أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أن “المجرمين الذين يمطرون الأراضي الإسلامية وخاصة غزة بالقنابل ويذبحون الأبرياء ويرتكبون الإبادة الجماعية هم الذين نسوا الله واتخذوا الشيطان وليا لهم”.
وحذّرت خطبة الجمعة من مخاطر نسيان الله والآخرة، مستعرضة آثار هذا النسيان على الفرد والمجتمع.
وركزت الخطبة على أهمية تذكر الموت والحساب، داعية إلى العودة إلى القيم الدينية والأخلاقية.
كما حذّرت من انحراف الشباب وتأثرهم بالتيارات الضارة، إضافة إلى تناول الأوضاع العالمية الراهنة، وربطها بنسيان الله وانتشار الظلم والفساد.
واستهلت الخطبة بقوله تعالى “استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون”، وبقول نبينا صلى الله عليه وسلم “بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى”.
وجاء في خطبة الجمعة، إن “الإنسان يعاني من النسيان، وبعبارة أخرى: كائن كثير النسيان، فتارة ينسى نفسه وأهله وأقاربه وجيرانه ويهمل مسؤولياته، وأحيانا ينسى الغاية من خلقه ويترك إحترام الناس والإحسان إليهم، وأحيانا ينهمك في مشاغل الدنيا ويغفل عن الآخرة والجزاء والميزان والحساب والجنة والنار، وأحيانا ينسى دينه وتاريخه وثقافته فيغفل عن جوهره”.
وأضافت أن “شر النسيان نسيان المرء لربه (وهو معكم أين ما كنتم)، وهو (الخبير) الذي يعلم السر والعلانية، يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء)، فهو الخالق الرزاق، وهو الذي يرى ما نفعل ويسمع ما نقول، وهو الذي يعلم ما في قلوبنا وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، وهو شفاء أمراضنا وعلاج مشاكلنا، ورغم كل أخطائنا وتقصيرنا يرحمنا باسمه (الرحمن)، ورغم كل ذنوبنا يغفر لنا باسمه (الغفار)، ويرزقنا باسمه (الرزاق)”.
وأشارت إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكثروا ذكر هاذم اللذات)، وأخبرنا أن (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت)، لأن من نسي الموت والحساب فهو أسير الشيطان.
وتابعت “اليوم المجرمون الذين يمطرون الأراضي الإسلامية وخاصة غزة بالقنابل ويذبحون الأبرياء ويرتكبون الإبادة الجماعية هم الذين نسوا الله واتخذوا الشيطان وليا لهم، واليوم الظالمون الذين يذبحون الأنفس التي حرم الله ذبحها بلا رحمة ويمارسون كل أنواع العنف ضد النساء والأطفال والشيوخ هم الذين فقدوا وعي الآخرة، أولئك الذين يعملون على إفساد الطبائع الطاهرة للشباب والأطفال بالعقائد المنحرفة والتيارات الباطلة هم أولئك الذين لم يأخذوا نصيبهم من الإنسانية”.
وزادت أن “الذين يزينون المعاصي في وسائل الإعلام الرقمية، ويشجعون على الحرام ويهدرون الخصوصية العائلية هم الذين لا يراعون الموت وما بعده، إن فقدان حساسية الحلال والحرام في الحياة العملية والتجارية ومحاولة الكسب بطرق محرمة كالربا والقمار هي نتيجة نسيان الله والدار الآخرة”.
وجاء في الخطبة أيضاً “فلنحيا حياة ندرك فيها أننا تحت رقابة ربنا في كل لحظة، وأننا سنحاسب على ما نفعل في الدنيا حتما. فلنجتهد في أن نكون عبادا صالحين لربنا بعبادتنا ولننال رضاه بأخلاقنا الحسنة، ولنتابع بعزم وصبر المحافظة على محبة الله في قلوب أبنائنا وشبابنا الطاهرة، ولنكن يقظين من التيارات الضارة التي تهدد بيئتنا الأسرية التي نتعلم فيها قيمنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، ودعونا لا ننسى أن إعمار الأرض وبناء المستقبل الآمن سيتحقق على أيدي أجيال تعرف ربها وتتذكر الموت وتعي الآخرة”.