مدونات TRمميز

مطار إسطنبول الأكبر في العالم.. سيتحكم بطيران 3 قارات

مطار إسطنبول الجديد، هو مطار قيد الانشاء في منطقة أرناؤوط كوي في القسم الأوروبي من إسطنبول التركية.

تم التخطيط ليكون هذا المطار أكبر مطار في العالم، إذ أنه يستوعب 200 مليون مسافر سنويا، وهو لن يكون عبارة عن واسطة نقل جوي فحسب بل يعتبر هذا المشروع من أكبر المشاريع الاستثمارية في تركيا وداعما قويا لمستقبل الاستثمار في البلاد.

سيوفر المشروع فرص عمل لأكثر من 100 ألف شخص بشكل مباشر، إلى جانب أنه سيؤمن أكثر من مليون ونصف فرصة عمل في القطاعات الفرعية له.

سيكون المطار انتقالة نوعية وجديدة ومثيرة بالنسبة لتركيا عامة ومدينة إسطنبول بشكل خاص، إذ أنه سيتم بناء المطار بطابع فريد ورونق مميز يمثل تراث إسطنبول وعمقها الحضاري.

وإلى جانب معالمه الجمالية المتميزة، سيتمتع مطار إسطنبول الجديد بالبساطة وسهولة الاستخدام من قبل المسافرين، وذلك بفضل تميزه في الهندسة المعمارية المذهلة.

يعود السبب الرئيسي في إنشاء هذا المطار ـ الأكبر في العالم ـ إلى نقص القدرات في المطارات الموجودة في إسطنبول، مطار أتاتورك الدولي في القسم الأوروبي والذي تبلغ طاقته الاستيعابية نحو 60 مليون مسافر سنويا، ومطار صبيحة كوتشكن في القسم الآسيوي والذي تبلغ الطاقة الاستيعابية نحو 13 مليون مسافر سنويا.

المطار الدولي الأكبر حاليا في إسطنبول و أوروبا وهو مطار أتاتورك، وهو لم يعد يستطيع تلبية الطلب المتزايد للطيران ويعاني من ازدحام الحركة الجوية حيث أن إسطنبول هي المدينة الوحيدة في العالم التي يمكنك أن تسافر منها إلى 53 دولة مختلفة، وبسبب عدم توفر مساحة لبناء مدرجات إضافية في مطار أتاتوك، كان لابد من التفكير في مشروع عملاق آخر.

يتم إنشاء المطار الجديد بين منطقة البحر الأسود ومنطقة ينيكوي في إسطنبول، مساحة منطقة البناء 7659 هكتارات بالقرب من بحيرة تيركوس، 6172 هكتار من هذه المساحة هي أراضي غابات مملوكة للدولة.

ومنذ اللحظات الأولى للإعلان عن المشروع عام 2013، بدأت العديد من دول الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي تنظر إلى مطار إسطنبول الثالث على أنه مصدر تهديد بالنسبة لاقتصادياتها المحلية؛ كون أن خطط المطار التشغيلية تشير إلى أنه سيستحوذ على حركة الطيران والمسافرين في مطارات إقليمية ودولية، منها: مطار دبي في الشرق الأوسط، وفرانكفورت في ألمانيا، ومطار هيثرو في بريطانيا، بحكم موقعه الاستراتيجي الذي يربط شرق الكرة الأرضية بغربها وشمالها بجنوبها، ومن المقرر أن يتحكم بحركة الطيران في قارات العالم الثلاث؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا.

سبق أن عرضت شركات هولندية المساهمة في إنشاء المشروع، لكنها انسحبت لاحقاً، وبررت الانسحاب بأنّ المطار يهدد البيئة، الأمر الذي رفضه المدير التنفيذي للمشروع، يوسف أقتشاي أوغلو، وقال إنّ “المشروع قائم على العناية بالبيئة، وأن أول من عُيِّن في المطار مدير البيئة”.

بلغت قيمة استثمار المطار نحو 10 مليارات يورو (10.6 مليارات دولار أمريكي)، يُنفذ بتعاون بين القطاعين العام والخاص.

تقول الحكومة التركية إن تشغيل المطار سيحقق عائدات بقيمة 22 مليار يورو (23 مليار دولار تقريباً) خلال 25 عاما.

يمكن للمطار، بعد الانتهاء من إنشائه بشكل كامل، تقديم خدمات لـ 200 مليون مسافر سنوياً؛ ليصبح فعلاً “نقطة وصل” تربط دول العالم قبل الانطلاق مجدداً عبر الفضاء المفتوح.

لقد ارتفع عدد المطارات التركية من 25 إلى 55 مطاراً خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية الذي أسسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تؤكد تركيا أن مشروع المطار الجديد سيأخذ دوراً مهماً في تحقيق أهدافها الاقتصادية المتمثلة بدخول قائمة أكبر 10 اقتصاديات في العالم بحلول عام 2023.

المطار الجديد سيغيّر مسار الأحداث الاقتصادية والتنموية حول العالم؛ بعظمته وضخامته وقدراته الخدمية، ويساهم ذلك في تحويل أرصدة المال العالمي إلى إسطنبول، لتتحقق بذلك رؤية الحكومة التركية بجعل المدينة أكبر مركز مالي واقتصادي وتجاري في المنطقة.

تجري عمليات إنشاء المطار حالياً مجموعة شركات تركية وهي: جنكيز، كولين، ليماك، كاليونمابا، حيث ربحت مناقصة المشروع عام 2013، ومن المقرر أن تقوم الشركات بتشغيله لمدة 25 عاماً قبل تحويله إلى الحكومة.

ولإدارة حركة الطيران بأعلى درجة من الفعالية والاحترافية، أنشأت إدارة المطار راداراً لمراقبة حركة الطيور، يعدُّ الأول من نوعه حول العالم، مع طاقم مكون من 6 اختصاصيين؛ لتقليل تأثير الطيور المحتمل على حركة الطيران.

يتميز المطار الجديد بمساحة واسعة مع وجود 165 جسراً لنزول الركاب من الطائرات، وبمساحة داخلية تبلغ مليوناً و500 ألف متر مربع، ومواقف سيارات تسع لـ7 آلاف مركبة، و6 مدارج هبوط وإقلاع مستقلة، و16 مدرجاً موازياً، و6 ملايين و500 ألف متر مربع ساحة وقوف تسع لـ500 طائرة.

حجم المواد الخام المستخدمة في عملية البناء بلغ حوالي 350 ألف طن من الفولاذ والحديد و10 آلاف طن ألمنيوم و415 ألف متر مربع من الزجاج.

حاليا تم الانتهاء من 94% من عملية بناء المطار، ومن المتوقع أن يتم افتتاح القسم الأول منه يوم 29 أكتوبر 2018 في عيد تأسيس الجمهورية التركية الـ 95.

أحمد خلدون طالب

مهندس مدني خريج جامعة "بهتشه شهير" في إسطنبول
زر الذهاب إلى الأعلى