حدث في مثل هذا اليوممميزمنوعات

قونيا.. انطلاق فعاليات إحياء ذكرى وفاة “جلال الدين الرومي”

انطلقت، اليوم السبت، في مدن ولاية قونيا وسط جنوبي تركيا، مراسم إحياء الذكرى 746 لوفاة العالم الإسلامي جلال الدّين الرومي، مؤسس الطريقة المولوية والملقب بـ”مولانا”.

وتدوم مراسم إحياء ذكرى وفاة الرومي كل عام عشرة أيام، من 7 إلى 17 كانون الأول/ديسمبر، ويشارك في إحياء الذكرى الآلاف من الزوار من داخل وخارج تركيا من محبي الرّومي.

وعلى مدار عشرة أيام، تشهد قونيا فعاليات ونشاطات مختلفة ومتميزة، بهدف التعريف بأكبر عالم متصوف، من خلال العديد من المعارض والندوات والمحاضرات والدروس التي تلقى باللغات الثلاث التركية والعربية والإنجليزية.

وقال مدير الثقافة والسياحة في ولاية قونيا، عبد الستّار يارار، في تصريحات إعلامية، اليوم، إن “فعاليات مراسيم إحياء ذكرى وفاة الرومي، تحظى بإقبال كبير من قبل السياح الأتراك والأجانب، كما سيشارك سفراء 27 دولة في يوم الختام 17 كانون الأول/ديسمبر الجاري”.

وأشار إلى أن “هذه الفعاليات ستتضمن 1118 برنامجا موزعا على كل مدن الولاية، منها 12 معرضا وندوات ومؤتمرات ومسرحيات، وعروضا للرقصة المولوية (التي ترمز للتسامح)”.

مولانا “جلال الدّين الرومي” في أسطر:

– ولد جلال الدين الرومي، واسمه محمد بن محمد بن حسين الخطيبي، يوم 30 أيلول/سبتمبر 1207، بمدينة بلخ الواقعة في أفغانستان، لأسرة علمية فقد كان والده أحد علماء المذهب الفقهي الحنفي، ولقب والده لمكانته العلمية وقول الحق والانكار على الأمراء والسلاكين الظالمين، بـ”سلطان العلماء”.

– درس العلوم الشرعية منذ صغره على يد والده، ثم تعمق في العلوم الفلسفية ومبادئ علم التصوف على يد شيوخ الشام لما سافر مع عائلته إلى الشام.

– انتقل الرومي مع أسرته من مدينة لأخرى، حتى وصلوا لتركيا، واستقروا في قونيا التي كانت عاصمة “سلاجقة الروم” وأقام هناك فلقب بـ”الرومي”.

– تميز  بنباهته ونبوغه واطلاعه الواسع بفضل ثقافته العربية والفارسية المتنوعة، فاشتغل بالفتوى والتدريس واستمال الناس وتلامذته بعلمه وزهده ولقبوه “إمام الدّين” و”عماد الشريعة” و”سلطان العارفين” من سعة العلوم والمعارف التي حملها.

– التقى عام 1244، بالشيخ شمس الدين التبريزي أحد رموز التصوف، ودخل على يديه إلى تاريخ التصوف العالمي، ونشأت عن علومه في تركيا طريقة صوفية تسمى “المولوية” وانتشرت هذه الطريقة فيما بعد في مختلف أنحاء العالم.

– كتب الرومي ديوان شعري معروف بـ”مثنوي معنوي” والذي تضمن مئات الآلاف من الأبيات الشعرية عن العشق الإلهي من منظور صوفي، وعن قضايا عديدة في الفلسفة.

– توفي في قونيا يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 1272، تاركا وراءه عدة مؤلفات بين شعر ونثر، ناقش فيها العديد من المسائل الصوفية والفلسفية والأدبية، أهمها “ديوان شمس الدين التبريزي” و”الرباعيات” وغيرها.

– لا تزال أشعاره تلقى رواجا كبيرا في العالم خاصة تركيا، وإيران وأفغانستان، وتحظى باهتمام من قبل المسلمين وغير المسلمين، حيث نال، عام 2014، في الولايات المتحدة الأمريكية، صفة “الشاعر ذي الأعمال الأكثر مبيعا في العالم”.

– وبعد مرور 746 عام على رحيله، يبقى العالم جلال الدين الرومي، أهم شعراء وأعلام التصوف الفلسفي في التاريخ الإسلامي، وأكثرهم تأثيرا على مر العصور، ومثالا عظيما للتسامح، حيث وصف أنه العالم ذو الرؤية الرسالية العالمية التي تخاطب كافة حضارات العالم باعتبارها مصدر الهام لكل الناس.

 

زر الذهاب إلى الأعلى