
العالم الإسلاميحدث في مثل هذا اليومهام
بذكرى وفاته الـ779.. محي الدين بن عربي وقصة مسجده مع السلطان العثماني سليم الأول
تصادف، اليوم السبت، الذكرى السنوية الـ779 لوفاة الشيخ المتصوف الكبير “محي الدين بن عربي” الملقب بـ”سلطان العارفين” أحد كبار علماء المسلمين.
وحاز “بن عربي” على شهرة لم تنحصر في حدود العالم الإسلامي، بل اهتم به المسلمون من العرب وغير العرب، كما اهتم به الغربيون وبدراسة كتبه وأفكاره.
من هو الشيخ محي الدين بن عربي؟
- اسمه محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، لقب بـ”الشيخ الأكبر” وينسب إليه مذهب الأكبرية.
- ولد في الأندلس، كان والده علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث، ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف، وكان جده أحد قضاة الأندلس و علمائها.
- جال الشيخ “محي الدين بن عربي” في عدة بلاد ومدن كـ”غرناطة، وإشبيلية”.
- اتجه في عام 598 هجري/1198ميلادي نحو الشرق، وبدأ فترة جديدة في حياته، فحج الى مكة، وبدأ هناك في تأليف كتابه “الفتوحات المكية”.
- طاف مدن الشرق العربي كـ”القاهرة والموصل وبغداد وحلب”، وتزود بالعلم والمعرفة والحكمة على أيدي كثير من علماءها، ودخل في مجادلات مع فقهاء كثر مما عرض حياته للخطر.
- كما طاف خلال رحلته المشرقية في “الأناضول”، والتقى في ولاية قونية التركية بـ “صدر الدين القونوي”، تلميذه المشهور الذي يحتل مكانة خاصة لدى الأتراك والذي أصبح أعظم الشراح والدعاة لآثاره في الشرق.
- بعد أن طبقت شهرة “بن عربي” العالم الإسلامي قاطبة استقر عام 609هـ/1223م في صالحية دمشق وقضى فيها حياته يؤلف ويعلم.
- من أشهر كتبه “الفتوحات المكية”.
- كان له مجالس علم في رحاب دمشق ومدارسها وبين علماء الفقه والعلم.
- توفي “بن عربي” في 28 ربيع الثاني عام 638 هـ الموافق 16 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1240م في مدينة دمشق.
- وري الثرى في تربة “ابن الزكي” في سفح جبل قاسيون.
- كانت جنازته يوما حاشدا مشهودا، بمشاركة والي دمشق وجمهور الأمراء والوزراء والعلماء والفقراء.
- توفي “بن عربي” تاركا وراءه عددا هائلا من المؤلفات يتجاوز الـ400، تبدأ من الرسائل الصغيرة، والخطابات المكونة من بضع صفحات إلى “الفتوحات المكية” الضخم ذي المجلدات العشرة، إلى جانب المقالات الفلسفية المجردة الى الأشعار الصوفية.
- يذكر أن حي الصالحية الذي استقر “بن عربي” فيه حي مشهور يقع وسط مدينة دمشق، وقد تم تأسيسه في القرن الـ6 الهجري، من قبل بنو قدامة الفلسطينيون المقادسة الذين أتوا الى دمشق هربا من الصليبيين أنذاك والذي أصبح في العهدين الايوبي والمملوكي مدينة للعلم.
زيارة السلطان سليم الأول إلى دمشق وبناء مسجد الشيخ الأكبر
- اهتم السلاطين العثمانيون بـ”بن عربي”.
- بنى السلطان سليم الأول الغازي مسجدا على ضريح “بن عربي” عام 924 هـ، تكريما لهذا العالم الكبير.
- كان ضريح “الشيخ الاكبر” مهملا قبل أن يبني السلطان العثماني سليم هذا المسجد.
- أمر السلطان العثماني ببناء المسجد وتعهده بالرعاية والاهتمام وهو الأمر الذي استمر عليه من بعده سلاطين وولاة الدولة العثمانية.
- صمم المسجد المهندس شهاب الدين بن العطار باشراف القاضي ولي الدين بن الفرفور، وبوشر بالبناء في 26 رمضان سنة 923 هـ.
مسجد الشيخ محي الدين بن عربي.. أول مسجد عثماني في دمشق
- يقع جامع الشيخ “محيي الدين بن عربي” في منطقة الصالحية، التي تعرف اليوم بـ”منطقة الشيخ محي الدين”.
- هو مسجد كبير يعرف بأسماء مختلفة منها: الجامع السليمي نسبة إلى السلطان سليم الأول، والجامع المحيوي نسبة للشيخ محيي الدين.
- ارتفعت أعمدة الجامع ونصب المنبر في 24 محرم عام 924 هـ، حيث أديت فيه أول صلاة جمعة، بإمامة ابن الفرفور وحضور السلطان سليم الأول الذي زار دمشق لهذه المناسبة بالتحديد.
- لا يزال جامع الشيخ محي الدين في صالحية دمشق يحتفظ بالكثير من معالمه القديمة، كالأعمدة، والمآذن، والجدران المزخرفة والمزينة على الطريقة العثمانية القديمة.
بناء التكية السليمية
- بنيت مقابل المسجد تكية للفقراء وسميت بالتكية السليمية (نسبة إلى السلطان سليم العثماني)،
- واشتملت على بيت للفقراء من الرجال وآخر للنساء، و3حواصل للمؤن، ومطبخ كبير وفرن يخبز قنطارين في اليوم و150 كلغ من اللحم، وفي يوم الخميس يطبخون الرز المفلفل مع اللحم، ومعه رز بعسل، بحسب المؤرخ الدمشقي ابن طولون الصالحي.
- لاتزال التكية السليمية مقابل المسجد قائمة إلى اليوم، ولاتزال التكية تعمل منذ 5 قرون من دون توقـف يذكر تقدم وجبة اسبوعية من حساء اللحم والقمح صباح كل خميس لنحو 4000 شخص في القدور ذاتها، التي ورثت من العهود السابقة.
- يذكر أن التكية احترقت في عهد السلطان سليمان القانوني ابن السلطان سليم الأول، وقام بتجديدها سنة 960 للهجرة، كما هو مثبت في الرخامة العثمانية الخضراء المعلقة حتى اليوم، أعلى بابها.
ناعورة جامع الشيخ محي الدين بن عربي
- على مقربة من المسجد توجد ناعورة ماء، كانت مهمتها رفعفيها المياه من نهر يزيد إلى المسجد والتكية من دون توقـف.
- اضطلعت الناعورة بهذه المهمة على مدى 4 قرون، إلى أن توقفت عن العمل نهائيا عام 1908 حين بدأت مصلحة المياه العثمانية بضخ مياه عين الفيجة إلى المنطقة.