
ما هي اتفاقية “سوتشي” التي أخلت بها روسيا والنظام السوري؟
في أيلول/سبتمبر 2018، توصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقع نص الاتفاق في منتجع سوتشي الروسي في 17 أيلول/سبتمبر 2018، والذي حال دون هجوم عسكري كان يعد له النظام السوري بدعم من روسيا، على محافظة إدلب، شمال غرب سوريا.
وينص الاتفاق على ما يلي:
“الجمهورية التركية والاتحاد الروسي، باعتبارهما ضامنتي الالتزام بنظام وقف النار في الجمهورية السورية العربية، وبالاسترشاد بمذكرة إقامة مناطق خفض التصعيد داخل الجمهورية السورية العربية في 4 مايو/أيار 2017، والترتيبات التي تحققت في عملية آستانة، وبهدف تحقيق استقرار الأوضاع داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب في أقرب وقت ممكن، اتفقتا على ما يلي:
- الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتحصين نقاط المراقبة التركية واستمرار عملها.
- سيتخذ الاتحاد الروسي جميع الإجراءات اللازمة لضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية وهجمات على إدلب، والإبقاء على الوضع القائم.
- إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كيلو متراً داخل منطقة خفض التصعيد.
- إقرار حدود المنطقة منزوعة السلاح سيتم بعد إجراء مزيد من المشاورات.
- إبعاد جميع الجماعات الإرهابية الراديكالية عن المنطقة منزوعة السلاح، بحلول 15 أكتوبر (تشرين الأول).
- سحب جميع الدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة الفوهات والمدفعية ومدافع الهاون الخاصة بالأطراف المتقاتلة، من داخل المنطقة منزوعة السلاح بحلول 10 أكتوبر 2018.
- ستقوم القوات المسلحة التركية والشرطة العسكرية الخاصة بالقوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي، بدوريات منسقة وجهود مراقبة باستخدام طائرات من دون طيار، على امتداد حدود المنطقة منزوعة السلاح.
- العمل على ضمان حرية حركة السكان المحليين والبضائع، واستعادة الصلات التجارية والاقتصادية.
- استعادة حركة الترانزيت عبر الطريقين إم 4 (حلب – اللاذقية) وإم 5 (حلب – حماة) بحلول نهاية عام 2018.
- اتخاذ إجراءات فاعلة لضمان نظام مستدام لوقف النار داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب. في هذا الصدد، سيجري تعزيز مهام مركز التنسيق (الإيراني – الروسي – التركي) المشترك.
- يؤكد الجانبان مجدداً على عزمهما على محاربة الإرهاب داخل سوريا بجميع أشكاله وصوره.
الخروق السورية والروسية
ومنذ توقيع الاتفاق لم يلتزم النظام السوري وروسيا ببنود الاتفاق، إذ أكدت مصادر صحفية تركية أن أكثر من 1600 مدني قد قتلوا جرّاء قصف النظام السوري وروسيا منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018، وحتى بداية العام الجاري 2020.
كما أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في كانون أول/ يناير الماضي، أن 312 ألف شخص من سكان محافظة إدلب السورية، قد نزحوا نحو المناطق القريبة من الحدود التركية خلال شهرين فقط، جراء قصف النظام السوري وروسيا.
وأشار الوزير التركي إلى أن النساء والأطفال يشكلون 76% من النازحين الموجودين قرب المناطق الحدودية، موضحاً أن النازحين اتخذوا من 9 مخيمات أنشأتها المنظمات الخيرية التركية على المناطق الحدودية السورية التركية مأوى لهم.
ومنذ الأول من آذار/مارس الجاري، أطلقت تركيا عملية “درع الربيع” العسكرية ردا على مقتل العشرات من جنودها في قصف متكرر للنظام السوري على نقاط المراقبة التركية في إدلب، وبعد مهلة زمنية أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانسحاب قوات النظام من المناطق التي تقدم إليها مخلاً بحدود اتفاق “سوتشي”.