العالم الإسلاميدوليهام

شمالي سوريا.. البرد يقتل طفلة كانت محمولة على كتف والدها

طفلة صغيرة تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي محمولة على كتف والدها الذي صارع الرياح والثلوج ليصل بها إلى المستشفى

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، بقصة الطفلة الصغيرة السورية، التي لفظت أنفاسها الأخيرة وبقيت على كتف والدها ساعة كاملة دون أن يعرف أنها ماتت، وهو يصارع الثلوج والبرد ليصل بها إلى مستشفى مدينة عفرين شمال غربي سوريا، لإنقاذها.

ونشر قصة الطفلة الصغيرة الدكتور السوري، حسان عدنان، الذي يعمل بمستشفى عفرين، على حسابه في “فيس بوك”، فيما تفاعل آلاف النشطاء مع قصة الطفلة وصورتها، وأعادوا نشرها معبرين عن تأثرهم بقصة وقصة الالاف من الأطفال مثلها في مخيمات النزوح واللجوء.

وكتب الدكتور عدنان قائلا، إنه “اليوم صباحا وصلتنا هذه الطفلة إلى مشفانا بعفرين، خرج والدها بها على الساعة الـ 5 فجرا، من خيمته التي تبعد عن مشفانا بضعة كيلومترات، لأنها تعاني من نزلة تنفسية بسيطة، بعد أن استغرق ساعتين حتى وصل للمشفى”، موضحا أن “والدها حاول تدفئتها بكل الأغطية المهترئة التي يملكها في خيمته”.

وأضاف الدكتور عدنان أنه “بمجرد وصول الأب وطفلته إلى المستشفى، سارعت لفحصها، وعندما كشفنا عن وجهها الملائكي وجدناها مبتسمة لكن كانت بلا حراك”، مشيرا إلى أن “بعد فحصها تبين أنها لفظت أنفاسها الأخيرة منذ ساعة من الزمن، وقد كان الوالد يحمل جثتها على الطريق وهو لا يدري”.

وختم الدكتور عدنان برسالة تحمل عبارات مؤثرة وجهها للمسلمين والعرب وكل البشر على وجه الأرض، “حملهم من خلالها مسؤولية روح هذه الطفلة البريئة وغيرها من أطفال سوريا الذين رحلوا إما تحت القصف، أو بسبب البرد القارص والجوع”.

ومنذ أكثر من 9 أعوام  على اندلاع الثورة السورية، رحل آلاف الأطفال الذين لقوا حتفهم إمّا نتيجة البراميل المتفجرة التي يطلقها النظام السوري وداعميه، أو نتيجة الكيماوي الذي راح ضحيته عشرات المئات من الأطفال، أو نتيجة القصف المستمر، إضافة إلى أطفال آخرين لقوا حتفهم بصحبة أهاليهم في البحار أثناء محاولتهم الفرار من آلة القتل إلى الضفة الأوروبية.

كما رحل عشرات المئات من أطفال سوريا، نتيجة البرد القارص الذي يتعرضون له كل شتاء وهم في مخيماتهم التي لا تفتقد لأبسط شروط العيش، إضافة إلى المجاعة التي أخذت عشرات الأطفال خلال السنوات الأخيرة في المناطق التي حاصرتها قوات النظام السوري.

 

زر الذهاب إلى الأعلى