بلد الشيخ.. قرية فلسطينية دمرها الاحتلال الإسرائيلي على رؤوس ساكنيها
تصادف اليوم، 31 كانون الأول/ديسمبر، ذكرى إحدى المجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينين في النكبة عامي 1947/1948.
ففي 31 كانون أول/ديسمبر 1947، شنت قوة من البالماخ (إحدى العصابات الصهيونية) هجوما على قرية بلد الشيخ، قضاء حيفا، أسفر عن مجزرة بحق أهالي القرية، راح ضحيتها أكثر من 60 شهيدا بين رجل وإمرأة وطفل.
ويوثق الباحث الفلسطيني وليد الخالدي في كتابه “كي لا ننسى” تاريخ القرية قائلا “كانت القرية تقع في سهل حيفا، عند سفح الامتداد الشمالي الغربي لجبل الكرمل، وكان طريق (حيفا- جنين) العام يمر شرقيها، ومثله خط سكة حديد (حيفا- سمخ)، الذي يبعد عنها نحو نصف كيلومتر. وكان ثمة مدرج للطائرات في الطرف الشمالي من أراضي القرية، على بعد نحو كيلو مترين من القرية ذاتها”.
وأشار الكاتب إلى أن القرية سميت باسمها “تيمنا بالشيخ الصوفي الشهير عبد اللّه السهلي، الذي منحه السلطان سليم الأول جبايات القرية في الأيام الأولى من الحكم العثماني في فلسطين”.
وعن المجزرة، قال الكاتب إنه “في 31 كانون الأول/ديسمبر 1947، أمرت قوة قوامها 170 رجلا من البلماخ الصهيونية بتطويق القرية، وإلحاق الأذى بأكبر عدد ممكن من أهاليها، وتخريب ممتلكاتهم، وواجه أهالي القرية العصابات بما بقي لديهم ذخيرة قليلة، ولكنهم لم يستطيعوا الصمود لفترة طويلة”.
وأضاف الباحث، أن “المهاجمين خلّفوا أكثر من 60 شهيدا، بين رجال وأطفال ونساء، وهدمت عشرات المنازل على رؤوس ساكينها”.
وأكد الباحث أن “أهالي القرية لم يتركوها بعد هذه المجزرة، وبقي الرجال في القرية بينما أجلي النساء والأطفال إلى مكان آمن قريب من القرية، حتى 24 نيسان/أبريل 1948، عندما حاصرت العصابات الصهيونية القرية مجددا وهجرت كل من فيها مشيا على الأقدام نحو عكا”.
وحسب بيانات الأمم المتحدة، “فقد ارتكبت العصابات الصهيونية خلال النكبة أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، استشهد فيها أكثر من 15 ألف فلسطيني، وهجر 800 ألف آخرين عن مدنهم وقراهم”.
وتشير البيانات إلى أن “الفلسطينيين كانوا يقيمون قبل النكبة في 1300 قرية ومدينة داخل فلسطين التاريخية، سيطر الاحتلال الصهيوني على 774 منها، منهم 553 قرية دمرها بشكل كامل، والباقي أخضعه لقوانينه العسكرية”.