استبعد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، محمد يحيى مكتبي، أن يكون لتركيا أي دور في عمليات التغيير الديمغرافي في الشمال السوري، محملا نظام الأسد وداعميه روسيا وإيران مسؤولية ذلك.
كما اعتبر مكتبي أن تركيا هي الداعم الرئيس لفصائل المعارضة العسكرية السورية في الشمال السوري، بعد أن تخلى عنهم ممن كانوا يدّعون صداقة الشعب السوري.
كلام مكتبي جاء في تصريحات خاصة لـ “وكالة أنباء تركيا”، حول آخر التطورات في منطقة إدلب على صعيد ميداني وإنساني وموقف الائتلاف السوري من تلك التطورات هناك.
وقال مكتبي إنه “لا يوجد في سوريا جهة تقوم بعمليات التغيير الديموغرافي والتهجير القسري إلا نظام الأسد المجرم وداعميه الروسي والإيراني، وإنه ما كان لأهلنا الذين ينتقلون من مكان إلى مكان وينزحون من قرية لأخرى إلا نتيجة الاجرام المفتوح الذي يمارسه نظام الأسد وداعميه”.
وأضاف مكتبي أن “هذه الحركة للنازحين هي حركة اضطرارية وهي بالمقابل تعبير وتصويت بأرجل النازحين على أنهم لن يعودوا إلى أرض الوطن مهما كانت المشاق ومهما كانت الصعوبات، لذلك نحن متأكدون أنه عندما يكون هنالك جدية في التعاطي السياسي ودفع الحل السياسي قدما نحو الأمام، سيعود مئات الآلاف من أهلنا وشعبنا إلى مناطق سكنهم الأصلية”.
وتابع مكتبي قائلا إنه “لذلك المعوّل عليه هو الحل السياسي ووقف آلة الإجرام المدمرة التي تقصف المشافي والأسواق الشعبية ودور السكن للأهالي، وهذا هو الحل المثالي من أجل أن يكون هنالك بداية إعادة الاستقرار إلى سوريا”.
وفي ردّ منه على سؤال حول ما يشاع عن تخاذل تركيا تجاه فصائل المعارضة العسكرية ما فسح المجال أمام قوات النظام وروسيا للتقدم على أكثر من نقطة استراتيجية قال مكتبي، إن “هذا الكلام عار عن الصحة، ومع الأسف الشديد لم يبق من الحلفاء وممن ادعوا صداقتهم للشعب السوري إلا القلة القليلة التي مازالت تقف معهم وعلى رأسهم تركيا، وخاصة في الجانب العسكري وخاصة بعد توقف غرفتي التسليح الموك والموم”.
واعتبر مكتبي أنه “في نهاية المطاف تركيا دولة لها حساباتها ولها أمنها القومي ولديها نظرتها الى مايجري في سوريا، والحقيقة أنه بشكل عام نتيجة المعارك المستمرة التي لم تهدأ طيلة سنوات مديدة هنالك استنزاف كبير جدا للذخيرة والعتاد في مقابل أن نظام الأسد لديه خطوط مفتوحة للإمداد بالسلاح والعتاد من خلال داعميه الروسي والايراني بل والامداد البشري، ونحن نعلم أن هناك مايقارب من 70 ألف مرتزق جلبتهم إيران للمشاركة في قتل السوريين، ولذلك نحن نقول إننا نعلم ونلمس ان تركيا تفعل كل ما في وسعها ضمن اعتبارات هي تقدرها وهذا الأمر محترم من قبلنا كشأن أي دولة أخرى”.
وعن دور الائتلاف فيما يتعلق بالجهود المبذولة للتخفيف من معاناة مئات الآلاف من النازحين المنتشرين على الحدود السورية التركية أوضح مكتبي، أن “الائتلاف قام بجهود كبيرة جدا فيما يتعلق بوضع إدلب بشكل عام، وكان هناك زيارة لوفد من الائتلاف إلى كل من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في بلجيكا، وتم شرح الكثير من القضايا الميدانية المتعلقة بإجرام الأسد وداعميه وكذلك في الشق السياسي، وتم التركيز بشكل كبير على الشق الإنساني الذي هو العنوان الأبرز والثمن الفادح لإجرام الأسد وداعميه”.
أيضا كان هناك مشاركة من نائب رئيس الائتلاف ديمة موسى، في جلسات في الأمم المتحدة، وأيضا التقت بممثليي 12 بعثة دبلوماسية من بينها تركيا وأمريكا والسعودية وقطر والنيجر وغيرها، وتم شرح المعاناة الكبيرة التي يعانيها أهلنا شمالي سوريا، وطالبنا أن يكون هناك استنفار ومساعدات عاجلة إنسانية لأنه هناك تقصير كبير جدا سواء من المنظمات المعنية أو حتى من الدول، كما أن هناك جهود تقوم بها الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الرحمن مصطفى، من أجل المساعدة بكل ماهو متاح، حسب مكتبي.
وأشار مكتبي إلى أن “ما يجري لأهلنا بعد وصول عدد النازحين خلال أشهر قليلة إلى ما يقارب من مليون سوري، وهذا العبء لا تستطيع أي جهة تحمله بمفردها ويجب أن يكون هناك مساعي من كل الجهات التي تقدم المساعدات الإنسانية للاستنفار لسد حاجة أهلنا وشعبنا، خاصة أننا في وقت الشتاء البارد والقارص والمصاعب الجمة الي يتحملها الأهالي”.
ومنذ عدة أسابيع تشن قوات نظام الأسد المدعومة بغطاء جوي روسي، جملة عسكرية ممنهجة أدت لموجات نزوح كبيرة باتجاه الحدود السورية التركية، وسط ظروف إنسانية غاية في السوء.
وقدر فريق “منسقو استجابة سوريا” الذي يعنى بتوثيق آخر التطورات الإنسانية شمالي سوريا، في بيان، أعداد النازحين بأكثر من 163 ألف عائلة، وذلك في الفترة الممتدة من تشرين الثاني 2019 وحتى 18 شباط الجاري 2020، مشيرا إلى العجز الكبير في قطاع المأوى وقطاع المواد الغذائية وغير الغذائية وفي قطاع الصحة والتعليم والذي تجاوز 97%.