منوعاتهام

من إسطنبول.. علماء تركستان الشرقية: قضيتنا شبيهة بقضية فلسطين

احتضنت ولاية إسطنبول التركية، فعالية تضامنية مع مسلمي تركستان الشرقية، نظمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالتعاون مع هيئة علماء فلسطين بالخارج واتحاد علماء تركستان الشرقية.

وكيل اتحاد علماء تركستان الشرقية، محمود محمد، في الكلمة الافتتاحية للفعالية التي أقيمت، مساء الجمعة، عن شكره لحكومة تركيا  “التي فتحت ذراعيها لمسلمي تركستان المستضعفين الذين لجأوا إليها هربا من ظلم الصين”.

ودعا محمد، الدول الإسلامية وعلماءها إلى “اتخاذ موقف واضح من قضية مسلمي تركستان الشرقية”، مضيفا أنه “في عصرنا هذا لا توجد منطقة تعرضت للظلم مثلما تعرضت منطقتنا.. ربما في باقي البلاد الإسلامية يوجد ظلم لكن نحن نتعرض للتعذيب وفي نفس الوقت نتعرض لسلب ديننا”.

وأضاف محمد أن “بعض المسلمين للأسف يشككون في قضيتنا، مصدقين روايات الصين، أننا إرهابيون ونسوا أننا كعلماء من أولوياتنا الحرص على صورة الإسلام والمسلمين”، موضحا أن “الصين استغلت إحدى مجازرها ضد المسلمين والتي راح ضحيتها أكثر من 2000 مسلم، فلمّا دافع الأهالي عن أنفسهم نقلت صور وفيديوهات الأهالي، على أساس أنهم إرهابيون لكن لم تنقل الصورة كاملة، والعالم للأسف صدق روايتها”.

بدوره، طمأن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء، الدكتور علي محي الدين قرة داغي، علماء وأبناء جالية تركستان الشرقية أن “الاتحاد لم ينس يوما قضيتهم”، مضيفا أن “الأخوّة الإيمانية تصهر المسلمين في بوتقة واحدة وليست مجرد شعارات تُطلق أو كلمات تُنطق، ولا خطب تقال ولا عبارات تُرفع”.

وأشار قرة داغي إلى تحركات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، منذ عام 2010، عندما تطور الوضع في المنطقة من خلال التواصل مع رؤساء بعض الدول الإسلامية على غرار تركيا وقطر وماليزيا، وبعض رؤساء الدولة المتعاطفة مع مسلمي الإيغور، ومع هيئات ومنظمات دولية لحقوق الإنسان، وعلى رأسها مجلس الأمن.

وأكد قره داغي، أن “الاتحاد لم ينس يوما قضية مسلمي تركستان الشرقية، لكن مشاكل وقضايا المسلمين كثيرة، لذلك لا نستطيع التركيز على قضية واحدة”، مضيفا “كثرت الجراح وللأسف حكامنا أشغلونا بصراعات وأزمات داخلية في مصر والعراق وسوريا واليمن، كي ننسى قضايا باقي المسلمين في العالم، لكن كونوا على ثقة أننا سنكون مع كل قضايا المسلمين”.

وشهدت الفعالية، عرض فيلم قصير، يتضمن جرائم الصين بحق مسلمي تركستان الشرقية، منها إعدام بعض المسلمين بتهمة السفر إلى دول إسلامية، ومنع كل مظاهر التدين، وفصل أطفال المسلمين عن اهاليهم في سن السادسة والسابعة، ورعايتهم في مراكز تابعة للحكومة الصينية.

من جانبه، سلّط ممثل اتحاد علماء تركستان الشرقية، عبد السّلام عبد الغني، الضوء على انتهاكات الصين من خلال تشويهها التاريخ وتزوير الحقائق، واصفا تركستان الشرقية بـ”شقيقة فلسطين”.

وتساءل في الوقت ذاته “هل يمكن أن نقول لإخواننا الفلسطينيين، تخلوا عن مطلبكم في التّحرر من الاحتلال الإسرائيلي، والتخلي عن علم فلسطين، ورفع علم دولة الاحتلال، حتى تمنحكم الأخيرة بعض الحقوق؟” مضيفا أنه” لمّا طالبنا بالمساواة في الحقوق، أجبرونا على ترك معتقداتنا (في الصين)”.

وشدّد عبد الغني، على “ضرورة معرفة تاريخ القضية، والتّحري بموضوعية، فيما تحاول الصين إيصاله للعالم، قائلا إن “قضية تركستان الشرقية قضية أرض، لها لغتها المختلفة تماما عن اللغة الصينية، ولها حدودها بعيدا عن الصّين، ولها شعبها الذي ينتمي لأعراق مسلمة متعددة، منهم الإيغور والقزاق وغيرهم.. وعام 1949، تعرضت لاحتلال صيني وألقت عليها الصين، اسم (شينجن) بمعنى الحدود الجديدة”.

واختتمت الفعالية بكلمة لوكيل علماء تركستان الشرقية، محمود محمد، والتي دعا فيها المسلمين، إلى الوقوف بجانب مسلمي تركستان الشرقية، الذين سلبت منهم حكومة الصين أرضهم، والآن يحاولون سلب منهم دينهم ومعتقداتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى