تقاريرهام

الاحتلال الإسرائيلي يصعد في سوريا بحجة “حماية الدروز”.. ما هو مخططه الحقيقي (تقرير)

في تطور خطير يفاقم التوترات في سوريا، نفذ الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت قوات الأمن العام السورية في وسط العاصمة السورية دمشق، بحجة “حماية الطائفة الدرزية من هجمات طائفية” كما زعم.

الضربات، التي هيمنت على عناوين وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية، أثارت تساؤلات حول أبعاد هذا التصعيد وتبعاته على الاستقرار الهش في سوريا.

ويأتي هذا التدخل وسط توترات متصاعدة في مناطق مثل صحنايا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق بسبب تصرفات مجموعات خارجة عن القانون.

وتصدرت تصريحات وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس تغطية وسائل الإعلام العبرية، حيث هدد الحكومة السورية قائلاً “إذا استمرت الاعتداءات على الدروز، فسنرد بقوة”.

وفي سياق مماثل، وجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”تنفيذ ضربات تحذيرية على العناصر المتطرفة” حسب زعمه.

كما نقلت القناة 12 العبرية عن مصادر أمنية أن الاحتلال الإسرائيلي “سيتحرك إذا تعرضت الطائفة الدرزية للخطر” حسب ادعاءاته.

الإعلامي الفلسطيني فايز أبو عيد في تصريحه لـ”وكالة أنباء تركيا”، هذا التطور أنه “منعطف خطير يأتي في سياق تداخل المصالح الإقليمية والدولية”.

وأضاف أن “الضربات الإسرائيلية تهدف إلى تصعيد المواجهة مع سوريا وإضعاف القوات الحكومية، ما يعزز نفوذ إسرائيل في المنطقة”.

ورأى أبو عيد أن “الاحتلال الإسرائيلي يسعى للسيطرة على الأراضي السورية وتوجيه رسالة سياسية واضحة أنه مستعد للتدخل لحماية مصالحه وحلفائه”.

وحذر فايز أبو عيد من أن “الضربات ستؤثر على استقرار سوريا، خاصة مع وجود اضطرابات داخلية”.

من جانبه، يحذر الباحث المساعد في مركز حرمون للدراسات إبراهيم خولاني من أن “الغارة الإسرائيلية تشكل تصعيداً غير مسبوق يهدف إلى توسيع قواعد الاشتباك لتشمل المؤسسات الأمنية السورية، وليس فقط الأهداف المرتبطة بإيران أو حزب الله”.

وأضاف خولاني في تصريحه لـ “وكالة أنباء تركيا”، أن “إسرائيل تسعى لترسيخ نفسها كطرف مؤثر في مستقبل سوريا مستغلة هشاشة الوضع الداخلي لإبقاء سوريا ضعيفة ومفتتة”.

وفي هذا الجانب، يؤكد خولاني أن هذا “التدخل الإسرائيلي يتضرر منه المسار الوطني السوري ومحاولات استعادة الاستقرار”.

من جهته، يثير الكاتب والمحلل السياسي، مأمون سيد عيسى تساؤلات حول دوافع الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً في تصريحه لـ “وكالة أنباء تركيا” إلى أن “نتنياهو ليس بحريص على الدروز، بل على تقسيم سوريا”، ويستند إلى تصريحات سابقة لوزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي تحدثت عن تقسيم سوريا.

ويجمع المحللون على أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الأساسي من هذا التصعيد.

في مقابل كل ذلك، دعا مفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي إلى “نبذ الفتنة والتكاتف بين السوريين”، مؤكداً أن “كل قطرة دم سورية غالية”.

كما يرفض الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط تدخل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً دعمه للدولة السورية محذراً من “استغلال إسرائيل للدروز لإحداث فتنة”.

زر الذهاب إلى الأعلى