العالم الإسلاميمميز

وكالة الصحافة الفرنسية: قطر الوسيط الأكثر خبرة في المنطقة يثبت مكانته رغم التحديات

نجحت دولة قطر بتحقيق اختراق دبلوماسي كبير تمثل في إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والاحتلال الإسرائيلي، ما أثبت مكانتها كـ”الوسيط الأكثر خبرة في المنطقة”.

وجاء في تقرير صادر عن وكالة AFP الفرنسية، أنه “على مدار الأشهر الـ 15 الماضية، تعرضت قطر إلى حملة تشويه واتهامات بسبب قربها من حركة (حماس)، التي تحتضن العاصمة القطرية الدوحة مكتبها السياسي، هذا القرب، الذي اعتبره البعض أداة استراتيجية للوصول إلى الفصائل الفلسطينية، أثار جدلاً حول حيادية قطر في المفاوضات، كما طالت الانتقادات مشرعين أمريكيين وإسرائيليين، إلى جانب حملة دعائية استهدفت قيادتها في نيويورك”.

وأضاف التقرير “لكن إعلان اتفاق الهدنة الأخير جاء ليبرهن على نجاح قطر في التوفيق بين دورها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة، التي تستضيف الإمارة على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، ودورها كوسيط قادر على التواصل مع أطراف مختلفة، حتى تلك المنبوذة دولياً”.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن قطر اتخذت منذ عقود قراراً استراتيجياً لتبني سياسة الوساطة كوسيلة لضمان أمنها القومي.

وأشار الأنصاري إلى أن نجاح الوساطة يعتمد على اتخاذ خطوات جريئة مثل الحوار مع أطراف ترفض العديد من الدول التعامل معها.

من جهته، قال الباحث المتخصص في أمن الشرق الأوسط أندرياس كريغ إن “قطر وظّفت وساطتها لتعزيز قبولها العالمي، خاصة في الولايات المتحدة”.

بدوره، أوضح  الباحث مركز تشاتام هاوس نيل كيليام أن “الوساطة القطرية أصبحت أكثر نضجاً على مدار العقود الثلاثة الماضية”، مستشهداً بدورها في صراعات دارفور واليمن وأفغانستان، حسب تقرير الوكالة الفرنسية.

ولفت التقرير إلى أن “وساطة قطر في النزاع بين حماس وإسرائيل تجاوزت التحديات الدبلوماسية لتشمل مخاطر متعلقة بالعلاقات مع واشنطن، إذ كانت الإمارة تخاطر بفقدان مكانتها كشريك رئيسي للولايات المتحدة إذا ما فشلت المفاوضات”.

وعلى الرغم من الإحباط الذي رافق تعثر المحادثات على مدار العام الماضي، فإن نجاح الهدنة وعودة الرهائن أواخر 2023 يعتبر إنجازاً دبلوماسياً يضاف إلى سجل قطر كوسيط فعّال، وفق التقرير.

وأكد التقرير على أن “قطر تثبت مرة أخرى أن سياستها الدبلوماسية، المبنية على التوازن والحوار مع كافة الأطراف، تجعلها لاعباً أساسياً في حل النزاعات الإقليمية والدولية، مهما بلغت تعقيداتها”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى