العالم الإسلاميهام

سوريا.. اتهامات شعبية لإيران والاحتلال الإسرائيلي بـ”تأجيج الأوضاع في الساحل السوري”

في تطورات ميدانية وسياسية متسارعة، وجّهت مصادر سورية محلية أصابع الاتهام إلى إيران والاحتلال الإسرائيلي بالوقوف خلف تأجيج الأوضاع الأمنية في عموم الساحل السوري، عبر دعم فلول نظام الأسد المخلوع لتنفيذ أجندات خارجية.

وشهدت مدينة جبلة وريف اللاذقية سلسلة هجمات متزامنة نفذها مسلحون من فلول النظام السابق، استهدفت قوات الأمن العام، مما أدى إلى مقتل 13 عنصراً على الأقل، بينهم ستة قضوا في كمين نُصب لهم وسط مدينة جبلة.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط الكلية البحرية، بينما تداول ناشطون تسجيلات مصورة تظهر جثث عناصر الأمن الذين سقطوا في الكمائن.

زكريا الشيخ، أحد أهالي الساحل السوري، أكد في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا” أن الجيش السوري وقوات الأمن تلاحق بقايا النظام المخلوع، الذين يتعمدون “زعزعة الاستقرار عبر عمليات إرهابية خارج نطاق القانون، تُنفذ تحت إشراف جهات إقليمية”، في إشارة إلى إيران والاحتلال الإسرائيلي.

من جانبه، أشار الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، على حسابه في منصة “إكس”، إلى أن القنوات الإيرانية تبنّت الهجمات الإرهابية في الساحل، ونسبتها إلى ما يسمى “المقاومة السورية”، مُستنداً إلى بيان نشرته وكالة “فارس” الإيرانية عن “القائد العام لجبهة المقاومة السورية”، في خطوة تُظهر التنسيق الإيراني المباشر مع الجماعات المسلحة.

وتزامنت الأحداث مع خروج مظاهرات حاشدة في عدة محافظات سورية، طالبت بدعم الجيش السوري ورفض أي مشاريع تهدف إلى تقسيم البلاد أو إشعال فتيل الطائفية.

وجاءت الاحتجاجات كرد فعل على ما وصفه المتظاهرون بـ”التدخلات الإيرانية الإسرائيلية المشبوهة”، التي تُحاول استغلال الفوضى لتنفيذ مخططات تفكيكية.

وفي سياق متصل، رأى مراقبون أن التحركات الإسرائيلية في سوريا تتجاوز الحديث عن “الأمن القومي” إلى محاولات استعمارية معاصرة، تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع الإقليمي عبر ذرائع مكافحة الإرهاب أو حماية الحدود.

وأشاروا إلى أن تل أبيب تستغل الفراغ السياسي والعسكري في سوريا، بالتعاون مع جماعات مسلحة موالية لها، لتعزيز نفوذها في المنطقة، في ظل تنافس دولي محموم على الملف السوري.

وتُظهر الأحداث الأخيرة في الساحل السوري تعقيدات المشهد، حيث تتصارع أطراف إقليمية ودولية على الأرض السورية، بينما يدفع المدنيون والأمنيون ثمن الصراع الدامي، في حين تبقى التساؤلات مطروحة حول إمكانية تهدئة الأوضاع، في ظل استمرار الاتهامات المتبادلة وغياب حلول سياسية شاملة، حسب مراقبين.

زر الذهاب إلى الأعلى