
يصادف، اليوم الخميس 16 آب/أغسطس، الذكرى السنوية 463 لافتتاح مسجد السليمانية، أحد أشهر مساجد مدينة إسطنبول، الذي يصفه الكثيرون أنه “المسجد العظيم” الذي يحمل رسالة الإسلام بالعظمة والبساطة في آن واحد.
بدأ تشييد المسجد بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1551، وافتتح في مثل هذا اليوم عام 1556، في منطقة السليمانية، على تلة “أمينونو” في القسم الأوروبي من إسطنبول.
ويحتل المسجد موقعا مميزاً وبارزاً في إسطنبول، فقد بني على ربوة مرتفعة تطل على مضيق البوسفور وخليج القرن الذهبي وعلى الجزء الآسيوي من إسطنبول.
المعماري العثماني الشهير معمار سنان، أشرف على هندسة ومبناء المسجد، وهو ابن 85 عاما، وقد استعان يومها بأفضل المهرة والحرفيين وأشهر المعماريين والفنيين الذين جاؤوا من كافة أطراف الدولة العثمانية.
وقد تم استخدام العديد من التقنيات المعمارية المتقدمة في بناء المسجد حيث يقوم هيكله على توازن هرمي يجعل مظهره منسجما متجانسا من أي زاوية يُنظر إليه منها.
للمسجد 4 قِباب تشير إلى موقع السلطان سليمان كرابع سلطان تولّى السلطنة بعد فتح إسطنبول، ولهذه المآذن 10 شرفات تشير إلى كونه السلطان العاشر في الحقبة العثمانيّة.
وبالرغم من أن مسجد السليمانية كبير إلى حد ما إلا أن البساطة تغلب عليه من الداخل، ولعل أول ما يلفت النظر داخله هو قبته الكبيرة التي يبلغ ارتفاعها 53 مترا، وقطرها 26.5 مترا، وتعتبر أكبر قبّة بين قباب المساجد التاريخية في إسطنبول، حيث ترتكز على 4 أعمدة.
ويعتبر مسجد السليمانية من أكبر المجمعات العمرانية المتكاملة في إسطنبول، حيث تفضي ساحته الخارجية الكبرى بأبوابها الـ 11 إلى مجموعة من المكتبات والحمامات التركية والمتاجر، والمدارس القرآنية.
كما يضم المسجد ضريح السلطان سليمان القانوني وعائلته، وإلى جانبه ضريح المعمار سنان.
ويعتبر المسجد اليوم من أهم المعالم السياحية التي يقصدها ملايين السياح العرب والأجانب سنويا.