رابطة العالم الإسلامي تبكي “هولوكوست اليهود”.. فماذا عن المسلمين المضطهدين؟
زار رئيس رابطة العالم الإسلامي ووزير العدل السعودي السابق محمد العيسىى، برفقة مجموعة من ممثلي الرابطة، معسكر “أشفيتز” في بولندا، تخليدا لما يعرف “بالهولوكوست”، وتضامنا مع دولة الاحتلال الاسرائيلي التي تعتبر نفسها “ممثل اليهود” عبر العالم.
وتتزامن زيارة العيسى والوفد المرافق له، مع استمرار جرائم جيش حكومة ميانمار ضد الأقلية المسلمة في إقليم آراكان، والتي راح ضحيتها آلاف المسلمين وتسببت في لجوء قرابة مليوني مسلم إلى بنغلاديش ودول أخرى، في حين لم تحرك الرابطة ساكنا.
كما تأتي هذه الزيارة في ظل تزايد عدد ضحايا الحرب الدائرة في سوريا منذ 9 أعوام، فضلا عن أكثر من 7 مليون لاجئ، لكن لم تشهد مخيمات اللاجئين السوريين زيارة أي ممثل عن الرابطة، كما لم تشهد سوريا أي تدخل لشيوخها لصالح الشعب المضطهد.
ويتزامن تخليد رابطة العالم الإسلامي “للهولوكوست”، مع استمرار الهند في تنفيذ سياستها العنصرية ضد مسلمي كشمير من خلال عمليات القتل والتعذيب والتضييق، إضافة إلى إلغائها تعسفيا، قانونا يسمح بعودة سكان إقليم جامو وكشمير المهجرين إلى أراضيهم، في حين لم ير مسلمو كشمير والهند أي تحرك أو تضامن من قبل الرابطة.
وفي نفس السياق لم تصدر الرابطة أي موقف تضامني، مع أكثر من 100 ألف يمني راحوا ضحية الحرب الدائرة هناك منذ 5 أعوام، ولم تقدم العون لآلاف اليمنيين الذين أنهكتهم المجاعة والأمراض والأوبئة جراء الحرب.
كما تأتي زيارة العيسى لمعسكر ما يعرف “بإبادة اليهود”، مع استمرار الظلم بحق مليوني مسلم في تركستان الشرقية المحتلة من الصّين، وإبادة الآلاف من الشعبين العراقي والليبي.
وفي الوقت الذي لاقت فيه زيارة العيسى حفاوة كبيرة من قبل شخصيات ووزراء في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ووصفوها “بالتسامح والتعايش لبناء صرح السلام في المنطقة معا” و”التقارب المستمر بين السعودية وإسرائيل بصفتها الممثل لليهود في العالم”، يتذكر الفلسطينيون أرضهم التي سلبهم منهم هذا الاحتلال منذ عام 1948، والإبادة التي تعرض لها سكان قطاع غزة عبر حروب متتالية، والآلاف من الأسرى والمعتقلين في السجون دون وجه حق.
كما تساءل ناشطون فلسطينيونلماذا لم يلبس العيسى عقاله وقميصه الأبيض، ويتوجه إلى القدس للصلاة بأولى القبلتين والتضامن مع بني جلدته، في ظل ما يتعرض له خطيب المسجد الأقصى الشيخ صبري عكرمة وشخصيات مقدسية أخرى، من سياسات قمعية لإبعادهم عن مسجدهم وقدسهم؟ ما دام أنه رئيسا لرابطة العالم الإسلامي؟!”.