وزير مصري سابق: مذبحة رابعة هدفت إلى إسكات المصريين للأبد

وصف وزير التخطيط والتعاون الدولي في مصر سابقاً الدكتور عمرو دراج، يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة بـ”اليوم التاريخي” لدرجة القتل غير المسبوق وإسالة الدماء.

كلام دراج جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا” بالذكرى السادسة للمذبحة التي ارتكبتها قوات من الشرطة والجيش المصريين إبان الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي.

وقال دراج إن “مذبحة رابعة ليست حالة قمعية يمكن أن تنسى، بل أصبحت جزءاً من ذاكرة المصريين، ونقطة تحوّل في نظرتهم للأمور”

وأضاف أن “النظام الانقلابي كان يستهدف من خلال هذه المذبحة، ليس فض الاعتصامين فقط، ولكن إسكات صوت المصريين للأبد، وتكريس سياسة التخويف والترويع والقتل في نفوسهم”.

ولفت دراج في سياق تأكيده على سياسة القتل والترويع الممنهجة التي يتبعها نظام السيسي إلى أن “أعداد القتلى في مصر بعد مجزرة رابعة، أكثر بكثير ممن قتلوا خلال فض الاعتصامين في ميداني رابعة والنهضة”.

وشدد على أن “مجزرة رابعة كانت حجر زاوية في تكريس سيطرة النظام الانقلابي على الأوضاع الداخلية في البلاد”، مشيراً إلى “امتداد سياسة القمع لتشمل جميع شرائح المصريين بمن فيها من أيّد الانقلاب العسكري في ذلك الوقت”.

ورغم أن “السياسة القمعية التي انتهجها نظام السيسي قد نجحت في إسكات صوت المصريين في الوقت الحالي، إلا أنها تزيد من درجة الغضب وعدم الرضا خاصة إذا أضفنا إليها عوامل الفشل الأخرى من النواحي الاقتصادية والاجتماعية” بحسب دراج.

دعم دولي غير مسبوق للسيسي

ووصف دراج الموقف الدولي من نظام السيسي بأن “دول العالم قدمت للسيسي دعماً غير مسبوق، يتغاضى عن كل درجات القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في مصر اليوم، مما يمهد الطريق أمام نظام السيسي لممارسة هذه الانتهاكات بشكل أكبر”.

مضيفاً أن “حكومات العالم تغلق الباب أمام أي صوت معارض لنظام السيسي الموجود، يريد أن يتحدث ويوصل صوته إليها، أياً كانت توجهات هذه الجهات المعارضة”.

5 ملايين مصري جديد تحت خط الفقر

وقال دراج إن “الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن الحكومة المصرية تشير إلى ارتفاع نسبة الفقر في مصر من 27% إلى 32%، مما يعني أن 5 ملايين مصري جديد أضيفوا إلى من يعيشون تحت خط الفقر في البلاد”.

وأشار إلى أنه “يجب أن يدرك كل شرفاء مصر حتى المرتبطين في النظام، أن مصلحة مصر ليس في بقاء هذا النظام”.

الذكرى الأولى لرابعة بعد استشهاد محمد مرسي

وقال دراج إن “أبرز مساهمة قام بها الرئيس محمد مرسي، هي في استشهاده، حيث أظهر من خلال القيمة التي تركها باستشهاده للعالم أجمع، كيف ضحى هذا الرجل بحريته وحياته في سبيل الحفاظ على القيم الرئيسية المتعلقة بحرية المصريين”.

وأضاف أن “صمود الدكتور مرسي، دفع كثيرين إلى إعادة تقييم تجربة الدكتور مرسي، ورؤيتها من جوانب مختلفة، كما ظهر ذلك في مواقف بعد الشخصيات التي كانت تعارض الرئيس مرسي”.

وختم دراج قائلاً إن “تضحية الرئيس مرسي كانت عاملاً مهماً دفعت إلى البدء بالتنسيق والعمل بشكل جدي على تخليص مصر مما هي فيه الآن”.