أهدى الطفل الفلسطيني عبد الرحمن السيد (8 أعوام) أغنية إلى معلمته التركية خديجة ترك أرسلان، بعنوان “عندما تأتي معلمتنا تتفتح كل الأزهار”، وذلك بحرفية عالية وبأسلوب ملفت للانتباه وباللغة التركية.
وتأتي خطوة السيد بمناسبة عيد المعلم التركي، الذي يصادف في الـ 24 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، إذ تحتفل المدارس التركية بيوم المعلم، كما يشكل هذا اليوم فرصة للتعبير عن تقدير الأولياء والتلاميذ لدور المعلم في بناء الأجيال.
وحول تلك الهدية الفريدة من نوعها قال والد الطفل عبد الرحمن الدكتور أحمد السيد مديرية “أكاديمية قلم “في إسطنبول والذي كتب كلمات الأغنية لولده عبد الرحمن، إنه “لا يختلف أحد على قداسة مهنة التعليم وعلى الرابط العاطفي الموجود بين الطالب والمعلم ، هذه العواطف التي يعجز أحيانا أبناؤنا العرب تحت قيود اللغة عن إيصالها لمعلميهم، فتبقى حبيسة صدورهم وربما يحسبهم أصدقاؤهم الأتراك ومعلموهم لا يحملون لهم تلك المشاعر”.
وتابع السيد قائلا لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “لذلك أردت أن أكتب كلمات الأغنية بنفسي ليغنيها ولدي العربي، متجاوزا بذلك حواجز اللغة والخجل والاحساس بأنه من كوكب آخر، معبرا عن مشاعره تجاه معلمته وأصدقائه بلغتهم، ليقول لهم إنني أحبكم ولا أختلف عنكم، وإنني وإن طال صمتي وتلعثمت بالحديث، أحمل في صدري الكثير من المشاعر والكثير من المواهب والقدرات والإمكانيات، التي قد تحتجب حينا خلف ستار اللغة”.
وأضاف السيد “أردت أن يعرف الآباء أن أطفالنا متميزون ومحبون، وقد لمست هذا الأثر مبكرا وأنا أتلقى ردود الأهالي الأتراك على الأغنية، وإعجابهم بلغة عبد الرحمن وطلاقته وابتسامته وصوته”.
ووجه السيد رسالة للمعلم التركي ولتركيا وشعبها قائلا “إنني في عيد المعلم التركي أتوجه بأكبر وأعظم تحية للمعلم أينما كان، لأنه يبني أقدس ما نملك في هذه الحياة ويغرس أعظم الغراس، وأتوجه بالتحية للشعب التركي العزيز متمنيا له دوام الأمن والسلام، ولدولة تركيا أتوجه بتمنياتي بأن تتقدم بخطى ثابتة على طريق خططها، وأن تكون بوابة العلم والتعليم والقيم هي بداية الطريق نحو تركيا الكبرى”.
بدوره قال الطفل عبد الرحمن “إنني سعيد جدا بتسجيل الأغنية، خاصة وأنها أول مرة أسجل فيها باللغة التركية”، مضيفا “كنت سعيدا أيضا بمحبة أصدقائي وأمهاتهم بعد أن سمعوا أول مقطع منها، أحب معلمتي انا كتير بحب معلمتي خديجة ترك أرسلان وأتمنى أن تبقى معلمتي دائما”.
ويدرس عبد الرحمن الصف الثالث الابتدائي في مدرسة أحمد كابكلي منطقة باشاك شهير في إسطنبول، جاء مع عائلته التي أصلها من غزة، قبل 7 أعوام، لتحط بهم الرحال في ولاية إسطنبول التركية.
يشار إلى أن تركيا تضع مسألة التعليم في قائمة أولوياتها دوما، حيث تولي تركيا أهمية بالغة للجهود المتبعة في إطار التعليم بهدف الوصول بالتعليم في تركيا للمستوى المطلوب، وتعمل على تطوير المجال التعليمي، وتحديث المفاهيم التعليمية في سبيل التماشي مع الحداثة المعاصرة وتحقيق مزيد من الرقي والتطور.