دوليمميز

صحيفة بريطانية: سياسة أردوغان الحازمة تهز النظام العالمي

قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، إن “السياسة الحازمة في القضايا الخارجية التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهز النظام العالمي”.

وأشار التقرير الذي نشرته الصحيفة، الإثنين، على موقعها الإلكتروني، إلى أن “أردوغان كان لديه رسالة واضحة بعد قمة الناتو الأخيرة (كانون الأول/ديسمبر 2019) وهي تصميم أنقرة على أن يُنظر إليها كقوة عالمية”.

ونقلت الصحيفة أقواله أمام الجالية التركية في لندن على هامش قمة الناتو، حيث قال أردوغان إنه “اليوم، يمكن أن تبدأ تركيا عمليا بحماية أمنها القومي دون طلب إذن من أي شخص”.

وقالت الصحيفة إن “سياسات أردوغان الخارجية في السنوات الأخيرة بدأت تتبلور باتجاه أكثر حزما، حيث تحدت تركيا حلفاءها الغربيين، وأرسلت قوات إلى شمال شرقي سوريا ضد رغبات الناتو (عملية نبع السلام تشرين الأول/أكتوبر 2019)”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “رغبة تركيا في اكتساب نفوذ أكبر ليست جديدة، لكن السعي الجريء نحو تحقيق هذه الأهداف أثار غضب الزعماء الأوروبيين والعرب على حد سواء”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “فشل ثورات الربيع العربي، بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، والتدخل الروسي في سوريا، دفع تركيا لاتخاذ مواقف أكثر حزما”.

وحسب الصحيفة فإن محللون يشيرون إلى أن “النهج الجديد قد ظهر بعد الانقلاب الفاشل (تموز/يوليو 2016)، وإعاداة هيكلة الجيش التركي والتقليص من حكمه الذاتي”.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا منذ ذلك الحين (الانقلاب الفاشل) اتخذت خطوات أكثر فاعلية في السياسة الخارجية، تتمثل في:

  • ثلاث عمليات عسكرية منفصلة في شمال سوريا (درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام).
  • دعم الدوحة بمواجهة الحصار الذي فرض عليها من السعودية والإمارات.
  • إرسال سفن حربية لمنع شركات النفط الأوروبية من التنقيب عن الغاز شرقي البحر المتوسط.
  • تحدي رغبات حلفاء الناتو عن طريق شراء نظام دفاع جوي من موسكو.
  • تعزيز حضور تركيا في إفريقيا من خلال زيارة أردوغان لدول الجزائر وغامبيا والسنغال.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الخطوة الأكثر إثارة للدهشة من قبل الرئيس التركي هي قرار دعم حكومة الوفاق الليبية، وتوقيع اتفاقيات التعاون العسكري والأمني وإرسال القوات التركية إلى ليبيا”.

وأكدت الصحيفة أن “التدخل في ليبيا حقق رغبة تركيا في الحصول على مقعد على المائدة العليا في محادثات حول مستقبل الدولة التي مزقتها الحرب”، مضيفة أن هذا التدخل لم يرق لواشنطن ولعواصم أوروبية ودول خليجية”.

ونقلت الصحيفة على لسان الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز الدراسات “إدم-EDAM”  ومقره إسطنبول سنان أولجن، إن “خطوات تركيا الأخيرة أمر لا مفر منه، فأي قائد لتركيا في السنوات الأخيرة سيرغب في إعادة تقييم مكانة الأمة في عالم متغير”.

وأشار أولجن إلى أنه “مع انهيار علاقة تركيا مع الولايات المتحدة وعدم الفعالية التامة للاتحاد الأوروبي كشريك أمني، شعرت تركيا أن عليها أن تكون أكثر نشاطًا في محاولة معالجة مخاوفها الأمنية”.

زر الذهاب إلى الأعلى