منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. تحذير من خطر الزنا والشذوذ الجنسي على الأسرة

ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على تحريم الزنا والشذوذ الجنسي وأثره المدمر علىالفرد والمجتمع.

وأشارت إلى أن الزنا لا يفسد النفس فحسب، بل يهدّد النسل والأسرة كمؤسسة أساسية في المجتمعالإسلامي.

وأضافت الخطبة أن الإسلام حرّم ليس الزنا فقط، بل كل ما يؤدي إليه من سلوكيات ومشاهد في الحياة الواقعية أو الافتراضية.

وأكدت على أهمية التمسك بالقيم الإسلامية والابتعاد عن مثيرات الفتنة، داعية إلى تشجيع الشباب على الزواج الشرعي كوسيلة للحماية من الرذيلة وحفظ المجتمع من الانحراف.

وجاء في خطبة الجمعة أن “من بين الكبائر التي حرمها ديننا الإسلامي هي الزنا التي تفسد النفس والنسل، فالزنا هو العلاقة بين الرجل والمرأة بدون رابط زواج شرعي وقانوني وهو أكبر اعتداء على مؤسسة الأسرة إنه فاحشة واضحة تؤدي إلى تفكك الأسر، وتخيب آمال الشباب، وتحطم أحلامهم وهو سلوك قبيح يهز القيم الأخلاقية للمجتمع من جذورها ويهيئ الأرضية لانتشار العديد من الأمراض المادية والمعنوية”.

وأضافت أن “الإسلام لا يحرم الزنا فقط؛ بل يحرم جميع الطرق التي تؤدي إليه كما قال ربنا العظيم (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)، لذا، سواء في الحياة الواقعية أو في العالم الافتراضي أو في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية فإن جميع الأقوال والسلوكيات التي تقود الشخص إلى الزنا تعتبر محرمة، وإن عرض الجسم الذي أودعه الله كأمانة للإنسان وارتداء الملابس غير المحتشمة يعد محرما، كما أن بقاء رجل وامرأة اللذين لايحرم عليهما الزواج شرعا بمفردهما أو تحت مسمى زمالة يعتبر محرما أيضا”.

وتابعت أنه “لا يمكن أبدا تبرير هذه الخطيئة الكبيرة بمفاهيم مثل (المواعدة، الحياة الودية، الصداقة، الخيانة، الغش)، وإن استخدام عبارات مثل (علاقة عاطفية، حب ممنوع، شغف الشباب، علاقة راقية) لتبرير الزنا هو فتح باب للطرق المؤدية إلى الحرام، وما يطلق عليه (المغازلة) ليس سوى زنا، وهو تطاول على شرف الإنسان وهو محرم، وخاصة ما يفرض على العالم تحت مسمى الحرية والذي أدى إلى هلاك قوم لوط عليه السلام وهو الشذوذ الجنسي فهو انحراف ملعون من الله وهو محرم وذنب عظيم”.

ولفتت إلى أن “الصور غير المشروعة تدخل إلى منازلنا وجيوبنا عبر الهواتف الذكية والأدوات الرقمية ووسائل الإعلام مما يسهل الطرق المؤدية إلى الزنا، والإعلانات الفاحشة التي تتجاهل القيم الإسلامية والإنسانية، والمسرحيات غير الأخلاقية التي تقدم تحت مسمى الفن، والأفلام السينمائية والمسلسلات التي تحاول تبرير الزنا، كلها تسهم في هذا الاتجاه، كما أن المواقع الإلكترونية التي تستغل مؤسسة الزواج، والتي تنتشر على المنصات الرقمية، تبعد الشباب عن الزواج وتجرهم نحو الزنا، والعلاقات بين الرجال والنساء التي تبدأ بفكر الصداقة والتشارك في الهموم تسحب الأفراد إلى مستنقع الزنا، وباختصار، العين تعتاد على النظر إلى الحرام؛ والأذن تستمع إلى المعصية؛ واللسان يتحدث بالسوء، مما يجعل التعود على الزنا أمرا طبيعيا، وبعد ذلك يصبح ارتكاب هذا الفعل القبيح أمرا عاديا”.

وجاء فيها أيضا أن “ارتكاب السيئات بحد ذاته يعتبر ذنبا عظيما ولكن تمهيد الطريق لانتشاره يعد أيضا إثما كبيرا وعبئا ثقيلا، ويقول الله تعالى في القرآن الكريم (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)، مشيرا إلى أهمية هذا الأمر، ولذلك ، فإن استخدام الفاحشة التي تدوس على كرامة الإنسان وطرقها كمواد لبرامج المجلات لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال، إن إبقاء حادثة نادرة وقبيحة، أو علاقة مشوهة، في صدارة بعض البرامج النهارية، أو في السينما والمسلسلات، لأجل تحقيق نسب مشاهدة عالية يعتبر إهمالا كبيرا للقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع، وإن الذين يرتكبون الفاحشة ويضرون بالوحدة الأسرية والذين ينقلون هذه الأفعال السيئة إلى الشاشات أو يشاركونها على وسائل التواصل الاجتماعي هم شركاء في نفس الذنب”.

ولفتت إلى أن “الزواج ترياق ضد الزنا، وإن الزواج الشرعي هو حصن قوي يمكن للإنسان أن يلجأ إليه ليحتمي من كل الشرور، وهو قلعة محصنة، كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)، لذا، دعونا نشجع شبابنا على الزواج ونساعدهم عندما يصلون إلى سن الزواج دينيا وقانونيا ولا تصعب أمر الزواج، ولنحرص على عدم إهمال مسؤولياتنا الفردية والاجتماعية والمؤسسية في القضاء على كل أنواع الفساد والقبح التي تهدد مؤسسة الأسرة، ويجب على كل واحد منا وخاصة في قطاع الإعلام أن ينقل نماذج أسرية جميلة تتحرى الحلال والحرام وتتحلى بالعفة والحياء، بدلا من البرامج التي تتجاهل قيمنا إلى الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الرقمية”.

واختتمت الخطبة بقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان”.

زر الذهاب إلى الأعلى