مقابلاتهام

من قلب البحر.. قبطان لبناني يروي تجربته في مدينة يلوا التركية: لها مكانة خاصة في قلبي

أشاد القبطان اللبناني وسيم حمادة، الذي يمتلك خبرة واسعة في مجال النقل البحري، بمدينة يلوا التركية، مشيرا إلى أنها “تعد واحدة من المدن الساحلية المميزة التي يحبها كثيرا”.

كلام حمادة جاء في مقابلة أجرتها معه شركة “عمران ترك” وذلك خلال تواجده مع سفينته في يلوا بهف إجراء بعض أعمال الصيانة.

ووصف حمادة مدينة يلوا أنها “مدينة مليئة بالحياة والنشاط، حيث لا يشعر الزوار بالغرباء أو العزلة، بل يختبرون حياة مفعمة بالحيوية بين سكانها المحليين”.

وأكد أن “هذه المدينة، التي تقع على البحر، لها مكانة خاصة في قلبه، حيث يشعر دائمًا أنها قريبة جدًا منه”.

وأضاف أن “الترسانات البحرية في تركيا، وخاصة في مدينة يلوا، أصبحت مقصدًا رئيسيًا لأصحاب السفن من مختلف أنحاء العالم، لاسيما من أوروبا وآسيا”، موضحا أن “هذه الترسانات تتمتع بسمعة كبيرة بفضل جودة العمل والالتزام بالمواعيد، وهو ما يجعلها مكانًا مفضلاً لصيانة السفن”.

ولفت حمادة إلى أن “العمال في هذه الترسانات يتمتعون بالكفاءة العالية، حيث يلتزمون بالوقت المحدد ويؤدون عملهم بسرعة ودقة، ما يساهم في جذب السفن من دول عدة”.

وأشار إلى أن “تركيا أصبحت محطة رئيسية لصيانة السفن التي تحتاج إلى إصلاحات كبيرة، حيث يأتي العديد من السفن من مناطق مثل أوروبا وشرق آسيا للقيام بأعمال الصيانة الدورية اللازمة، ويتم هذا العمل بشكل خاص في مدينة يلوا، التي توفر مرافق متكاملة لصيانة السفن”.

وذكر حمادة أن “السفن التي تكون في حاجة للصيانة بعد مرور فترة تتراوح بين سنتين ونصف إلى خمس سنوات من الإبحار، تتوجه إلى يلوا لإجراء الفحوصات والاصلاحات اللازمة لضمان سلامتها واستمرارية عملها في البحر”.

وعن أبرز أعمال الصيانة التي تتم في مدينة يلوا، تحدث القبطان حمادة عن استخدام “الأحواض الجافة” التي يتم رفع السفن إليها لإجراء فحوصات دقيقة على هيكل السفينة، حيث يتم تنظيف السفينة بالكامل، وكذلك فحص سماكة الحديد المستخدم في بناء السفينة.

وأضاف أنه “إذا كانت هناك حاجة لتغيير بعض الأجزاء أو زيادة سماكة الحديد، يتم ذلك بكل دقة أثناء عملية الصيانة، وبعد إتمام جميع أعمال التنظيف والفحص، يتم إعادة السفينة إلى الماء، وتنتهي العملية بعملية دهن السفينة لحمايتها من التأثيرات البيئية في البحر”.

وأوضح القبطان حمادة أن “عمليات الصيانة في يلوا تتم وفق جدول زمني دقيق، حيث يتم تحديد مواعيد مسبقة للترسانات، ويمكن أن تصل مدة الانتظار حتى شهر أو شهر ونصف قبل أن تصل السفينة إلى دورها في الصيانة”، مؤكدا أن “التزام الترسانات بمواعيد العمل والتنسيق العالي بين العاملين يساعد في إنجاز الأعمال بسرعة ودقة”.

من جانب آخر، تحدث القبطان حمادة عن تجربته الشخصية في مدينة يلوا، مشيرًا إلى أنه يزور المدينة منذ عام 2010، وخلال فترات الراحة بين ساعات العمل، يقوم وأفراد طاقم السفينة بالتجول في المدينة واستكشاف معالمها السياحية.

كما يزور حمادة، حسب ما أوضح، الأسواق المحلية لشراء الهدايا والاستمتاع بتناول الطعام التركي التقليدي، مؤكداً أن “المدينة تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي يمكن القيام بها خارج أوقات العمل، من مطاعم ومولات وأماكن سياحية”.

وشدد حمادة أن “مدينة يلوا هي مكان مثالي للتكيف والراحة، حيث يمكن لأي شخص أن يجد ما يناسبه من مرافق وخدمات”، معربا عن محبته الكبيرة لتركيا بشكل عام.

وأكد أن “تركيا تتمتع بتنوع جغرافي كبير بين الجبال والسواحل، ما يجعلها وجهة سياحية جذابة”.

وفي الختام، قال القبطان حمادة، إن “مدينة يلوا لديها مكانة خاصة في قلبي”، مشيرًا إلى أن الزيارات المستمرة لها جعلته يشعر بـ”الارتباط العميق بهذه المدينة التركية الساحلية الجميلة”.

زر الذهاب إلى الأعلى