كشف الصحفي البريطاني ورئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” ديفيد هيرست، السبت، عن “خطة إسرائيلية مفصلة كانت تهدف إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث كتل جغرافية، مع إبقاء بشار الأسد في السلطة تحت وصاية إماراتية”.
وحسب التقرير “قالت مصادر أمنية لموقع (ميدل إيست آي)، إن إسرائيل أرادت إبقاء الأسد في السلطة تحت وصاية إماراتية بينما تمضي قدماً في إنشاء روابط عسكرية واستراتيجية مع الكرد في الشمال الشرقي ومع الدروز في الجنوب”.
وأضاف “لقد أحبطت الإطاحة بحكومة بشار الأسد خطة إسرائيلية تستهدف تقسيم سوريا إلى ثلاث كتل من أجل حملها على قطع علاقاتها مع إيران وحزب الله، وذلك بحسب ما صرحت به مصادر أمنية إقليمية تم إحاطتها بتفاصيل ذلك المخطط.”.
وتابع التقرير أن “إسرائيل كانت قد خططت لإنشاء ارتباطات عسكرية واستراتيجية مع الكرد في الشمال الشرقي ومع الدروز في الجنوب، تاركة الأسد في السلطة في دمشق في رعاية إماراتية تضمن تمويله والسيطرة عليه في نفس الوقت”.
وأشار إلى أنه “فيما لو تم تنفيذ ذلك المخطط فإنه سوف يقصر نفوذ تركيا داخل سوريا على إدلب وعلى الشمال الغربي، حيث تتمركز حركة تحرير الشام ومجموعات الثوار المدعومة من قبل تركيا، والتي أفضى هجومها المباغت والسريع هذا الشهر إلى سقوط الأسد”.
وأوضح التقرير أن “الإشارة إلى هذه الخطة كانت قد وردت في خطاب لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قبل شهر، والذي قال فيه إن إسرائيل بحاجة إلى التواصل مع الكرد والدروز في سوريا وفي لبنان، مضيفاً أن ثمة جوانب سياسية وأمنية بحاجة إلى أن تؤخذ بالاعتبار”.
ونقل التقرير عن ساعر قوله “يجب علينا أن ننظر إلى التطورات ضمن هذا السياق وأن نفهم أنه في منطقة سنبقى فيها دوماً أقلية، فإن بإمكاننا أن نقيم تحالفات طبيعية مع الأقليات الأخرى”.
وتابع التقرير أن “الخطة تجاوزتها الأحداث عندما تهاوت القوات الموالية للأسد في كل من حمص وحماة، مما فتح الباب على مصراعيه أما الطريق باتجاه دمشق، وكان الثوار حينها قد حطموا خطوط الجبهات الأمامية واستولوا على حلب، أكبر مدينة في سوريا، بدون قتال، مما أحدث تحولاً في ميزان القوة في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة عشر عاماً”، مبينا أنه “في الساعات الأولى من يوم الأحد الثامن من كانون الأول/ديسمبر، ظهر رئيس وزراء سوريا محمد غازي الجلالي في مقطع فيديو ليعلن بأنه على استعداد لتسليم السلطة سلمياً”.
وجاء في التقرير أن “أحمد الشرع سارع إلى الرد قائلاً بأنه على استعداد لإبقاء الجلالي في منصبه إلى أن يتم تنظيم عملية نقل السلطة، ولكن بينما كانت هيئة تحرير الشام تقترب من العاصمة، كان سفيرا كل من الأردن والإمارات في سوريا يقومان بمحاولات يائسة للحيلولة دون تمكن هيئة تحرير الشام من وضع يدها على دمشق، وذلك بحسب ما كشفت عنه مصادر أمنية”.
وأوضح التقرير أيضاً حسب ما جاء فيه، أنه “من أجل ذلك قام الأردن بتشجيع الجيش السوري الحر والمجموعات المتحالفة معه على التحرك من الجنوب والاستيلاء على دمشق قبل أن تصلها هيئة تحرير الشام”.
ونقل التقرير عن مصادر أمنية قولها، إنه “قبل أن يصل الجولاني، رتب السفيران للمقاتلين من الجيش السوري الحر أخذ رئيس الوزراء السوري من منزله واصطحابه إلى فندق (فور سيزنس) حيث كان من المقرر أن يتم تسليم مؤسسات السلطة بشكل رسمي إلى المجموعات المسلحة القادمة من الجنوب، وتم تصوير الجلالي وهو ينتقل إلى الفندق برفقة جنود من منطقة حوران في الجنوب السوري ينتمون إلى الفيلق الخامس، وهي قوة مسلحة مشكلة من ثوار سابقين كانوا من قبل قد تصالحوا مع الحكومة السورية، في حين تقول المصادر إن الجلالي تلكأ، واتصل هاتفياً بالشرع، الذي قال له (لا تفعل ذلك)، فالتزم الجلالي بما نصحه به الشرع، وعندما أدركت إسرائيل أنها غير قادرة على منع هيئة تحرير الشام من الاستيلاء على البلد بدأت بتدمير القدرات العسكرية السورية، بما في ذلك إغراق الأسطول الراسي في اللاذقية واحتلال أراض تضم جبل الهرمل، أعلى جبل سوري بالقرب من الحدود مع لبنان ومرتفعات الجولان المحتلة”.
وبيّن التقرير نقلا عن مصادر أمنية، إن “تلك الأسلحة كانت في أمان تحت قيادة الأسد، ولذلك كانت إسرائيل حريصة على إبقاء مقاليد الأمور في يده، إلا أن الأسلحة لم تعد آمنة في يد الثوار”.
وحسب التقرير “أصيب المسؤولون في كل من الأردن والإمارات العربية المتحدة بالذعر إزاء استيلاء هيئة تحرير الشام على البلد، وما يعنيه ذلك من احتمال قيام حكومة يرأسها الإسلاميون في سوريا، وذلك على الرغم مما تعهد به الشرع من أن جميع الفصائل والأديان سوف تكون ممثلة”.
ووسط كل ذلك، يتغير المشهد السوري بوتيرة سريعة، فيما تتواصل المفاوضات الدولية حول رفع العقوبات عن سوريا وإعادة صياغة أدوار اللاعبين الإقليميين.
ومع ذلك، يظل مستقبل المنطقة مفتوحًا على احتمالات متعددة، أبرزها استمرار المواجهة بين القوى السنية الصاعدة والاحتلال الإسرائيلي، حسب “ميدل إيست آي”.