أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية صلاة الجمعة وآدابها، داعية المصلين إلى الالتزام بها والحرص على حضورها والاستماع إلى الخطبة بانتباه، كما حث الإمام المصلين على اغتنام فضائل يوم الجمعة، مشيراً إلى أن صلاة الجمعة تطهر القلوب وتقرب العبد من ربه.
وجاء في الخطبة “اليوم هو يوم الجمعة (خير يوم طلعت عليه الشمس)، واليوم يوم مبارك نقف فيه بين يدي ربنا ونفتح فيه أيدينا ونتضرع إلى الله معا ونطلب منه العفو والمغفرة عن ذنوبنا، واليوم هو يوم عيدنا الأسبوعي الذي نعزز فيه وحدتنا وتضامننا ونتشارك فيه أفراحنا وأتراحنا، إنه يوم القيامة الذي نطهر فيه قلوبنا من الشواغل الدنيوية وننال فيه السكينة والطمأنينة”.
وأضافت “هناك مسؤوليات يجب على المسلمين القيام بها يوم الجمعة ومن هذه المسؤوليات أداء صلاة الجمعة، صلاة الجمعة عبادة استثنائية خصها ربنا سبحانه وتعالى بمكانة خاصة في القرآن الكريم، يوم الجمعة يطهرنا من الأخطاء والذنوب بمواعظه وخطبه وأدعيته، ويوجهنا إلى الخير والصلاح، ويزودنا بالعلم والحكمة والمعرفة، ويجمعنا بالقيم التي تحافظ على حياتنا الاجتماعية، فعلى كل مؤمن يريد أن يستفيد من هذا الوقت المبارك أن يترك انشغالاته الدنيوية ويستجيب لدعوة الله تعالى، فعليه أن يحسن الوضوء، وأن يلبس ثيابا نظيفة ومناسبة للصلاة، وأن يأتي إلى المسجد مبكرا متطيبا ومتعطرا، وإذا وصل إلى المسجد فعليه أن يراعي آداب المسجد كضيف من ضيوف الله تعالى وأن يستمع إلى الآيات التي تقرأ والمواعظ التي تلقى والنصائح التي تسدى بخشوع”.
وأشارت إلى أن “من الأمور التي يجب على المسلمين القيام بها في يوم الجمعة الاستماع لخطبة الجمعة، إن الخطبة دعوة نبوية لأمة محمد وتذكير بأوامر ربنا سبحانه وتعالى ونواهيه، وهي دعوة للبشرية إلى سبيل الله ونور الإسلام وجميل أخلاق نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم، فالخطبة شرط لصلاة الجمعة، فلا صلاة جمعة بدون الخطبة، ومن الضروري الاستماع إلى الخطبة كما لو كنت في الصلاة، لذلك لا ينبغي للمرء أن يتكلم أثناء الخطبة، ولا يتم إلقاء السلام أو استقباله، ولا يجب الإنشغال بالهواتف المحمولة بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصحنا بذلك في الحديث التالي (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت)”.
ولفتت إلى قوله سبحانه وتعالى “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون”، مضيفة أنه يجب “ألا نترك صلاة الجمعة التي هي علامة خضوعنا لله تعالى وعلامة وحدتنا وتكاتفنا ما لم يكن هناك سبب شرعي، ولنُعود أولادنا وشبابنا على الصلاة والمسجد بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن”.
وتابعت “دعونا نعاملهم بالحب والرحمة، ولنُخطط أوقات العمل والدراسة والامتحانات بناء على صلاة الجمعة، ودعونا لا ننسى أن صلاة الجمعة عبادة مفروضة من الله تعالى علينا، وإن حرمان المؤمنين من هذه العبادة الاستثنائية وإجبارهم على الاختيار بين متطلبات عقيدتهم وأعمالهم لهو إثم عظيم و خطيئة ثقيلة”.
واختتمت الخطبة بتحذير النبي صلى الله عليه وسلم بقوله “من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع على قلبه”.