العالم الإسلاميمميز

عيدنا رباط.. صرخة مقدسية في وجه المحتل الإسرائيلي

أحداث متسارعة شهدتها مدينة القدس المحتلة، في أول أيام عيد الأضحى عنوانها العريض إفشال المقدسيين المرابطين محاولات المستوطنين الإسرائيليين في اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك.

ولم تكن همجية الاحتلال الإسرائيلي غريبة كالعادة، إذ قامت بالهجوم والاعتداء على المصلين بإطلاق الأعيرة النارية والقنابل الغازية والصوتية، ما أدى لوقوع نحو 61 جريح، موثقين لدى فريق الهلال الأحمر، كما اعتدت بالضرب على رئيس مجلس الأوقاف عبد العظيم سلهب والمفتي العام محمد حسين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عدنان الحسيني، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل اعتقلت عددًا من المرابطين المقدسيين.

ووسط تلك الأحداث، بدا واضحًا إصرار المقدسيين المرابطين الذين رفعوا شعار “عيدنا رباط”، تأكيدًا منهم على الوقوف في وجه المستوطنين الإسرائيليين، الذين كانوا يعدون العدة عشية عيد الأضحى لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه، إلا أن المرابطين ورغم قلة حيلتهم تمكنوا بفضل تلاحمهم ووقوفهم وقفة رجل واحد من ردهم على أعقابهم أذلاء خائبين.

ومع ساعات الصباح الأولى، توافد آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد، التي تم تأخيرها ساعةً كاملة، تلبية لدعوة الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف ودار الإفتاء في القدس المحتلة، والتي طالبت بإغلاق المساجد جميعها وأن تكون صلاة العيد فقط في المسجد الأقصى.

ونقلت مصادر فلسطينية حقوقية عن لجان المقاومة الفلسطينية قولهم إن “اقتحام المسجد الأقصى بقوة السلاح وتدنيسه، هو استهتار بمشاعر المسلمين، في حين أن تصدي المرابطين، يعد تأكيداً على إسلامية وعروبية القدس والمسجد الأقصى المبارك نفديه بالمهج والارواح”.

وقال عمر القيصر الناشط في الشأن الفلسطيني لـ “وكالة أنباء تركيا ” إنه “في عيد الأضحى نتذكر أن هذه أمة لم تتوقف عن بذل التضحيات لأجل عزتها وكرامتها، ونتذكر أسرانا وأحرارنا في سجون الاحتلال والظلم”

وأضاف “ها هي عصابة بني صهيون تدنس الأقصى بالتزامن مع قصف جوي على المسلمين في ريف حماة وإدلب بأول أيام عيد الأضحى المبارك، وهذا يدفعنا للقول إن الطرق تختلف ولكن والعدو واحد”.

وأكد القصير أن “خيارنا المقاومة فقط ورفض كل أنواع التهدئة، ففرح المطبعين من العربان اليوم واضح على تويتر فهم يدعون للعدو الصهيوني إلى قتل الفلسطينيين والتمكين ويصفون الصهاينة بالأبرياء”.

ووسط تلك الأحداث، نقل المصدر ذاته عن وزارة الخارجية الفلسطينية، مطالبتها المجتمع الدولي بضرورة تحرك عاجل لحماية الأقصى من محاولات تهويده وهدمه.

من جهتها اعترفت القناة 13 العبرية، بإصابة 4 من ضباط شرطة الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات مع فلسطينيين يحاولون منع اقتحام المستوطنين للأقصى.

وتعليقًا منه على تلك التطورات في المسجد الأقصى وعزيمة المرابطين في صد محاولات المستوطنين المدعومين بقوات الاحتلال من اقتحام المسجد قال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس لـ “وكالة أنباء تركيا” إن “ما حدث اليوم يؤكد أن القدس هي جوهر الصراع وأن المسجد الأقصى هو عنوان القضية”.

وأشار إلى أن “الاحتلال يقوم بجس نبض شعبنا بين الحين والآخر في هذا الموضوع، ويشجعه على ذلك تراجع الموقف الرسمي العربي وحالات الهرولة للتطبيع معه”.

وتابع بالقول “مع ذلك في كل مرة يثبت شعبنا عموما والمقدسيون خاصة، أنهم قادرون على المواجهة والتحدي رغم ضعف الإمكانات وقلة النصير”

مؤكداً على أن “المرابطون فعلهم عظيم وهم محل تقديرنا واحترامنا، إلا أن تركهم وحدهم في الميدان غير مقبول”.

وشدّد بدران في ختام حديثه على أن “القدس قضية الجميع، وتبقى أهم خطوات الدفاع عنها هو في إطلاق يد المقاومة في الضفة المحتلة، من خلال وقف التنسيق الأمني فورا، والاتفاق وطنيا على خطة مقاومة متكاملة في كل المجالات”.

زر الذهاب إلى الأعلى