استضاف البقاع اللبناني ندوة حوارية خاصة حول “تركيا الجديدة” بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها البلاد في 24 حزيران/يونيو الماضي وأفرزت فوزا جديدا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحصة الأكبر من البرلمان لتحاف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.
وأقيمت الندوة، مساء أمس السبت، بمجمع “الصّدّيق” في بلدة مجدل عنجر بدعوة من حركة الإنقاذ، ومشاركة كل من نائب رئيس مجلس شورى هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ سامي الخطيب، ورئيس حركة الإنقاذ الدكتور خالد عبد الفتاح، والصحفي والكاتب التركي حمزة تكين.
أول المتحدثين كان الخطيب الذي قال إن “أردوغان تمكن من تخليص تركيا من القبضة الحديدة التي كان يفرضها الجيش عليها”، مشيرا إلى أن “نجم الدين أربكان يعتبر أبا السياسة في تركيا”.
ولفت إلى أن “حركة تاريخية طويلة أوصلت تركيا إلى ما هي عليه اليوم، حركة كانت كلها تضحيات وعمل واضح”، مشددا “نحن مع أردوغان طالما أنه يعرف هدفه وثابت على مواقفه”.
ورأى أن “أردوغان لم يخرج أبدا عن عباءة أربكان، ولكن غير أساليب الأداء مع الثبات على المبادئ والثوابت”، وأكد أن “حزب العدالة والتنمية استطاع الموازنة بين الأصالة التاريخية الدينية والمفاهيم الدولية المعاصرة”.
وأشار الخطيب إلى أن “السنوات الخمسة المقبلة ستكون سنوات تحد بالنسبة لتركيا على أصعدة مختلفة”.
من جانبه، قال عبد الفتاح إن “الانشغال بتركيا هو بسبب حالة الفرد والجماعة والأمة للانتماء”، مشيرا إلى أن “تركيا مع الرئيس أروغان تحقق لنا هذا الانتماء”.
وسأل عبد الفتاح الحاضرين “لو ذكرت لكم اسم أي مسؤول في تركيا قبل حزب العدالة والتنمية هل سيعرفه أحد؟!”، مضيفا “لا، فنحن نهتم بتركيا وأردوغان بسبب ما أنجزه وقام به من نهضة عظيمة”.
وتابع أن “الحدث التركي بات يأسر قلوب الملايين حول العالم، وأردوغان يعمل بجد كي يعكس ما يؤمن به على الساحة السياسية”.
وأشار عبد الفتاح إلى أن “صلح الحديبية الذي وقعه النبي عليه الصلاة والسلام مع قريش، خير مبرر لسياسة أردوغان الحكيمة اليوم”، مشددا أن “التيسير على عباد الله مبرر شرعي لما يفعله أردوغان”.
من ناحيته، قدم تكين في كلمته شرحا مفصلا عن سير الانتخابات التركية الأخيرة، لافتا إلى أن “ما أنجح أردوغان في هذه الانتخابات وسابقاتها، هي الإنجازات الضخمة التي قام بها لصالح الشعب التركي، والمشاريع الاستراتيجية”.
وأكد أن “الساحة السياسية الداخلية في تركيا ستشهد استقرارا في المرحلة المقبلة، الأمر الذي سؤدي لتطور الاقتصاد وزيادة سرعة نموه ولطمأنة المستثمرين الأتراك والأجانب”، مضيفا أنه “مع هذا الاستقرار والتحسن الاقتصادي المتوقع، تركيا مستمرة في سياساتها الخارجية المتمثلة بالوقوف إلى جانب المضطهدين والمظلومين”.
وأوضح تكين أن “حرب تركيا ضد التنظيمات الإرهابية في مناطق شمالي سوريا والعراق ستستمر في المرحلة المقبلة، تحقيقا لسلامة المدنيين هناك وحفاظا على وحدة أراضي سوريا والعراق، وحماية للأمن القومي التركي والمصالح التركية”.
وشدد أن “الموقف التركي في ما يتعلق برفض صفقة القرن المتمثلة ببيع القدس وإنهاء القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي، موقف ثابت لن يتغير نصرة لفلسطين والشعب الفلسطيني”.
وختم تكين بتقديم شرح مختصر عن أهم المشاريع التنموية العملاقة التي تتحضر تركيا لتنفيذها خلال الفترة المقبلة والتي ستساهم بنقل البلاد إلى مصاف الدول العشرة الأولى في العالم مع حلول عام 2023، مشيدا بـ”العلاقات الأخوية المتميزة بين تركيا ولبنان وخاصة على الصعيد الشعبي”.