قال الشيخ محمد زياد التكلة، إن “ما يثلج الصدور أن تكون حاضرة من حواضر العالم الإسلامي الكبرى مثل مدينة إسطنبول، هي التي ترعى المجالس الريادية في قراءة الحديث، لكونها كما كانت سابقا مركز الخلافة الإسلامية”.
كلام الشيخ التكلة، جاء في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، على هامش الدورة العلمية التي نظمتها رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق في مسجد كوجاتي بيه، بالتعاون مع دار الحديث في وقف سنان باشا، السبت الماضي، برعاية واستضافة من وقف العلم والثقافة والمعونة الاجتماعية والبيئة (İlkseç Vakfı)، والتي تضمنت إقامة مجالس قراءة وسماع صحيح البخاري كاملًا، بحضور مجموعة من علماء الدين وطلاب العلم، وذلك في ولاية إسطنبول التركية.
وأضاف الشيخ التكلة “إننا اليوم نلاحظ أن من يحضر هذه المجالس مباشرة من 43 دولة، وأما الذين أيضا يتابعونها على مستوى العالم فهم بالآلاف، سواء من جنوب إفريقيا أو من الداخل السوري أو حتى من لبنان وغيرها من الدول العربية،حيث يتابعون هذا المجلس بالصوت وبعضهم بالصوت والصورة”.
وتابع قائلًا إن “إشعاع هذا المكان لا يقتصر على هذا المسجد المبارك ولكن ينتقل عبر الأثير إلى مناطق كثيرة في العالم الإسلامي، ليستفيد كثير من المسلمين الذين لم تواتهم الظروف الحضور شخصيا إلى هذه الدورة”، مؤكدًا أن “هذا شيء يُسر به الإنسان، ونسأل الله أن يبارك ويعيد أمجاد هذه المدينة كونها رائدة في العلم والخيرات”.
وشهد مجلس قراءة وسماع صحيح البخاري كاملًا في هذه الدورة العلمية، إقبالًا واسعًا من طلاب العلم، وقال الشيخ التكلة في هذا السياق، إن “هذا الإقبال يدل على رغبة الناس وتعلقها بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ويرى فيها الإنسان صدق قوله تعالى (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)”.
وأضاف، أن “صحيح البخاري تعرض قبل بضعة شهر إلى هجمة من بعض الإعلاميين الجهلة في هذا الشأن، وبالتالي فإن تتبع الناس وتعطشها لمعرفة سنّة النبي محمد عبر هذا الكتاب الذي يعتبر أهم وأوثق كتب السّنة النبوية، يدل دلالة خير على تعطش الناس و حرصها على ذلك”.
وعن سبب تسمية مجلس العلم باسم الشهيد محمد وليد العلي، أوضح الشيخ التكلة، أن “الشيخ الدكتور محمد وليد العلي هو من أحد وجوه وأعيان المشايخ في دولة الكويت، وكان رحمه الله تعالى مدير مجلس قراءة الحديث في دورات الكويت المشهودة والتي انطلقت عبرها كثير من المجالس عبر العالم الإسلامي، كما كان إماماً وخطيباً للجامع الكبير في دولة الكويت ودكتوراً في كلية الشريعة هناك، وكان في كل إجازاته يذهب إلى إفريقيا للدعوة والإغاثة، ونشر الله على يديه الخير الكثير”.
وتابع أنه “تم استهدافه منذ سنتين في هجوم غادر مسلح، فاستشهد بعد أن ترك أثراً كبيراً في الكويت والعالم الإسلامي، لذلك أسمينا المجلس باسمه، وفاءً له”.
وأضاف “نحمد الله عز وجل أن مظاهر الإسلام تنتشر بشكل كبير، ونسأل الله مزيداً من التوفيق للدولة التركية، لأنهم يرعون هذه المجالس وخاصة من قبل بعض الوقفيات”.
وختم بالقول إن “من ينظر في التاريخ الإسلامي يعرف أن كثير من الدورات الكبرى لمجالس السماع كانت برعاية السلاطين والهيئات الوقفية والأعيان والأمراء، فرعاية الدولة التركية لمثل هذه الأمور أمراً يُشكَرون عليه ونسأل الله لهم مزيداً من السداد والتوفيق”.
يشار إلى أن الشيخ محمد زياد التكلة، أخرج نحو 80 كتابًا في الحديث، وهو محاضر زائر في معهد ماركفيلد للدراسات العليا في بريطانيا.