومنسقة الفريق الشبابي الجامعي، قالت لـ”وكالة أنباء تركيا” إنه “في ظل الوضع الحالي في لبنان (أزمة النزوح) أحببنا أن نؤسس هذه المجموعة التطوعية بهدف مساعدة الناس الذين نزحوا من منازلهم ومناطقهم التي تتعرض للقصف”.
وأشارت المصري إلى أنه “مع بداية ما يعيش لبنان حاليا لم نكن نعلم نحن كشباب ماذا يمكننا أن نفعل لخدمة الناس وبلدنا لبنان، حتى أتتنا فكرة تشكيل هذا الفريق الشبابي الجامعي لنكون إلى جانب الناس”.
وتابعت أنه “بعد أن قمنا بتأسيس هذا الفريق قسّمنا أنفسنا إلى مجموعات، كل مجموعة تعمل في منطقة وكل مجموعة لها مهام محددة، وذلك بهدف تغطية كافة المناطق في بيروت.. ونحن اليوم بعد مرور نحو أسبوعين على ما نعيشه في لبنان مستمرون قدر المستطاع بالعمل”.
وقالت “نسعى حاليا لنوسّع فريقنا الشبابي كي نعمل أيضا في مناطق أخرى.. فكل مجموعة وكل فرد في فريقنا له مهام وله وظيفة الأمر الذي يساعدنا على حسن التنظيم وحسن العمل”.
وشددت المصري على أهمية العمل الجماعي في مثل هذه الظروف، قائلة “لم نبدأ كأفراد بل بدأنا كفريق موحّد من الطلاب الجامعيين.. ونحن نسعى لقوننة ومؤسسة عملنا من أجل أن نقدم المزيد من الخدمات لبلدنا لبنان”.
من جانبه، قال الطالب الجامعي فوزي عطوي لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “الأزمة الحالية التي يمر بها لبنان يعيشها كل الناس وليس فقط من تتعرض مناطقهم للقصف لذلك كان لابد من التكاتف مع بعضنا البعض في هذه الظروف”.
وتابع عطوي قائلا “خلال هذه الأزمة عرفنا أن اللبناني ليس له إلا اللبناني وهذا ما يجعل كل الطوائف وكل اللبنانيين وكل الجهات تتعاون مع بعضها”.
أما الطالبة الجامعية غنى حمود فتحدثت هي أيضا لـ”وكالة أنباء تركيا” حيث قالت “نحن نعمل اليوم كفريق شبابي جامعي ونسعى للاستمرار لاحقا بهذا العمل حيث نتوقع أن يتأزم الوضع في لبنان أكثر مما هو عليه حاليا”.
وقالت حمود “الناس ستكون بحاجتنا أكثر في المرحلة المقبلة، ونحن قدر المستطاع سنقوم بمساعدتهم”.
ولفتت إلى أن هذا الفريق الشبابي الجامعي التطوعي “بدأ كفريق من الأصحاب وأصبح اليوم فريق عمل حقيقي من أجل خدمة الناس”.
وتابعت قائلة “نحن نشعر بما يشعر به من تدمرت منازلهم في هذه المحنة.. ومهما قمنا بعمل جيد لخدمة النازحين إلا أننا نشعر بانكسار في داخلنا”.
وختمت حمود قائلة إن “المساعدات المتوفرة حاليا للنازحين لا تكفي.. نحتاج المزيد”.
وحول مصادر تمويل هذا الفريق الشبابي ومصادر تأمين المساعدات العينية، قال الطالب الجامعي جاد هاشم لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “هناك الكثير من المتبرعين يقدمون لها التبرعات المالية والعينية، ونحن نقوم بتوزيعها على النازحين”.
وأضاف “نحن نستخدم أيضا مواقع التواصل الاجتماعي في هذا العمل.. الكل يساعد حسب موقعه، حتى أن أصدقاءنا وعوائلنا وأسرنا يقدمون لها المساعدة، ونحن بدورنا نحوّلها لخدمة النازحين”.
وأشار هاشم إلى أن “أكثر ما نقمه حاليا للنازحين هي المعلبات الغذائية والطعام الساخن اليومي من خلال تعاوننا مع بعض المطابخ، كما نعمل بشكل مكثف لتأمين الأدوية للمرضى، إلى جانب اهتمامنا بالأطفال واحتياجاتهم وكذلك مواد التنظيف كافة”.