مميز

عدنان مندريس.. رحلة الرجل الأول في الدولة التركية الحديثة

ولد الرجل الأول في الدولة التركية الحديثة علي عدنان ارتكين مندريس عام 1899 م في مدينة ايدن التركية، وبدأ حياته السياسية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال اتاتورك مؤسس الدولة اتركية الحديثة.

ترشح مندريس إلى البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري متمسكا بمبادئ العلمانية، لكنه انفصل عن الحزب عام 1945 إلى جانب نواب آخرين هم جلال بايار، ومحمد فؤاد كوبريلي ليشكلوا حزبا جديدا هو “الحزب الديمقراطي”، متحدّين إجراءات منع الأحزاب آنذاك.

شارك الحزب الجديد في الانتخابات النيابية وحصل على 62 مقعدا، ليعود ويشارك في الانتخابات عام 1950 ويفوز بأغلبية المقاعد، ليتمكن مندريس من تشكيل حكومة جديدة وضعت حدا لهيمنة حزب الشعب الجمهوري.

خاض مندريس حملته الانتخابية على أساس عدم تدخل الحكومة في شؤون القطاعات الخاصة كما كان يحدث في السابق، ووعد بتخفيف الإجراءات العلمانية الصارمة، وإعطاء المزيد من حرية الإعتقاد والديمقراطية، وبعد فوزه قام مندريس بالإجراءات التالية:

  • أدخل التكنولوجيا الزراعية إلى الأرياف، فأرسل الجرارات والحاصدات إلى الفلاحين كما وزع عليهم الأسمدة الكيمياوية، وأرسل اليهم مرشدين زراعيين.
  • انشأ مندريس العديد من السدود الكبيرة بمعدل سد في كل منطقة تقريبا، حتى أخذت تركيا تتصدر الدول الأوروبية والشرق الأوسط في إنتاج القمح والبندق والتين المجفف والعنب والقطن والشاي ومختلف أنواع الفاكهة والخضار.
  • أنشأ العديد من مخازن الحبوب، كما ربط جميع القرى بشبكات طرق، وانشأ معامل النسيج ومعامل عصير الفواكه ومعامل الأسمنت ولوازم البناء ومصانع الأحذية ودباغة الجلود ومعامل الصابون والأدوية.
  • أدخل تركيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
  • أعاد الأذان إلى اللغة العربية.

في صباح 27 مايو/أيار عام 1960 تحرك الجيش التركي ليقوم بأول انقلاب عسكري خلال العهد الجمهوري، حيث سيطر على الحكم 38 ضابطا برئاسة الجنرال جمال جورسيل، وأحال الانقلابيون 235 جنرالا وخمسة آلاف ضابط بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، وتم وقف نشاط الحزب الديمقراطي واعتقل رئيس الوزراء عدنان مندريس ورئيس الجمهورية جلال بايار مع عدد من الوزراء وأرسلوا إلى سجن في جزيرة “يصي أدا”.

بعد محاكمة صورية تم سجن رئيس الجمهورية مدى الحياة فيما حكم بالإعدام على مندريس ووزير خارجيته فطين رشدي زورلو ووزير ماليته حسن بلاتقان، وكانت التهمة هي اعتزامهم قلب النظام العلماني وتأسيس (دولة دينية).

في اليوم التالي لصدور الحكم في 17 أيلول/سبتمبر عام 1960 تم تنفيذ حكم الإعدام بمندريس. وبعد أيام نفذ حكم الإعدام بوزيريه، ودفنت جثامين الثلاثة في الجزيرة ذاتها حتى التسعينيات حين جرى نقلها إلى إسطنبول حيث دفنت هناك وأعيد الاعتبار لأصحابها بجهود من الرئيس التركي السابق تورغوت أوزال.

زر الذهاب إلى الأعلى