منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. الدفاع عن الوطن واجب ديني وأمانة وطنية

أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية الدفاع عن الوطن ووجوب التضحية من أجله، مستشهدة بآيات قرآنية وبأحاديث نبوية شريفة.

كما أشارت إلى أن حماية الوطن ليست مجرد واجب وطني بل هي عبادة تقرب العبد من ربه، محذرة من المؤامرات التي تستهدف الوطن ووحدته، داعية المسلمين إلى التكاتف والتماسك لمواجهة هذه التحديات.

وجاء في خطبة الجمعة “لقد بيّن نبينا صلى الله عليه وسلم أهمية وفضل الدفاع عن الوطن على النحو التالي (رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه وإن مات مرابطا جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان)” .

وأضافت “بهذا الحديث يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس، ويعلمنا أن من يقف حارسا لحماية الوطن ينال ثواب العبادة، ويعلمنا أن الشهداء الذين يضحون بأرواحهم في سبيل ذلك سينالون ثواب الجنة الأبدية والنعيم السرمدي عند الله تعالى”.

وتابعت أن “الدفاع عن الوطن لا يتمثل فقط في حماية قطعة الأرض التي نعيش عليها بل هو حماية ديننا وحياتنا وممتلكاتنا وأعراضنا وأجيالنا من كل أنواع الأخطار وبذل الجهود لضمان استقلالنا ومستقبلنا وتعزيز وحدتنا وأخوتنا، فإن الدفاع عن الوطن هو أن نقوي أسرتنا التي هي أغلى كنوزنا وألا نترك أبناءنا وشبابنا تحت رحمة الأيديولوجيات الخرافية والتيارات المنحرفة، وإن الدفاع عن الوطن هو أن نقوم بعملنا ومهنتنا بأجمل الطرق وأصحها، لا أن نؤذي ممتلكات الناس وحياتهم، وأن نكون يقظين ضد الخونة الذين يريدون استغلال ديننا وعواطفنا لأطماعهم الشخصية”.

وجاء في الخطبة أيضا “لقد تحملنا كأمة الكثير من المصاعب وتغلبنا على الكثير من الشدائد في سبيل حماية وطننا الحبيب على مر التاريخ، وفي مواجهة كل الصعاب كان سندنا الوحيد هو ربنا سبحانه وتعالى، وفي كل الظروف والأحوال كنا نتوكل عليه وحده ونلجأ إليه وحده ونثق به وحده سبحانه وتعالى، وببشارة الآية الكريمة (ولا تهنوا ولا تحزنوا  وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، ولم نيأس ولم ننهار بل شد بعضنا بعضا عملا بحديث نبينا صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، ففي معارك ملاذكرد وجناق قلعة والنضال الوطني، ورغم كل المستحيلات دافعنا عن وطننا ضد أعتى الجيوش والحمد لله لم نستسلم للظلم والظالمين أبدا بل دافعنا عن وطننا في كل زمان ومكان”.

وأكد على أن “الفخاخ القذرة التي نصبت لبلادنا وأمتنا الحبيبة ستبوء بالفشل اليوم وغدا كما فشلت بالأمس، إن شبكات القتل الداخلية والخارجية التي ليس لها نصيب من الإنسانية ولا تعترف بأي قيم أخلاقية وإنسانية لن تحقق طموحاتها القذرة، ولن يستطيع الخونة الذين يستهدفون وحدة وطننا الذي لا يتجزأ أن يعكروا صفو أجواء الثقة والسلام، ويضعفوا قوتنا ويقضي على آمالنا في المستقبل، وإن وعد ربنا (والله متم نوره ولو كره الكافرون) سيتحقق حتما و(سيهزم الجمع ويولون الدبر)، وكما جاء في الآية الكريمة، فإن كل التنظيمات الإرهابية وقوى الشر التي تقف خلفها والتي تحاول تحويل الأرض إلى ساحة حرب ستهزم حتما”.

ولفتت إلى أن “واجبنا في هذه الأيام التي يراد لمحيطنا أن يتحول إلى حلقة من نار أن نحافظ على وحدتنا وتضامننا القائم على الأخوة الإسلامية، وأن نعمل أكثر ونجتهد أكثر لنكون أقوياء في كل مجال، وأن نجعل الخير مهيمنا على كل جانب من جوانب حياتنا، وأن نمنع الشر والأشرار، وأن نقوم بمسؤولياتنا من أجل أن نربي أبناءنا ليكونوا أناس صالحين ومسلمين واعين، وأن نقف صفا واحدا ضد من يستهدف أمن الناس وحياتهم وممتلكاتهم، وأن نعيش ونحافظ على القيم السامية التي ضحى من أجلها شهداؤنا الأعزاء بأرواحهم وجاهد من أجلها مجاهدونا الأبطال من جبهة إلى جبهة. هي باختصار إبطال الألاعيب القذرة التي تمارس ضد بلدنا وأمتنا الحبيبة بالحكمة والحصافة”.

واختتمت الخطبة بقوله تعالى “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم و اصبروا إن الله مع الصابرين”.

زر الذهاب إلى الأعلى