تخبط واضح يعيشه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ترجمه من خلال تغريدات متناقضة عن تركيا، عقب الكشف التركي عن عملية مرتقبة بشكل منفرد شرقي الفرات، بهدف طرد عناصر تنظيم PKK/PYD الإرهابي.
وكان ترامب قد غرد أمس الإثنين على حسابه في “تويتر” قائلا إن “ما أكدت عليه بشدة سابقا، وللتجديد فقط، سأدمر وأهدم الاقتصاد التركي (مثلما فعلت ذلك سابقا) في حال فعل تركيا أي شيء سأعتبره، انطلاقا من حكمتي العظيمة والتي لا مثيل لها، متجاوزا للحدود”.
وأضاف “يجب عليهم أن يراقبوا، مع الاتحاد الأوروبي والآخرين، مقاتلي داعش المحتجزين وعائلاتهم. الولايات المتحدة فعلت أكثر بكثير مما توقعه أحد في أي وقت مضى، بما في ذلك السيطرة على 100% من خلافة داعش”.
فيما أعلن البيت الأبيض، الإثنين أن “القوات الأمريكية لن تدعم العملية العسكرية التركية المرتقبة شمالي سوريا، ولن تشارك فيها”.
جاء ذلك في بيان صادر عن البيت الأبيض، عقب اتصال هاتفي جرى بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب مساء الأحد.
فيما عاد ترامب لمغازلة تركيا من خلال تغريدات أخرى اليوم الثلاثاء أعلن من خلالها أنه سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، مؤكدا على أن تركيا عضوا مهما في حلف “الناتو”.
وقال ترامب في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي في “تويتر”إن “ممثل تركيا سيأتي ضيفا إلى الولايات المتحدة يوم الثالث عشر عشر من نوفمبر”، مؤكدا أنها “عضو مهم في حلف الناتو”.
وأضاف ترامب أن “الكثير من الناس ينسون أن تركيا كانت شريكا تجاريا كبيرا للولايات المتحدة الأمريكية، وهي تساعد في الحقيقة في صناعة الإطار الهيكلي لطائرتنا F-35”.
وختم قائلا إن “تركيا ساعدتنا بشكل كبير في إنقاذ العديد من الأرواح في محافظة إدلب السورية”.
ولم تمرّ سوى دقائق حتى أعاد ترامب التغريد مهاجما تركيا مرة أخرى بقوله “من المعلوم أنه كان لدينا 50 جنديا في القسم السوري ولكنهم ذهبوا… أي إستخدام للقوة من الجانب التركي سوف يضر باقتصادهم، عملتهم هشة، نحن نساعد الأكراد بالمال و الأسلحة”.
وتابع “نحن بصدد مغادرة الأراضي السورية، ولكن بأي حال من الأحوال لن نتخل عن الأكراد، إنهم أشخاص جيدون ومقاتلون رائعون مثل علاقتنا مع تركيا الشريك التجاري وعضو حلف الناتو، جيدة جدا، تركيا لديها الكثير من المواطنين ذو الأصول الكردية”.
وكانت قد أوردت مجلة نيوزويك تسريبا عن مصادر خاصة اطلعت عن المحادثة الهاتفية بين الرئيسين أردوغان وترامب مساء الأحد.
وقال المصدر بحسب المجلة إن “موقف ترامب خلال الاتصال مع أردوغان كان ضعيفا”، مشيرا إلى أن “ترامب لم ينل خلال الاتصال مع نظيره التركي شيئا مقابل موافقته على العملية التركية في سوريا، حيث أن ترامب كان بالتأكيد خارج التفاوض”.
وإذ لفت المصدر، وفق المجلة، إلى أن “إعلان ترامب عن الانسحاب من سوريا ترك وزارة الدفاع الأمريكية في حالة ذهول تامة”، قال إن “ترامب وافق على سحب القوات لجعلها فقط تبدو وكأننا نحصل على شيء، لكننا لا نحصل على شيء”، وأضاف “الأمن القومي الأمريكي دخل في حالة من الخطر المتزايد لعقود قادمة لأن الرئيس ليس لديه تصورات واضحة، وهذا هو بيت القصيد”.