رياضة

نهائي أمم أفريقيا.. صنع في تركيا

القاهرة (مصر) / هيثم السويفي / وكالة أنباء تركيا

انفض الحدث ولا زال الحديث متواصلا حول بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، والتي استضافتها مصر بمزيد من الحفاوة، في حدث استثنائي في تاريخ القارة السمراء بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة في مسيرة الكان، وحضور لافت لأبرز الأسماء المتألق في ملاعب أوروبا بحجم محمد صلاح وساديو ماني ورياض محرز وكاليدو كوليبالي وفرانك كيسي وإيوبي وشوبو موتينج ويونس بلهندة.

وعلى مدار 29 يوما هي عمر النسخة الـ 32 من اللقب الأهم في قارة المواهب، ربما لم ترق مباريات البطولة إلى المستويات الفنية المرتقبة بالنظر إلى المدارس الكروية الحاضرة في القاهرة و3 محافظات مصرية آخري، إلا أنها جاءت وفية لأصحاب الأداء الأبرز والروح القتالية والعزيمة الأوفر، بذهاب الجزائر والسنغال إلى المحطة الختامية، ومن ثم إعلان الخضر عن جدارة بطلا للكان للمرة الثانية في مسيرته بعد عام 1990، بعدما قدم المردود الأفضل في البطولة.

إلا أن اللافت في المحطة الختامية لبطولة أمم أفريقيا، أن أغلب مكوناتها المؤثرة صنعت في الدوري التركي، بحضور 6 لاعبين في المباراة النهائية ينشطون في السوبر ليج، يتقدمهم ثنائي جالاتا سراي حامل اللقب، بادو نداي، وسفيان فيجولي، بمردود رائع طوال مباريات البطولة، قبل أن يبتسم اللقب في النهاية لصالح محارب الصحراء.

 

ثنائي البطل

قدم الفريق الجزائري كوكبة من النجوم المتألقة في القارة العجوز، والمطعمة بعدد قليل من الأسماء التي تنشط في الدوريات المحلية، تحت قيادة المدرب القدير جمال بلماضي، بتشكيلة تضم رياض محرز جناح مانشستر سيتي، وإسماعيل بن ناصر (أفضل لاعب في الكان) متوسط ميدان إمبولي، وعيسي ميندي مدافع ريال بيتيس، وياسين براهيمي مهاجم بورتو، والبديل الهداف أدم وناس جناح نابولي، إلا أن محاربي الصحراء يدينون بالكثير من الفضل لصانع ألعاب جالاتا سراي سفيان فيجولي.

وقدم فيجولي بطولة مثالية شارك خلالها في كافة مباريات الخضر الحاسمة، ولم يغب إلا عن مباراة تنزانيا في ختام لقاءات دور المجموعات، والتي جاءت تحصيل حاصل لكتيبة بلماضي يعد ضمان التأهل إلى الأدوار النهائية.

وشارك صاحب الـ29 عاما، في 6 مباريات في البطولة، بواقع 565 دقيقة، صنع خلالها الفارق بجدارة لصالح الفريق البطل، موقعا على هدف حاسم في شباك كوت ديفوار، لحساب ربع نهائي البطولة، في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1، قبل أن يحسمها الخضر بركلات الترجيح، كما صنع هدف الفوز الوحيد في شباك السنغال بدور المجموعات، والذي ترجمه يوسف البلايلي بتسديدة عبرت مباشرة بالجزائر إلى الدور الثاني.

وإلى جانب محارب جالاتا سراي، يبرز اسم مهاجم فنربخشة إسلام سليماني، والذي دافع عن ألوان طيور الكناري الموسم المنصرم، على سبيل الإعارة من نادي ليستر سيتي الإنجليزي، ووثق صاحب الـ31 عاما مشاركته في البطولة بهدف في شباك تنزانيا، وصنع هدفين لأدم وناس لحساب المباراة ذاتها، ليمنح فريقه العلامة الكاملة في الدور الأول، ومسجلا حضورا مميزا في الكان على الرغم من مشاركته في 3 مباريات فقط، بواقع 133 دقيقة.

 

رباعي التيرانجا

وفي المعسكر المقابل، دافع 4 لاعبين عن ألوان الطرف الأخر للمباراة النهائية، وعلى الرغم من كون السنغال الطرف الأفضل فنيا في المباراة النهائية، دون إغفال سيناريو اللقاء بتسجيل الجزائر هدف السبق مبكرا وبعد دقيقتين فقط من انطلاق المباراة، إلا أن الاندفاع الهجومي والسيطرة على مجريات اللعب، لم يشفع لأبناء إليو سيسيه للذهاب أبعد من المركز الثاني، وضياع حلم اللقب الغائب عن خزانة أسود التيرانجا.

وبرز متوسط ميدان بورصا سبور، هنري سيفت طوال مباريات البطولة، بعدما قاد الفريق السنغالي إلى النهائي بجدارة واستحقاق، وكان العنصر الأبرز في رقعة سيسيه، بالمشاركة في 6 مباريات، بواقع 448 دقيقة، صنع خلالها هدفا وحيدا، ولا يعيب أداء صاحب الـ28 عاما، سوى إهدار ركلة جزاء مثيرة أمام تونس في نصف نهائي البطولة، حرمت فريقه من التأهل المباشر إلى النهائي دون الحاجة إلى الوقت الإضافي، الذي أسال عرق أبناء غرب إفريقيا قبل العبور بهدف قاتل من نيران صديقة.

وإلى جانب سيفت، جاء حضور بادو نداي مميزا طوال البطولة، بعدما اعتمد عليه سيسيه في كافة مباريات السنغال السبع، بواقع 590 دقيقة، كان خلالها متوسط ميدان جالاتا سراي رقم صعبا في تشكيل وصيف البطولة، وصمام أمام تتحطم على عتباته هجمات المنافسين، ليبرهن ابن دكار على أنه صناعة تركية عنيدة، بعدما شارك في 99 مباراة بالسوبر ليج طوال مسيرته، وقع خلالها على 21 هدفا، وصنع 13 أخرين.

وحرم وجود ساديو ماني نجم ليفربول وهداف الدوري الإنجليزي، مهاجم قاسم باشا مبايا ديان، من الظهور في التشكيلة الأساسية للفريق السنغالي، إلا أن هداف الدوري التركي الموسم الماضي برصيد 29 هدفا، كان حاضر في المباراة النهائية كأحد الحلول التي حاول بها إليو سيسيه تعديل الكفة وإعادة الأسود للمباراة، إلا أن الوقت لم يسعف صاحب الـ27 عاما لإنقاذ الوصيف لمصير أفضل.

وجاء لامين جاساما، ظهير أيمن جوزتيبه، كأحد الأوراق الرابحة في تشكيلة أسود التيرانجا، بعدما شارك في 5 مباريات للفريق السنغالي بواقع 470 دقيقة، صنع خلالها 3 أهداف حاسمة، منحت كتيبة سيسيه الوصول إلى النهائي، ليوثق الدوري التركي أفضلية القماشة التي تنشط بين صفوفه وتصنع الفارق محليا وقاريا.

زر الذهاب إلى الأعلى