في يومها العالمي.. مدرس لغة عربية: إنها من كلام أهل الجنة
يحتفل العالم في يوم الـ 18 كانون الأول/ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي للغة العربية، التي تعتبر من أكثر اللغات انتشارا في العالم حيث يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة ومنها تركيا.
وتقرر الاحتفال بيوم اللغة العربية بعد أن تم، في مثل هذا اليوم من العام 1973، صدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدراج اللغة العربية كلغة رسمية ولغة للعمل داخل الأمم المتحدة، حسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) .
وفي هذا الصدد قال الخبير والمدرب اللغوي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في تركيا الأستاذ فراس السقال، إنه “يجدرُ بكلّ مُسلم آمن بالقرآن العظيم، وبالنبي الكريم محمد (ص)، أن يتعلم تلك اللغة التي نزل بها كتاب ربه عز وجل، ويتعرّف على لسان نبيه الأعظم، ولسانِ الصحابة والتابعين ، تلك الثُّلةِ الكريمة التي نشرتْ الدينَ في أرجاء العالم، فقامت الدعوة على أكتافهم ، إذ قال ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله: وإنّما يَعرِفُ فضْلَ القرآن مَنْ عرفَ كلامَ العربِ، فعرف علمَ اللغةِ، وعلمَ البيان”.
وأضاف السقال في حديثه لـ “وكالة أنباء تركيا”، أن “المتعلّم للغة العربية يستطيع أن يصلَ إلى أقربِ درجةٍ يفهمُ بها القرآنَ الكريم والسنَّةَ المعطرة والعلومَ الإسلامية، و قال أحد العلماء رحمه الله: معلومٌ أنّ تعلمَ العربيةِ وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، لأنّه لا تُفهم العلوم الإسلاميّة إلاّ باللّغة العربيّة”.
وأشار السقال إلى أن “اللغة العربية جعلتْ كِبار علماء البشريّة تركَ لغاتهم وتعلمَها، كأصحاب الكتبِ الستّة (البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابنِ ماجه) وغيرِهم رحمهم الله تعالى”.
وتُعتبرُ اللّغةُ العربيةُ من اللّغاتِ المُقدّسةِ، بل تُعتبر من أقدسِ اللّغاتِ الأربعةِ :السّريانيّةِ واليُونانيّةِ والعبرانيّةِ والعَربيّةِ، لأنّها غنيّة بالكلماتِ والمُترادفاتِ والتشبيهِ والمَجاز، وقد فاقتْ غيرها من اللغات، حيث ظهر في تلك اللغات التبديلُ والتحريفُ والتزييفُ والتهجينُ، حسب السقال.
ولفت السقال إلى أن “اللغة العربية ليست لغةً علميةً فحسب بل هي لغة نفسيّة، حيث قال أحدُ علمائها: إنّ من تعلم اللغة العربية رقَّ طبعه، وقال عمر : تعلَّموا العربيّة فإنّها من دينكم”.
كذلك اللغة العربية هي لغة أهل الجنّة، حيث قال الفارابي: إنّها من كلامِ أهلِ الجنّةِ، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً.
وختم السقال حديثه بتوجيه رسالة للشعب التركي قال فيها “أقول للأخوة الأتراك اليوم إنه عليكم ألا تتغافلوا عن دور الدولة العثمانية في حفظ اللغةُ العربيةُ، فقد جعلتها لغةً رسميةً في الدولة، وكانت تُدرَّسُ في المدارسِ والكتاتيبِ والمساجدِ، ومعظم السلاطين والولاة العثمانيين كانوا يتقنون اللغة العربية بشكل جيد، ويشجعون على تداولها وتعلمها، فاللغة العربية هي لغةُ أحبها وعشقها أجدادِكم، فلا توفروا جهداً في عودتها كما كانت، وعليكم الحفاظ على هذا التراث الأصيل الذي لن تُزيله تغيراتُ العصور والسياسة”.