![](https://tr.agency/wp-content/uploads/2024/12/Screen-Shot-2024-12-24-at-22.02.27.jpg)
مسيحيو سوريا يحتفلون الليلة بأول عيد ميلاد بدون بشار الأسد المخلوع
تشهد سوريا أجواءً استثنائية مع احتفال المسيحيين بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع، حيث تبدو المدن السورية مثل حلب ودمشق مزدانة بزينة العيد التي تعكس أمل الأهالي بمستقبل جديد يعيد الحياة إلى طبيعتها.
وزين المسيحيون في سوريا شوارعهم بالأضواء والزينة استعدادًا لاستقبال عيد الميلاد، حيث تترافق هذه الاحتفالات مع دخول البلاد مرحلة جديدة تعزز من الآمال بحياة أكثر استقرارًا وحرية.
وتعيش المدن السورية أجواءً مميزة مليئة بالتفاؤل والأمل، تعكس تطلعات أبناء المجتمع نحو مستقبل يملؤه السلام والازدهار.
وفي أحياء مثل السليمانية بحلب ومناطق متفرقة في دمشق وباقي المحافظات السورية، تنتشر زينة الميلاد على واجهات المحال التجارية وفي الساحات، مما يضفي أجواءً احتفالية على المدينة.
كما تشهد الأسواق حركة نشطة، حيث يتوافد المسيحيون لشراء مستلزمات العيد رغم التحديات الاقتصادية.
وتحاول المحال التجارية خصوصًا تلك المتخصصة بالضيافة والألبسة، تحاول تلبية الطلبات المتزايدة وسط إقبال ملحوظ.
ورغم رغبة الأهالي في إحياء عيد الميلاد، إلا أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة تلقي بظلالها على أجواء الفرح، فالتقلبات في الأسعار وتوقف معظم الأنشطة الاقتصادية خلال الأسابيع الماضية أرهقت الأسر، مما جعل التحضيرات للعيد تحديًا كبيرًا.
ولكن وسط هذه التحديات، يصر الأهالي على استقبال العيد بروح جديدة، إذ يعكس هذا العيد بالنسبة لكثيرين بداية عهد جديد لسوريا، يطوي صفحة من الألم والمعاناة ويفتح أخرى مليئة بالأمل والحياة الطبيعية التي افتقدها السوريون لسنوات، حسب تعبيرهم.
وأعرب العديد من مسيحيي سوريا عن ارتياحهم للتطمينات الأمنية التي قدمتها الجهات المسؤولة في الحكومة السورية الجديدة، مما شجعهم على الاحتفال وممارسة طقوسهم الدينية دون خوف، حيث عبّروا عن تفاؤلهم بأن سوريا وبكل أطيافها قادرة على النهوض بعيدًا عن الطائفية، وفق آرائهم.
وأجمع عدد من المسيحيين في منصات التواصل الاجتماعي، على أن “شجرة الميلاد ستزهر في سوريا دائمًا، فسوريا لن تكون إلا بتعدد ثقافاتها وأديانها”.
وأشار آخرون إلى أن “الأعياد في سوريا باتت تحمل طابعًا اجتماعيًا أكثر من ديني، حيث يحتفل المسلمون مع المسيحيين والعرب مع الكرد، مما يعكس غنى الثقافة السورية”.
وقال جميل دياربكرلي، المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان لـ “وكالة أنباء تركيا”، “حقيقةً المسيحيون في سوريا يتوسمون خيراً بسقوط الديكتاتور أسد وشعروا بأن سوريا بلا الاسد ونظامه أفضل وأكثر حرية، ولكن يشوب هذا الفرح خوف وقلق من المستقبل كونهم يتطلعون لتشكيل دولتهم بأسرع وقت وكتابة دستور يحقق آمال وتطلعات كل السوريين”.
وأضاف أن “عيد الميلاد هذا العام جاء بنكهة مختلفة على السوريين فكما ينتظر المسيحيون ولادة المسيح ملك السلام والمحبة والوئام هكذا انتظر السوريون ولادة سوريا الحرية والتعددية والمساواة سوريا الجديدة”.
وختم قائلا “نحن نصلي في هذه الليلة لكي تكون سوريا العيد المقبل أكثر استقرار وتقدما وازدهارا”.
وفي إطار الاحتفالات بقداس عيد الميلاد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء في الحكومة السورية الجديدة منح عطلة رسمية لمدة يومين بمناسبة عيد الميلاد، مما يمنح العاملين في المؤسسات الحكومية فرصة للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.
وكانت من أبرز المطالب التي يحملها أبناء الطائفة المسيحية في سوريا في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، تتسم بالأمل والتطلع إلى مستقبل أفضل. يأملون أن تكون الأيام القادمة مليئة بالمحبة والسلام، وأن تنعكس بركاتها على الأمة المسيحية والإسلامية على حد سواء، في مختلف أرجاء العالم. يتمنون أن تكون هذه الفترة مناسبة لتحقيق الوحدة والتعايش السلمي، متوجة ببركات الرسل والأنبياء الكرام، مؤكدين أنه مع كل عيد ميلاد مجيد، يتجدد الأمل في أن يعم الخير والازدهار، وفق تعبيرهم.
وقال الدكتور باسل نمرة المهتم بالشأن السياسي في سوريا لـ “وكالة أنباء تركيا”، “ميلاد مجيد بالحرية.. بهذه العبارة الرائعة بدأت صباح الميلاد مع صديقي من الطائفة المسيحية الكريمة شريكة الوطن والتي تحتفل اليوم بذكرى ولادة نبي الله عيسى عليه السلام نبي المحبة والسلام، فما أجمله من يوم والطغاة الأكبر على وجه الأرض (آل الأسد) تم خلعهم من حكم سوريا، وكم هي جميلة شجرة الميلاد ولا وجود لصورة بشار أو حافظ بجانبها كما كان الحال دوماً طوال ثلاثة وخمسين عاماً من حكمهم”.
وأضاف “اليوم يحتفل المسحيين في سورية احتفالا مضاعفاً في يوم ولادة النبي عيسى صاحب الرسالة السامية للتآخي والسلام في الأرض، فقد أصبحت هذه الولادة عرسا أيضاً بلا وجود الأسد الذي كان يدّعي أنه يحمي طائفتهم الكريمة لكنه ارتكب بحقها مثلما ارتكب بحق كل السوريين أبشع الجرائم والتنكيل، ولنسأل روح ميشيل كيلو ماذا فعل الأسد الأب والابن من ظلم مع الطائفة المسيحية، فطوبى لكل الأحرار المسيحيين في يوم ميلاد نبي المحبة، ميلاد الحرية المجيد”.
ورغم التحديات، يبقى هذا العيد رسالة أمل لجميع السوريين ويرمز إلى بداية حقبة جديدة تتسم بالتنوع والوحدة بعيدًا عن العنف والطائفية، حيث تعود سوريا لتكون كما كانت وطنًا للجميع، بحسب مراقبين.